تنديد واسع بالحادث والدولة استنفرت لكشف ملابساته
توقيف والد وابن عمّ طفل لبناني ظهر في فيديو يضرب آخر سورياً
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
11:20 ص
لم يتأخّر فيديو الطفل اللبناني الذي ظهر وهو يتلقى «دروساً» في تعنيف طفل سوري في الدخول على المشهد اللبناني وسط صدمة عارمة أحدثها هذا الشريط الذي تحوّل الحدَث رقم واحد في بيروت وقوبل باستنفار سياسي وقضائي وإعلامي و«الكتروني» غير مسبوق.
وبعد فظاعة المشهد الذي ظهر فيه طفل لبناني يدعى عباس وهو يمعن في ضرب الطفل السوري خالد. ن (من معرة النعمان) بعصا غليظة على وقع تحريض من رجل قيل بداية انه والد عباس، ادى التحرك الفوري للسلطات اللبنانية الى توقيف الوالد وهو أحمد طفيلي وابن شقيقه ليل السبت في اعقاب اعلان وزير العدل اللواء اشرف ريفي انه سيتخذ الإجراء اللازم في شأن الفيديو وتكليفه النائب العام التمييزي سمير حمود التحقيق لمعرفة مصدر الفيديو وكشف ملابساته في حين باشرت قوى الأمن الداخلي الاستقصاءات لبيان حقيقة الشريط ومصدره.
وفيما أثار الفيديو استياء غير مسبوق في لبنان الذي «هبّ» تضامناً مع «خالد» الذي ظهر باكياً و«ممنوعاً» من الدفاع عن نفسه امام ضربه بالعصا على جسده الطري وركله في بطنه وصفعه على وجهه ورأسه، ظهّر هذا العنوان واحدة من التداعيات الاجتماعية المتعاظمة لملف النازحين السوريين في لبنان الذي يستقبل نحو1.2 مليون سوري يعيشون في ظروف مأسوية في ظل تلكؤ المجتمع الدولي عن الوفاء بالتزاماته تجاههم وعجز لبنان عن القيام بهذه المهمة في ظل واقعه المالي المهترىء ووقوفه على حافة «انفجار» ديموغرافي بعدما صار البلد الاكثر كثافة سكانية في العالم.
وقد اعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة انه «بناء لتوجيهات ومتابعة مباشرة من وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وبنتيجة الإستقصاءات والتعقبات الفنية وتقاطعها مع المعلومات التي توافرت من ناشطين إلى مواقع التواصل الإجتماعي العائدة لقوى الأمن الداخلي، تمكن مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وبمؤازرة قوة من مفرزة الضاحية الجنوبية في وحدة الشرطة القضائية، من تحديد المكان الذي حصل فيه الاعتداء على الطفل: ـ خالد ن. (مواليد 2005) سوري الجنسية وهوية ذوي الطفل عباس ع. (مواليد 2012) لبناني، حيث دهمتهم في محلة الرمل العالي. وقرابة الساعة 23.30 من التاريخ المنوه عنه أعلاه أوقفت القوة المذكورة والد الطفل عباس المدعو: ـ أ. ط. (مواليد العام 1967، لبناني)، داخل أوتوبيس أجرة (فان) يملكه، في محلة عين الدلبي - الرمل العالي. وعند الساعة الواحدة من تاريخ 2014/07/20، أوقفت دورية من شعبة المعلومات المدعو: ح. ط. (مواليد 1997) الذي يشتبه بقيامه بتصوير ابن عمه عباس أثناء اعتداء الأخير على الطفل خالد، وسلمته إلى مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية».
وكان والد الطفل عباس أطلّ ليل السبت عبر شاشة «الجديد»، نافياً ان يكون هو منَ كان يحرّض طفله على ضرب خالد موضحاً ان عباس كان مع ابناء عمّه، وان ما حصل هو «لعب اولاد» وان مَن كانوا يصوّرون وحرّضوا هم فتية تراوح اعمارهم بين 10 و15 عاماً.
اما والدة الطفل السوري السيدة ميادة قنديل (زوجها سقط في سورية وعائلتها نزحت الى لبنان قبل عامين) فاشارت الى انها لم تعرف بضرب خالد الا عبر شاشات التلفزة، موضحة ان طفلها يبلغ من العمر تسع سنوات ونصف ولم يذهب الى المدرسة «لانه عندما قصدها مرة تعرض لمضايقات وتهديدات من الآخرين كونه سوريا، وهو يعمل يومياً في بسطة خضار براتب يومي يبلغ دولارين»، خاتمة: «لا اعرف من حرضوا على ضرب ابني وتصويره وأشكوهم لله».