قصف عنيف يوقع عشرات الضحايا الفلسطينيين ومصرع جندي إسرائيلي في اشتباك
إسرائيل تواجه مقاومة شرسة في اجتياحها البري لغزة
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة |
1 يناير 1970
04:31 م
تحت غطاء قصف جوي وبري وبحري عنيف اوقع عشرات الضحايا من الفلسطينيين، دخلت القوات الاسرائيلية برا الى قطاع غزة، أمس، في اليوم الثاني عشر لبدء عدوانها على القطاع، وواجهت مقاومة شرسة اوقعت قتيلا بين القوات المهاجمة، فضلا عن استمرار اطلاق الصواريخ باتجاه المستوطنات والمدن الاسرائيلية.
واكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان شن عملية عسكرية برية في غزة يهدف الى ضرب الانفاق في القطاع، موضحا ان الغارات الجوية وحدها لا تكفي لذلك.
وقال نتنياهو في بدء اجتماع خاص للحكومة الامنية المصغرة «بدأت قواتنا عملية برية لضرب الانفاق الارهابية الممتدة من غزة الى اراضي اسرائيل»، مؤكدا «لا يمكن التعامل مع الانفاق فقط من خلال الجو».
واوضح: «تعليماتي... الاستعداد لامكانية توسيع العملية البرية الى حد كبير والجيش يستعد وفقا لذلك».
وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي ان القتيل الاسرائيلي هو الرقيب إيتان باراك من سكان هيرتسليا، وسقط خلال اشتباكات ضارية وكمائن وقعت بها قوات إسرائيلية خاصة فجراً عندما شرعت في الدخول الى غزة.
ونفذت طائرات الاحتلال أكثر من 120 غارة من فجر وحتى ظهر امس فقط واستهدفت فيها محولات الكهرباء لتعيش غزة في الظلام.
وقتل 24 مواطنا فلسطينيا في قطاع غزة، منذ بدء الاجتياح البري، جراء قصف قوات الاحتلال الإسرائيلية من الجو والبحر والبر. ويرتفع عدد القتلى منذ بدء العدوان على غزة إلى 265 شهيدا وإصابة أكثر من 1813 بجروح.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن طواقم الإسعاف انتشلت تسع جثث لمواطنين تعرضت منازلهم للقصف في منطقة خان يونس.
وفي بلدة بيت حانون، شمال القطاع، قتلت المواطنة آمال خضر إبراهيم دبور (40 عاما) والمواطن إسماعيل يوسف طه قاسم (59 عاما) وأصيب نحو 25 مواطنا اخرين بجروح مختلفة.
وكان الشقيقان نسيم محمود نصير وكرم محمود نصير من بلدة بيت حانون قتلا جراء قصف الاحتلال المكثف على البلدة بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة بقليل.
وشهدت مدينة رفح محاولات توغل إسرائيلية عنيفة ما أدى إلى مقتل باسم محمد محمود ماضى (22 عاما) و إصابة 11 آخرين شرق رفح، وامتد القصف إلى حي الشجاعية حيث قتل المواطن راني أبو طويلة واصاية 12 من افراد عائلته.
وأصيب طفل و3 نساء في استهداف منزل لعائلة الجمال في منطقة الشعف شرق غزة و جراحهم مختلفة.
كما قتل عمر عيد المهموم (18 عاما) من مدينة رفح إثر القصف المركز على منطقة الشوكة والتي قتلت فيها المواطنة سلمية سليمان غياض (70 عاما).
وافاد مراسل قناة «العربية» ان الدبابات الاسرائيلية وصلت في توغلها الى مشارف مخيم جباليا.
وتصدت كتائب المقاومة الفلسطينية للعدوان البري وواصلت قصفها المدن الاسرائيلية، وأعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس» مسؤوليتها عن قصف أسدود المحتلة بـ 10 صواريخ «غراد». كما تبنت الكتائب قصف «ديمونا» بصاروخي «M75»، وقصف الآليات المتمركزة شمال بيت لاهيا بـ 10 قذائف هاون.
وسقطت 3 صواريخ في مدينة عسقلان و3 قذائف هاون على رأس النقب.
وافادت الكتائب عن اصابة جرافة ثقيلة للجيش الاسرائيلي بصاروخ مضاد للدبابات ما ادى الى اعطابها في منطقة القرارة جنوب قطاع غزة.
وأعلنت الكتائب مسؤوليتها عن قنص جندي إسرائيلي شرق القرارة في خان يونس خلال الاشتباك مع قوة إسرائيلية خاصة، كما تبنت الاشتباك مع قوة اسرائيلية خاصة ببيت حانون ورفح.
وقصفت الكتائب حشودات عسكرية بموقع «زيكيم» بـ 5 صواريخ 107.
وأكدت «كتائب القسام» وقوع قوات إسرائيلية خاصة في كمين لعناصرها في شمال وجنوب قطاع غزة.
وأوضحت الكتائب في بيان أن عناصرها فجروا عبوة ناسفة في آلية إسرائيلية في قرية أم النصر شمال بيت لاهيا، وتمكنوا من تفجير 5 عبوات أفراد بقوة خاصة في المكان.
وأشارت إلى أن عناصرها نفذوا كمينا للقوة الإسرائيلية. وقالت ان الاحتلال اعترف بإصابة 7 من جنوده إصابة أحدهم حرجة وآخر بترت قدمه في الكمين.
وفي بيان آخر، ذكرت أن وحدة خاصة لها باغتت قوة إسرائيلية خاصة تسللت إلى منطقة الحصينات شرق رفح، مشيرة إلى أنها اشتبكت معها وجها لوجه.
وأكدت أن كثافة الاشتباكات أجبرت القوة المتسللة على الإندحار بعد وقوع إصابات محققة في صفوفها.
أما في بيت حانون، فقالت «القسام» إنها خاضت اشتباكا عنيفا مع قوة إسرائيلية خاصة تسللت قرب المدرسة الزراعية شرق البلدة، وأن وحداتها أرغمتها على الاندحار.
كما اشتبكت وحداتها بالأسلحة المتوسطة مع قوة خاصة شرق خان يونس في ساعات الفجر الأولى، وأطلقت تجاهها قذيفة مضادة للأفراد.
كما تبنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة «الجهاد الإسلامي» قصف أسدود بـ4 صواريخ «غراد»، وتجمع للآليات الإسرائيلية شرق رفح بصواريخ 107.
واعلنت «سرايا القدس» مسؤوليتها عن خوض اشتباك بالاسحلة المتوسطة مع قوة اسرائيلية قصفتها 16 قذيفة هاون واستشهد احد مقاوميها شرق خان يونس وقصف كيسوفيم بـ 3 صواريخ 107.
واصيب جنديان من الجيش الاسرائيلي نتيجة سقوط قذيفة هاون، ووصفت اصابتهما بالبسيطة من شظايا انفجار قذيفة الهاون، وتم نقلهما الى مستشفى «شيبا» في تل هاشموير لتلقي العلاج.
وأشار الموقع الرسمي للجيش الاسرائيلي بأن قوات الجيش الاسرائيلي التي دخلت قطاع غزة تعرضت لقصف بقذائف الهوان منذ الصباح، بعد معرفة المواقع التي تتواجد فيها هذه القوات.
وصادق المجلس الوزاري المصغر على استدعاء ثمانية عشر ألف جندي احتياط اخر. وبذلك يصل الى نحو سبعين ألفا عدد جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم منذ بدء عملية «الجرف الصامد».
واصيب صحافي واحد على الاقل بجروح في قصف اسرائيلي استهدف اكثر من بناية يتواجد بها الصحافيون الفلسطينيون في قطاع غزة.
واستهدفت طائرات «الاباتشي» الاسرائيلي في الساعة السابعة من صباح امس برج الجوهرة الذي يضم عددا من المكاتب الاعلامية ما ادى الى وقوع اضرار مادية جسيمة في الطابق الاخير من البناية التي تقع في شارع الوحدة بغزة.
وكشفت صحيفة «هآرتس» أن العملية البرية لقوات الاحتلال في قطاع غزة قد بدأت في أعقاب جلسة سرية للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر عقدت مساء اول من أمس، في تل أبيب، وبعد سلسلة من عمليات خداع إعلامية من جانب مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بهدف «تخدير» حركة «حماس»، والإيهام بأن إسرائيل ليست على وشك توسيع حربها العدوانية على القطاع في الأيام القريبة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن وزراء المجلس الوزاري المصغر صادقوا على «العملية البرية» قبل يومين، في جلسة عقدت الثلاثاء الماضي غداة انهيار ما سمي بـ «المبادرة المصرية» لوقف إطلاق النار. وجاء أنه عرض على الوزراء خطة الحملة البرية بمراحلها المختلفة. وفي نهاية الجلسة خوّل الوزراء رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الأمن موشي يعالون بتحديد الموعد الذي تبدأ به الحملة ونطاقها.