«حزب الله»: لا مكان لـ «داعش» في لبنان
لقاء ودّي بين الحريري وجنبلاط في باريس وحكومة سلام تختبر «تماسُكها» الخميس
| بيروت – «الراي» |
1 يناير 1970
07:25 ص
حجب «غبار» التطورات الأمنية التي عاشها لبنان الانظار عن اللقاء الذي جمع في باريس بين الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري ورئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط.
ورغم ان المشهد الامني المضطرب من بيروت الى ضهر البيدر حضر بقوة في لقاء الحريري - جنبلاط مساء اول من امس وهو الاول بينهما منذ نحو عام، فان الملف الرئاسي شكل عنوان البحث الرئاسي في ضوء التحديات التي يطرحها الحدَث العراقي على لبنان كما محيطه وضرورة بذل كل ما يمكن لإبقاء البلاد قدر المستطاع بمنأى عن «الزلزال» في المنطقة.
وقد اكتفى بيان المكتب الاعلامي للحريري بالاشارة الى ان اللقاء مع الزعيم الدرزي تناول آخر المستجدات على الصعيدين المحلي والاقليمي، ثم استكمل البحث الى مائدة عشاء اقيمت بالمناسبة، فيما نُقل عن مصادر مطلعة ان الاجتماع «كان ودياً ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون بين الطرفين، لتمرير الوضع الصعب في لبنان، والحفاظ على الاستقرار».
على ان اوساطاً سياسية استبعدت ان يثمر تواصل الحريري - جنبلاط المباشر حلاً للمأزق الرئاسي في ضوء ثبات رئيس «جبهة النضال» على ترشيح النائب هنري حلو ورفْضه المطلق سحبه لمصلحة لا العماد ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع، في حين لا يبدو في الأفق اي امكان توافق مسيحي على مرشح غير الاخيرين بما يسمح بتمرير الاستحقاق الرئاسي وذلك في ظل تمسك عون بانه «الأحقّ» في الرئاسة نظراً لما يمثّله مسيحياً، وعدم بلورة حلول خارجية ولا سيما بعد «خلط الأوراق» الذي أدى اليه انفلاش «داعش» في العراق وعودة العلاقات الايرانية - الخليجية الى دائرة التوتر العالي.
وفيما بدا واضحاً ان «وهج» الحدَث العراقي وتعاظم القلق الامني في ضوء عودة لبنان الى دائرة الاستهداف الارهابي لم يساهم في إحداث كوة في جدار الازمة الرئاسية، فان الأنظار تتجه الى اختبار جديد للحكومة وسط التوقعات بان يدعو الرئيس تمام سلام الى اجتماع لها يوم الخميس سيكون كفيلاً بتظهير مدى استشعار الأطراف السياسيين بخطورة المرحلة واذا كان الواقع الامني سيدفع باتجاه تسهيل التوافق على قواعد عمل الحكومة في ظل غياب رئيس الجمهورية ام ستبقى معادلة «لا تشريع في البرلمان يعني لا عمل حكومياً». علماً ان اوساطاً سياسية ترصد تداعيات تفجير ضهر البيدر اول من امس وما اعقبه من تصريحات لقادة في «تيار المستقبل» حمّلوا «حزب الله» مسؤولية استدراج «النار» الى لبنان من خلال مشاركته بالقتال في سورية مع دعوته للانسحاب منها على العلاقة بين الطرفين اللذين كانا دخلا في ما يشبه «الهدنة» منذ تأليف الحكومة نتيجة «المهادنة» السعودية - الايرانية، وسط ترقب اذا كان المناخ المستجد سينعكس سلباً على حظوظ إطلاق عجلة العمل الحكومي.
وفي هذا السياق، أكد رئيس كتلة «حزب الله « النيابية محمد رعد، امس، أن «لا مكان لداعش في لبنان».
وقال رعد، خلال احتفال حزبي في بلدة قانا جنوب لبنان، إنه «ليس في لبنان مكان لا لداعش ولا لمن يدعمها على الإطلاق».
وتساءل: «كيف تدعم اعتداءات داعش وإرهابها ضد الشعب العراقي من قبل من يتحدث عن وجود طائفية في العراق، فيما ستة ملايين مواطن يقبعون تحت قهر الإذلال الطائفي والعنصري في بلادهم».
وأضاف: «في وقت يتحدثون عن عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى فإن كل التمويل ينتج من آبار النفط التي يضخونها من أجل أن يمولوا ويسلحوا ويدربوا هؤلاء الإرهابيين التكفيريين».
وقال رعد «إننا لو لم نفعل ما فعلناه مع الإرهاب التكفيري في القصير والقلمون لكان هذا الإرهاب سيفعل ما فعلته داعش في الموصل ونينوى».
وأشار الى أن «داعش تتلقى دعما من بعض الدول الإقليمية، وهو ما يصب في مصلحة الإسرائيليين والأميركيين».
ولفت إلى أن «الهدف ليس إيصال داعش إلى السلطة بل استخدامها لكي لا يكون هناك من يرفع صوته في وجه السياسات المتخلفة في عالمنا الخليجي والعربي والإسلامي وفي جميع أنحاء العالم، وما يريدونه هو أن يكون الجميع مرتهنين لسياساتهم».