نواف المطيري: التلوث الإشعاعي أبرز وأخطر قضايا عصر التقنية والصناعة المتطورة
1 يناير 1970
06:41 م
| كتب حسن الهداد |أكد الاستاذ في كلية الطب جامعة الكويت الدكتور نواف المطيري ان التلوث الاشعاعي للبيئة هو من ابرز واخطر قضايا العصر الحديثة، مشيرا إلى ان علم التلوث ادرج ضمن برامج التعليم التي تدرس في المدارس والطالبات والمعاهد كمادة مستقلة بذاتها، بالاضافة إلى ضمها إلى برامج علم السموم.
وبين الدكتور نواف المطيري خلال محاضرة التي اقامتها جمعية الخريجين مساء اول من أمس تحت عنوان «الكويت وبؤرة التلوث الاشعاعي، حقائق وارقام»، ان «المقصود بالتلوث في مؤتمر استكهولم الذي عقد عام 1972 هو تدخل للانشطة الانسانية في موارد وطاقات البيئة بحيث تعرض تلك الموارد والطاقات للخطر او تجعلها في وضع يحتمل معه تعرضها للخطر بشكل مباشر او غير مباشر».
واشار إلى تعريف التلوث البحري الذي وضعته منظمة الصحة العالمية في عام 1961 الذي يبنى على قيام الانسان سواء بطريق مباشر او غير مباشر بادخال مواد او مصادر للطاقة إلى البيئة البحرية، موضحا انه يترتب عليها اثار ضاره للموارد الحية سواء كانت من ادوات صيد الاسماك وعمليات افساد صلاحية مياه البحر في عمليات الاستحمام والحد من قيام المرافق الترفيهية.
وذكر امراض التلوث البيئي التي تضر بالانسان ومن اولها امراض الجهاز التنفسي وأمراض العين والجلدية والقلق والشرايين وبالاضافة إلى امراض الاعصاب.
وقال المطيري ان «عصر التقنية والصناعة المتطورة جاء ليلقي بمخلفاته ونواتج انشطته المختلفة في الهواء والماء والغذاء ليتنفس الانسان السموم مع الهواء، ويشرب ماء يحتوي على عناصر ضارة تسري في جسده، وتسبب
له العلل والامراض، ويتغذى على طعام امتدت اليه يد البشر لتجعله مصدرا للامراض بعد ان كان الانسان يتنفس هواء نقيا ويشرب ماء خاليا من الملوثات الكيميائية ويتغذى على طعام ذي قيمة غذائية عالية غير ملوث بالمواد الكيميائية التي تسربت اليه بقصد او من دون قصد». وأكد المطيري ان التلوث الاشعاعي يكون من ثلاثة مصادر وهي الاشعة الكونية والاشعاعات الناتجة من التربة ومن المفاعلات النووية، مبينا ان كمية الاشعاعات الكونية تختلف باختلاف ارتفاع المكان عن سطح البحر واختلاف الموقع الجغرافي، حيث يقل مقدارها في الاماكن القريبة من سطح البحر، وتزداد كلما ارتفعت عنها، مضيفا ان كلما ارتفعت عنها بمقدار عشرة الاف قدم كلما تضاعف مقدار الاشعة الكويتية ثلاث مرات.
واشار إلى ان الغلاف الجوي يعتبر حاجزا واقيا من الاشعة الكونية، مشيرا إلى ان الغلاف الجوي تتكون عليه بعض المواد المشعة نتيجة تفاعل مواد اخرى مع مكوناتها، لافتا إلى ان الكربون 14 المشع يتكون نتيجة تفاعل الاشعة الكونية مع النيتروجين 14.
وقال ان «كميات ضئيلة من عناصر مشعة مثل اليورانيوم والثوريوم يختلف
تركيزها باختلاف انواع التربة»، موضحا ان تركيز الاشعاع يزداد بالصور الجرانيتية ويقل في التربة الرملية، مضيفا ان الاشعاعات الصادرة من التربة تتكون من اشعاعات جاما، حيث تمتص الفا وبيتا داخل القشرة الخارجية للتربة، ذاكرا ان الاشعاعات المستخدمة
أو الاصطناعية تستخدم في مجال العلوم الصحية، مبينا ان الاشعة السينية تستخدم في تشخيص الامراض وعلاجها وبالاضافة إلى استخدام اليود المشع للاستعمال في الادوية المشعة.
وبين انه اقيم اول مفاعل نووي في عام 1942 وذلك بعد اكتشاف الانشطار النووي حيث ان المفاعلات النووية تستخدم لاغراض سلمية في عمليات توليد الطاقة ولكنها تسبب تلوث البيئة بالاشعاع.
واختتم المطيري، مبينا ان هناك مصادر اخرى للاشعاع والتي تكون في شاشات التلفزيون والكمبيوتر والاجهزة الالكترونية والهواتف النقالة وماكينات الاشعة السينية المستخدمة في صناعة الطائرات والهواتف النقالة، بالاضافة إلى استعمال النظائر المشعة كمصدر للطاقة لتحلية مياه البحر.