د. تركي العازمي / وجع الحروف

رمضان بين الوجهاء والطبقة المنسية!

1 يناير 1970 06:31 ص
الكل يتحدث عن المساواة وتكافؤ الفرص والعدالة في معالجة الأمور... وعندما تحاول البحث تجده «كلام مأخوذ خيره»!

هذا ما قلته لأحد الزملاء ونحن جلوس نناقش ظهور الوجهاء في المعترك السياسي وخروج الطبقة المنسية من دائرة الحوار!

أذكر بحكم أنني من الطبقة المنسية قد تلقيت كلاما طيبا من سمو رئيس مجلس الوزراء منذ عدة أشهر «وهذاك وجه الضيف» والتقينا الشيخ سلمان الحمود وتحدثنا معه ولمسنا منه بوادر طيبة و«هذاك وجه الضيف» ولو أن الأخير الشيخ سلمان الحمود نحترمه ونعلم أنه يحاول قدر المستطاع!

نحن في رمضان والتصعيد مستمر والمعالجة الفعلية للقضايا العالقة لم نر لها أثرا لأن أحد أهم أركانها غير متوفر في طريقة العلاج المتبعة من منظور احترافي!

إن أهم طرق العلاج تبدأ من إصلاح الوضع القيادي وتبني الفكر الإستراتيجي وبحكم تخصصنا وغيرنا الكثير ممن يبحثون عن مخرج للقضايا العالقة وفق منهج علمي محترف غير مستأنس برأيهم!

ما الذي أوصل البلد لهذا الحد من «التيه» القيادي الذي تناسى/تراخى عن مفهوم تغيير الثقافة والعدالة وتكافؤ الفرص؟

وللتدليل? أذكر أنني وأحد الزملاء من أصحاب التخصص أعددنا مسودة لعمل مؤتمر... وفجأة أوكلت المهمة لأفراد مع احترامنا لهم على المستوى الشخصي لا علاقة ولا خبرة لهم في موضوع المؤتمر والسبب يعود لأن اسمي واسم صاحبي لا يروق لهم!

إنهم يريدون أسماء معينة تدير الأمور... أسماء معينة تظهر في مقدمة الصفوف وعندما يكون هذا النهج متبعا فنحن بلا شك لا نقبل بالمساهمة إطلاقا و«عوافي» عليهم ما بدأنا به!

صحيح أن الوجهاء لهم المكانة الاجتماعية ونحترمهم لكن الإصلاح يحتاج إلى دعوة أصحاب الاختصاص كي يشاركوا في رسم العملية الإصلاحية وبمراجعة أسماء من يتصدرون المشهد في مؤسساتنا والدعوات لمؤتمر أو دراسة تعرف من سيرهم الذاتية إنه يبعدون عن موضوع الإصلاح ولا صلة تربطهم بأساس المعالجة الإصلاحية.. ودع عنك عبارة « أنتم ذخر وأهل الكويت و... « فالواقع مختلف جملة وتفصيلا!

في الدول المتـــــقدمة... عــــــند حدوث أي مشكلة اجتماعية? سياسية? مؤسسية فإن أول ما يبحثون عنهم هم أصحاب الاختصاص والفكر المعتدل النزيه ولا ينظر لأسمائهم بمعنى إنها لا تفـــــصل على اسم العائلة أو القبيلة أو المذهب أو المجــــموعة/الكتـــــلة أو النفــــوذ ولهذا السبب نجــــحوا في تجـــاوز الأزمات!

ليسألوا الوزير سلمان الحمود؟ ليسألوا سمو رئيس مجلس الوزراء عن مقالنا السابق « عفوا.. يا سمو الرئيس»؟ الذي نشر في «الراي» 26 مايو 2013!

أكثر من عام ونحن نبحث عن رجل رشيد يحكم عقله عند اختيار الأكفاء... وهم يملكون القرار ونحن واجبنا بسط النصيحة بكل شفافية وليسمح لنا الوجهاء فهم «شيباننا» ولهم مكانة اجتماعية ونحن هنا نتحدث عن مستقبل بلد في أجواء في غاية الحساسية من حولنا وحان الوقت للعودة إلى سبل العلاج الصحيحة!

عاملونا بحسن نية.. افهموا متطلبات الإصلاح التي تبدأ من تغيير ثقافة اختيار القياديين وتنتهي برسم استراتيجية تحولية «غير عنصرية» مرورا بقياس وبحث في القيادات الحالية التي هي سبب فساد مؤسساتنا وما يعاني منه المجتمع الكويتي!

إن الطرح العقلاني لمسناه من مقابلة الشيخ سلمان الحمود... ونبقى ها هنا نكتب لأجل تنفيذ الطرح العقلاني وكثير من زملائنا من الطبقة المنسية على نفس الوضع منتظرون!

إنه ليس قصورا بمن ينتظر بل لم تتضمنهم أجندة أصحاب القرار.. فتلك الطبقة المنسية هي المخرج الوحيد لكل القضايا العالقة.... والله المستعان!

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]