«الكويت شاركت العراق في التخلص من براثن النظام الصدامي»

بحرالعلوم: زيارة الأمير التاريخية إلى بغداد كرّست عزم القيادة الكويتية على إعادة العلاقات

1 يناير 1970 11:24 م
• عام 2015 سيسدد العراق باقي التعويضات وهو ما يعني الخروج من أحكام الفصل السابع

•إعادة 4500 كتاب و3 لوحات فنية ثمينة لبيكاسو مسروقة من متحف الكويت وآنية نحاسية كبيرة
كونا- أكد السفير العراقي في الكويت محمد حسين بحرالعلوم، ان زيارة سمو امير البلاد الشيخ صباح الأحمد التاريخية الى بغداد، أعطت مؤشراً على عزم القيادة الكويتية على عودة العلاقات الثنائية، وكانت دلالة واضحة على عزيمة سموه على تسجيل هذه الزيارة تاريخيا، مستحضراً موقف سمو الامير التاريخي في قمة جامعة الدول العربية في سرت الليبية، حين اكد على حق العراق في استضافة القمة العربية (التي تليها) عام 2012، والتي اصر سموه على الحضور والمشاركة فيها.

وشدد بحر العلوم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية «كونا»، بمناسبة الذكرى العاشرة لعودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، على اهمية زيارات كبار المسؤولين العراقيين الى الكويت، لاسيما زيارات الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «والتي كان لها وقع كبير وساهمت كثيرا في تقريب القلوب والافكار»، منوها كذلك بزيارات سمو الشيخ جابر المبارك سمو رئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ ناصر المحمد حين كان رئيسا للوزراء الى بغداد.

واكد ان ما تم اتخاذه من خطوات بين البلدين في غضون السنوات العشر الاخيرة ولاسيما في السنوات الثلاث الاخيرة «كان طفرة مميزة وقفزة نوعية» في العلاقة الثنائية.

وقال ان العلاقات بين البلدين «مرت بانتكاسة كبيرة جدا من جراء الغزو الصدامي للكويت العزيزة» داعيا الى ان يتجاوز البلدان استحقاقاتها واسقاطاتها لاسيما انها تمس شعور الانسان العراقي لالتصاق كلمة المحتل بهذا الشعب وهو بريء من ذلك العمل.

واضاف ان جريمة الغزو «هي جريمة رجل نسي وتجاوز كل علاقات الاخوة العربية والجيرة والصداقة والمودة ورماها خلف ظهره بغزوه هذا البلد»، مبينا ان ذلك «ليس من شيم الاسلام والعروبة ولا من شيم العراقيين واخلاقهم وعاداتهم وطباعهم».

وذكر ان البلدين بدأا بعد 24 عاما من الغزو الصدامي «بهمة القيادات الناضجة الحكيمة الواعية بطي صفحة الماضي وتجاوزها والتسامي فوق الجراح والعبور الى ضفة الاستقرار والامان والعلاقات الطيبة»، مبينا ان هذا هو الاساس التي استندت اليه العلاقة العراقية - الكويتية واتخذته ارضية صلبة للعودة الى الوضع الايجابي الحالي.

واشار الى مشاركة الكويت للعراق في التخلص من براثن النظام الصدامي، ودورها في ان يتنفس الشعب العراقي الصعداء ونسيم الحرية والمستقبل الايجابي.

وتطرق الى خطوات البلدين الطيبة التي اتسمت بالعزيمة والاصرار لطي صفحة الماضي والدخول في تاريخ جديد تحدده العلاقات الاخوية الطيبة وسيادة البلدين والاعتراف بكرامة البلدين والشعبين بدءا بتبادل واعادة العلاقات الديبلوماسية بين الكويت والعراق.

واوضح في السياق ذاته ان هذه الخطوة كانت علامة بارزة في بدء البلدين مسيرتهما الايجابية في بناء العلاقة لافتا الى ان البلدين اتخذا خطوات ايجابية كبيرة في نسج جسور الثقة بينهما من خلال زيارات المسؤولين العراقيين للكويت لتقديم الشكر لها على دعم العراق وعودته الى المحافل الدولية.

واستذكر الموقف «التاريخي» لدولة الكويت في اجتماع جامعة الدول العربية عام 2003 عندما طرح موضوع مناقشة عودة العراق الى الجامعة حين دخل وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح الى قاعة الاجتماع يدا بيد مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري.

وقال ان هذا الموقف مثل لوحة تاريخية تدل على ان الكويت امسكت بزمام مبادرة اعادة العراق الى حضن الامة العربية ودعمها واصرارها على هذه العودة لما للعراق من اهمية في المنطقة، مشيرا الى ان وقوف الكويت الى جانب العراق في جميع المحافل الدولية كان له صدى ايجابي كبير.

وفي مسألة التعويضات، قال السفير بحر العلوم ان المبلغ المتبقي على العراق اليوم، هو حوالي تسعة مليارات دولار من اجمالي المبلغ 52 مليارا، مضيفا ان العراق يدفع حاليا «حوالي مليار وربع المليار كل ثلاثة اشهر لدولة الكويت، وعلى هذا المنوال سيسدد العراق في عام 2015 المبلغ كاملا وهو ما يعني خروج العراق مما يفرضه عليه هذا القرار من احكام الفصل السابع».

وفي ما يتعلق بموضوع الاسرى والمفقودين الكويتيين والممتلكات الكويتية اوضح ان القرار الدولي بهذا الشأن ينص على ان على العراق العمل الجاد لارجاع المفقودين والاسرى الذين فقد اثرهم وعددهم حوال 605 من كويتيين وغير كويتيين، وهو الامر الذي حتم على العراق البحث عنهم يوتسليم رفاتهم الى دولة الكويت.

وافاد بأنه نتيجة لتعاون البلدين الايجابي وتشكيل لجنة بينهما تحت اشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر، تم العثور على حوالي 247 رفات لهؤلاء الاسرى، مؤكدا ان العراق اثبت تعاونه الايجابي الكبير في هذا الصدد من خلال التعامل مع كل المعلومات التي ترد له سواء من داخل العراق او الكويت او اللجنة الدولية.

وقال بحر العلوم ان العراق اكتوى بهذه النقطة كما الشعب الكويتي في فقدانه لهؤلاء الاسرى، حيث غيب آلاف العراقيين الذين اخفى اثرهم النظام، لافتا الى ان العراق يعثر كل فترة على مقبرة جماعية لهؤلاء المغيبين.

وذكر ان جدية العراق وتعاونها الايجابي مع الكويت في هذا الملف سهل نقله ليكون ملفا ثنائيا بين البلدين وتحت اشراف بعثة الامم المتحدة في العراق (يونامي)، موضحا ان هذا الانتقال «كان يعني اخراج الملف من احكام الفصل السابع الى الفصل السادس من ميثاق الامم المتحدة وهو ما مثل خطوة مهمة جدا ونصرا للعلاقات العراقية - الكويتية».

وعن الممتلكات الكويتية المفقودة بعد الغزو الصدامي، اوضح بحرالعلوم ان هناك مسروقات ومحفوظات وطنية كويتية يجب على العراق ارجاعها، مبينا أن الحكومة العراقية وجهت عبر وسائل الاعلام دعوة لجميع العراقيين افرادا ووزارات ومؤسسات، لكل من يعثر على ممتلكات كويتية ان يتقدم بها الى السلطات العراقية لاعادتها الى الكويت.

واوضح انه في اخر جولة لتسليم الكويت ممتلكاتها اعادت فيها العراق قبل حوالي اسبوعين 4500 كتاب تعود الى جامعة الكويت ومؤسسات كويتية اخرى و3 لوحات فنية ثمينة للفنان العالمي بيكاسو، يبدو انها مسروقة من متحف الكويت الوطني، وآنية نحاسية كبيرة تم تسلمها من اصحاب العلاقة في المتحف ووزارة الاعلام.