وفد من «المستقبل» في جدة للتواصل مع الحريري حول الجلسة التشريعية الخميس
لبنان يحاول تدارُك «الأسوأ» بإطلاق عجلة عمل البرلمان والحكومة
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
11:17 ص
بدأ «زنار النار» الذي يلفّ لبنان من حدوده الجنوبية مع اسرائيل الى حدوده مع سورية ولا سيما في البقاع يشكّل عاملاً ضاغطاً على الأفرقاء السياسيين للإسراع في تجاوُز «المناكفات» والقفز فوق المعادلات التعطيلية المتبادلة لعمل كلّ من البرلمان والحكومة، من دون ان يبلغ «الاستشعار» بالخطر الداهم حدّ الدفع الى إنجاز الانتخابات الرئاسية التي باتت رهناً بتفاهمات خارجية لا تلوح في الأفق في ضوء التعقيدات التصاعُدية لملفيْ سورية والعراق وصولاً الى الحدَث المستجدّ في غزة.
وبعدما كان الأسبوع الماضي في لبنان أقفل على «توازن تعطيل» قاعدته ان لا تسيير لعمل حكومة الرئيس تمام سلام ما دام فريق 14 آذار ومعه كتلة العماد ميشال عون يرفضون إطلاق عجلة التشريع في البرلمان على غاربها في ظل الفراغ الرئاسي، لاحت مع بداية الاسبوع الجاري مؤشرات الى اقتراب الوصول الى صيغة توفيقية تتيح فتح مجلس النواب في جلسة تشريعية هذا الخميس يستمرّ التفاوض على جدول أعمالها الذي يصرّ رئيس البرلمان نبيه بري على ان يشمل اصدار قانون يغطي الانفاق المالي ولا سيما منه الرواتب في القطاع العام واصدار سندات خزينة باليوروبوند واقرار سلسلة الرتب والرواتب، وسط محاولات تدوير زوايا الخلاف المستحكم حول ملف السلسلة نتيجة اعتراض قوى 14 آذار على بنود ضريبية وتحديداً في ضريبة القيمة المضافة وقضية صرف الرواتب التي تحاول هذه القوى الضغط لتمريرها من ضمن إقرار موازنة 2014 شرط ان يسبقها قطع حساب لا يقتصر على الفترة من الـ2005 إلى 2012، بل يشمل الفترة من 2005 الى 2013.
واذا كان بات مسلّماً به ان اي تفاهم حول الجلسة التشريعية بات «المفتاح» لاستعادة جلسات مجلس الوزراء، فان المساعي الى كسر المناخ التعطيلي الذي شكّل في جانب منه ضربة لآلية اتخاذ القرار في الحكومة الرئاسية حيث حوّل شرط الإجماع على القرارات كل وزير الى «ملك» يملك حق «الفيتو»، حملت وفداً من تيار «المستقبل» الى جدة للتواصل مع الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري والبحث معه في الاوضاع الراهنة والموقف من جلسة الخميس وحسم الموقف من اقرار قانون للإنفاق في ضوء تقارير عن وجود رأي لا يمانع السير به بمعزل عن الموازنة وقطع الحساب، وذلك على خلفية تعزيز عوامل الثقة بين التيار وحركة «أمل» (بقيادة الرئيس نبيه بري) اللذين باشرا أخيراً حواراً رعاه النائب وليد جنبلاط في اطار تحصين الواقع اللبناني حيال الصراع المذهبي في المنطقة.
وعُلم ان الوفد الذي توجّه الى جدة ضم كلاً من الرئيس فؤاد السنيورة ووزير الداخلية نهاد المشنوق ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري المكلف ادارة الحوار مع بري عبر الوزير علي حسن خليل.
وشدّد برّي على أنه سيبذل كل جهد ممكن للمساهمة في تفعيل أداء الحكومة، «لأنه لا يجوز ان نتخلى عن مسؤولياتنا ونجمّد مؤسساتنا في هذا الظرف العصيب، وأنا أقول إن وضع لبنان لا يزال الأفضل بين دول المنطقة حتى اليوم، برغم الحوادث المتفرقة، فلماذا نريد ان نأتي بالدب الى كرمنا؟» وأشار الى ان «الإرهاب يطول سورية والعراق واليمن وغيرها، وهو لا يستثنينا، ويجب ان نتكاتف في مواجهته، لا سيما وأن التصريحات الاخيرة للبعض أثبتت ان التطرف لا يستهدف الطائفة الشيعية فقط بل يستهدف السنة أيضاً».