?سلطان حمود المتروك / حروف باسمة

أقبل العيد سعيداً والتفاؤل في الوجود

1 يناير 1970 11:20 ص
تستقبل الامة الاسلامية عيد الفطر المبارك بعد انقضاء شهر الصيام الفضيل الذي قضى فيه المسلمون اياما وليالي وهم في صلوات ودعاء وتسبيح وابتهال، واشرق عيد الفطر المبارك الذي يهلّ في أفقه تفاؤل واقدام نحو امل بحياة ممتلئة بالازدهار وأفول للكآبة. في العيد ذكريات لا يمكن للمرء أن ينساها، فإذا ما أشرق الصباح فترى البيوت كأنها خلية نحل، الامهات تقمن باعداد فطور العيد المميز والبنات والبنون يقومون بارتداء حللهم القشيبة والاباء بعد رجوعهم من صلاة العيد يقومون بتفقد ابنائهم والابناء يستبشرون بآبائهم وأمهاتهم وهم في اجواء عائلية ممتلئة بالحب والوئام.

وتفتح الدواوين ويستقبل الجيران والاهل بعضهم بعضا لتبادل التهاني.

ذكريات كلها كادت ان تكون باهتة في وقتنا الحاضر.

قلت الزيارات في الاعياد وقلت المقابلات وجها لوجه وعوّض عنها وسائل الاتصال الاجتماعي في مختلف انواعها واشكالها وطرقها وسبلها حتى الاصوات لم تكن تسمع واستبدلت بكتابة الرسائل النصية.

عجيب أمر الدنيا!!!

ولكن تظل الاصالة تنبع في ارض هذه الديرة ويظل البعض يعمل على تفعيلها وابراز العادات التي ورثها الآباء عن الاجداد وغرسوها في نفوس ابنائهم، فهم يعملون على اذكائها في قلوب النشء حتى يحملوها مشاعل تعلن ان لهذه الديرة ولاهلها صفات وخصائص ومميزات تنقل عبر الاجيال.

ما أجمل العيد وما أحلى أيامه وما أبهى صوره، عسى أن تكون أيام هذه الديرة اعيادا مستمرة يجللها التفاؤل والاقدام نحو حياة مزدهرة بالفكر والنماء والبعد عن الفوضى واختلاف المواقف وافتعال الازمات التي لا تبشر الا بعدم الاستقرار والوقوف على حال راكدة والأمم تمضي بالمنى يسرى ويمنى.

عزيزي القارئ اهم ما يميز العيد قديما وجبة الغداء التي تكون في وقت الضحى حيث تعمر الفرجان بالسفر الملونة وصواني الطعام والناس جميعا يجلسون حول موائد الغداء.

عيد سعيد ممتلئ بالتفاؤل والايام البهيجة التي تطل على ارض هذه الديرة الحبيبة.

ودعنا نقرأ ما قاله الاديب المغفور له باذن الله الكريم عبدالله سنان:

ومموش قابلته في جلسة

على السماط وحوله دقوس

فسألته من أين جئت إلى هنا

والعهد أن غداءهم مكبوس

فأجابني ان الذي اتفقوا على تقديمه ملخبط معفوس

وأتوا بقنجات كبار

فوقها حشو وربيان له محموس

صافحته بالخمس ثم رفعته لفمي

اقبله وبي تهويس

لو اطعمت بلقيس منه لقمة

لتشوقت لخواله بلقيس