«الراي» عاشت اللحظات التي سبقت العرض في الكواليس

«الياخور»... نجاح الفريق الواحد يكسب الرهان

1 يناير 1970 11:23 ص
• حسن البلام «فنان قائد» بسرعة بديهة لا يملكها غير الكبار

• صمّام الأمان جمال الردهان كشف أن «الياخور» «ضيّع النوم» من عينيه

• ميس ومشاري والعونان والرمضان أجنحة توازن العمل

• فوز ومنى والمسلم والنصار ومهاوش كسروا حاجز القلق ... وكانوا نجوماً حقيقيين
خلال السنوات الماضية، سنحت الفرصة لمتابعة عروض مسرحية كثيرة عن كثب لكنها المرة الأولى التي تتاح فيها متابعة عمل مسرحي في الكواليس، لعيش أجواء المشاركين في بطولته.

في مسرحية «الياخور»، عايشنا ما عاشه نجوم العمل من توتر وشحن إيجابي كان يقدمه النجم حسن البلام من نصح وتوجيهات، يقابله القبول من كبار النجوم والشباب منهم.

«الراي» تنقل للقراء تحضيرات أحد عروض «الياخور» وكيف كانوا نجوم العمل يعيشون اللحظات الحاسمة التي سبقت اعتلاءهم خشبة المسرح للقاء الجمهور الذي اكتظ المكان بهم، والتركيز على الحالة النفسية وتأثيرها على الأداء والتشجيع المستمر من أهل الخبرة للفنانين الشباب.

وصلت «الراي» إلى استراحة أبطال العمل عند الساعة الثامنة مساء، أي قبل العرض بساعة، لنجد كلاً من حسن البلام، ميس كمر، أحمد العونان، مشاري البلام، محمد الرمضان، عبدالعزيز النصار، الفنان الشاب سامي مهاوش وعبدالله المسلم، وقد دار الحديث بينهم عن الاستعدادات للعرض. وبالرغم من خبرة حسن البلام وسيطرته على الوضع بمجرد دخوله أجواء أي عمل يتواجد فيه، لمسنا القلق في كلامه لحرصه على تقديم عمل مسرحي متكامل يحترم ذائقة الجمهور الكويتي الذي لا يرحم ولا يجامل في انتقاداته. كذلك كانت حال النجمة ميس كمر التي كسبت ود كل متابعي مسلسل «العافور»... فهي كانت تبتسم وثقتها بنفسها واضحة، إلا أنها لم تستطع إخفاء رهبتها، خصوصاً أن الخطأ غير مقبول في مثل هذه الحالات، وهي كذلك صاحبة تجربة ناجحة في المسرح العراقي وقدمت الكثير من الأعمال.

أما مشاري البلام، فأكد أن هذا العمل بالذات سيكون منعطفاً جديداً في مسيرته الفنية، ولهذا أخذ تفكيره واستعداده الذهني وقتاً طويلاً قد يزول بعد مضي عرضين على الأقل. وبعد دقائق، وصل النجم جمال الردهان الذي كشف عن أنه لم يتسن له النوم، مشيراً إلى أن مسرحية «الياخور»، وبالرغم من البروفات المكثفة لها، تعتبر بالنسبة إليه اختباراً من نوع آخر، وقبل العرض بربع ساعة راجع الممثلين بعض الحوارات الخاصة بالمشهد الأول حيث انضمت لهم فوز الشطي وزميلتها منى حسين.

بدأ العرض بزهيرية صدحت بها فوز الشطي، وفي هذه اللحظات اصطحب البلام «الراي» إلى كواليس خشبة المسرح بتواجد جميع الممثلين حيث أوصاهم بعدم الرد على أي شخص من الجمهور في حال تفوّه بكلمة، رافضاً هذا المبدأ ومنتقداً لنفسه في تجارب سابقة له في هذا الجانب. فكان بعضهم «رايحين رادين» يستعدون للدخول، والبعض الآخر جلس وأخذ مكانه ليشاهد رد فعل الجمهور من خلال الثغرات الصغيرة لنوافذ الديكور.

قيادة حسن البلام وسرعة البديهة التي يتمتع بها، قادت الفنان عبدالعزيز النصار إلى افتتاح العرض بحواره بالرغم من أن سامي مهاوش هو من كان يفترض أن يظهر أولاً أمام الجمهور. وقد اجتمع البلام بالاثنين وأعطاهما توجيهات لهذا التغيير المفاجئ، مع الحفاظ على الحوار نفسه الذي كتبه سامي العلي في النص، وبالحركة نفسها التي أوصى بها المخرج عبدالعزيز الصبر. وعندما استفهمنا عن سبب هذا التغيير، قال البلام إن النصار له تجارب كثيرة في المسرح وظهوره في البداية سيعطي قوة، كما سيعطي الثقة لزميله سامي مهاوش، وفعلاً صدق توقع البلام ووفق في اقتراحه. وزادت وتيرة حماسة الجمهور بمجرد دخول النجم جمال الردهان، الذي كان بمثابة صمام الأمان للجميع، وما هي إلا لحظات، حتى أطلت النجمة ميس كمر على الجمهور، الذي استقبلها بحرارة انعكست بشكل إيجابي على أدائها وثقتها، وعلى مستوى صوتها الذي يحتاجه المسرح، تبعها بعد ذلك محمد الرمضان وفوز الشطي ومنى حسين وعبدالله المسلم، ولم يتبق سوى أحمد العونان وحسن البلام اللذين كان دخولهما في المشهد الثاني.

لاحظنا أن حسن البلام كان كمدرب فريق يصفق مع تصفيق الجمهور، ويفرح عندما يضحك الجمهور ويحزن عندما ينسى أحد الممثلين كلمة معيّنة أو «افيه» من المفترض أن يقال في مكان وتوقيت معيّن، إذ قال إن العروض الأولى ورهبة الجمهور لها وقع على الأداء في أي عمل، وكان يدوّن هذه الملاحظات لكي يراجعها مع الممثلين. كما شدد كثيراً على علو الصوت على المسرح وتوضيح مخارج الحروف، ووضع عدداً من التوصيات والمحاذير أمام فريق العمل للالتزام بها وعدم السماح لأي أحد بتجاوزها، أهمها مواضيع الطائفية والقبلية وعدم سخرية الفنانين من بعضهم البعض والتركيز على احترام العناصر النسائية المشاركة في العمل وعدم إطلاق أي «افيه» على أي واحدة منهن، مشيراً إلى أن احترام فريق العمل للزميلات سيفرض احترام الجمهور لهن.

وبمجرد انضمام البلام وأحمد العونان إلى المجموعة، زادت جرعات الضحك كما زادت جرعات الجرأة بإسقاطات اجتماعية لم تخلُ من تبرير هروب هذه الأسر إلى «الياخور» بعد تردي الوضع في المدينة، سواء في الخدمات أم الفتن التي يعيشها المجتمع.

في هذا العمل المسرحي، نجد أن نية الفنان حسن البلام لتأسيس مسرح باسمه أصبحت واقعاً بعد سنوات احتك من خلالها بكبار النجوم من رواد الكوميديا، وقد تعود بنا مسرحية «الياخور» إلى الزمن الجميل للمسرح في حال حافظ نجوم العمل على هذا المستوى من الإبداع وتطوير الحوارات من عرض إلى آخر، والمحافظة على توزيع مساحات أبطال العمل الذين أخذ كل منهم حقه كاملاً من دون الحاجة إلى زيادة حوارات فلان على فلان، لتكون البطولة جماعية بحق.