| د. تركي العازمي |
أقولها من قلب محب ناصح لكل قيادي فاسد ونحن في شهر فضيل... الموت يا سيدي!
إن القيادي، أي قيادي نثني عليه عندما يخلص في عمله ويظهر لنا جانب الرؤية والإبداع وعندما يتقاعس عن أداء عمله لأي سبب من الأسباب فنوجه له اللوم من دون أي دوافع شخصية.
إننا كبشر.. مسلمون بالفطرة والقيم الإسلامية وديننا الحنيف يحضنا على الإخلاص في العمل، وبالنسبة للقيادي فإن مواجهة المشاكل التي تظهر في المؤسسة/المؤسسات التابعة له تتطلب المعالجة الفورية واتخاذ القرار الإصلاحي في حينه وفي القول المأثور «قل لمن لا يخلص.. لا تتعب»!
والقيادي كأي فرد آخر له الحق في حياته أن يعيش كيفما يشاء وله الخيار في لعب الدور الذي يريده لجتماعيا? سياسيا? مؤسساتيا وحتى في إبداء الرأي.. إنه حق كفله له الدستور ويبقى الدستور الإنساني نابع من القرآن الكريم والسنة النبوية فدستور المسلم يوجب عليه كشف السلوك غير الأخلاقي وممارسات القيادات الفاسدة التي تشهدها مؤسسات الدولة العام منها والخاص.
هذا ما ذكرته للزملاء وكان ختام الحديث... الموت يا سيدي!
إذا رأيت سرقة وتعد على المال العام وأبلغت عنها القيادي فقد قمت بدورك، وإن كنت إعلاميا فمسؤوليتك بحكم طبيعة عملك أن تكتب على ضوء مستندات ووقائع كي لا توقع الظلم على الأبرياء.
أذكر زميل أوصل رسالة لوزير عن سرقة لأحد موارد الدولة ولم يقم الوزير بواجبه... ونشر عن فساد أخلاقي... ولم يقم الوزير بالإجراء المطلوب منه.. ولنا في التعليم العالي قصص مثبتة لتجاوزات لا تحملها «البعارين» ولم يتحرك أصحاب القرار.. والأمثلة كثيرة ولا يمكن تجاهلها فهي ماثلة في بيتك? مدرسة أطفالك? الشارع? المستوصف? المستشفيات? عملك? بيئتك? وكل مؤسسة لك حاجة خاصة لا تستطيع الحصول عليها و....!
قلت لأحبتي الحضور... تذكرون «فلان»... كنا نتحدث معه في المساء وبعدها بيومين غابت «ابتسامة» صاحبنا بعد خبر وفاته!
سقطت الدموع في المقبرة ونحن نحمله على الأكتاف وبعد أن غادرنا «حفرة القبر» بأسابيع عدنا وكأن شيئا لم يحصل!
إن أحبتنا ينتهكون أبسط حقوق العيش الكريم و«عادي» تضيع حقوق البسطاء تحت سطوة قيادي «الواسطة»!
تجتاحني حالة غريبة كلما ذكرني صديق بحكاية مواطن ذهب للحصول على حقه عندما قال له القيادي : لا حق لك...... وابحث عن مصدر الدماء الزرقاء!
أستحلفكم بالله العلي العظيم? لو أن هذا القيادي يعلم إن مصيره الموت.. فالموت يأتي بغتة.. فما هي الفائدة من ذنوب إرتكبها فقط لأنه «قيادي بالواسطة» ونفوذه يحميه!
في الأطر الإدارية المحترمة? عندما يواجه المواطن ظلما أو تعسفا إداري فإنه يلجأ للمسؤول الكبير كطريقة بحث لرفع الظلم عنه وهي تعرف إداريا بالــ Escalation أي التصعيد الإداري لعل وعسى أن يتفهم المسؤول الأعلى الوضع ويعيد الحق لأصحابه وهي خطوات إدارية معمول بها!
لا شيء من هذا التوجه معمول به في الهرم الإداري الكويتي حتى وإن حصل المظلوم على حكم قضائي من درجة التمييز فإن القيادات الفاسدة لا تنفذه!
إن «الدعوى خربانة» والسبب بسيط... إن معادلة القيادات الفاسدة ومواجهة الموت لا يفهمها الكثير حتى في رمضان... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi