البلاد تحولت إلى «ثكنة أمنية» بسبب إجراءات غير مسبوقة... وإلغاء مؤتمر لحركة «أمل» كان سيحضره بري بسبب مخاوف من استهدافه
تفجير انتحاري على حاجز أمني لبناني في ضهر البيدر
| بيروت - من ليندا عازار |
1 يناير 1970
07:25 ص
إرجاء المؤتمر العام الوطني الاختياري لحركة «أمل» الذي كان مقرّراً في قصر الأونيسكو عند العاشرة من صباح امس برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري وحضوره وذلك بعد معلومات أمنية عن إمكان استهداف المجتمعين بعمل إرهابي
تنفيذ عمليات دهم ابتداء من الثامنة والنصف صباحاً في فندق نابوليون في الحمراء حيث جرى توقيف نحو 17 شخصاً يشكلون مجموعة كانت تخطط لأعمال ارهابية، عودة التفجيرات الانتحارية بعد «استراحة» لنحو شهرين ونصف شهر وتحديداً من منطقة البقاع حيث تم استهداف حاجز للدرك في ضهر البيدر لحظة مرور سيارة كان يستقلّها المدير العام للأمن العام اللبناني اللواء عباس ابرهيم الذي نجا ولم يُصب ولا مرافقيه بأي أذى وبعد لحظات من مرور موكبه، وهو الانفجار الذي ادى الى سقوط قتيل (رجل امن على الحاجز) وجرْح نحو 34 شخصاً.
السفير الاميركي في بيروت ديفيد هيل يلغي موعداً كان مقرراً في وزارة الخارجية اللبنانية «لأسباب أمنية».
حاجز للجيش اللبناني معزز بكلاب بوليسية قرب سجن رومية المركزي (موقوف فيه عدد من الارهابيين) حيث يجري تفتيش السيارات بدقة.
معلومات عن قطع طريق طرابلس - عكار والاشتباه بسيارة امام احد المساجد في عاصمة الشمال، وأخرى في صيدا.
القوى الأمنية تقطع طرق عين التينة وبئر حسن والسفارة الكويتية والاونيسكو ومطار بيروت الدولي والمستشفى العسكري «لأجل أعمال أمنية».
نشر وثيقــــــة أمــــنية عن عمليات انتحارية كان مخطــــطاً لها يوم امــــــس من تنظـــــيم «داعش» بعـــــد صلاة الجمعـــــة في لبنان وفي بيروت عــبر ســــيارات مفخــــخـــة وشاحنــــات وأحزمــــة ناســــفة.
... استنفار امني لـ «حزب الله» وفرض طوق أمني من الحزب حول مكتب نائبه محمد رعد في النبطية.
هذا «البازل» المعقّد والدراماتيكي تجمّعت قطعه بهذا التسلسل الزمني امس حيث كان الأمن الحدَث رقم واحد في بيروت التي استفاقت على مناخ من القلق الكبير عبّرت عنه مجموعة تقارير تقاطعت عند اعتبار ان البلاد عادت الى «النفق الخطير» من البوابة العراقية هذه المرة هي التي كانت دخلته قبل عام ونيف في اطار ارتدادات الازمة السورية لبنانياً في ضوء انخراط «حزب الله» عسكرياً فيها دعماً للرئيس السوري بشار الاسد. وجاء تفجير امس الانتحاري في ضهر البيدر الذي جرى بسيارة رباعية الدفع كانت متوجّهة الى البقاع والذي لم يُجزم اذا كان يستهدف عمداً اللواء ابرهيم او انه صودف مرور الأخير في المكان بطريقه الى البقاع، معطوفاً على مجمل المناخ الامني الذي تحوّل معه لبنان «مستودع قلق» ليكتسب مجموعة أبعاد أبرزها:
• انه الاول منذ اكثر من شهرين وبعد نجاح «حزب الله» في إنهاء معركة القلمون وشبه إحكام السيطرة على الحدود اللبنانية - السورية وقفل مسارب تهريب السيارات المفخخة الى لبنان، والاول ايضاً بعد بدء الخطة الامنية التي أطلقتها حكومة الرئيس تمام سلام والتي نجحت في تفكيك عدد من الخلايا الارهابية وتوقيف «رؤوس» لها وسحب فتائل توتير في مناطق عدة أبرزها طرابلس، وهي الخطة التي كانت تجري الاستعدادات لبدء مراحلها في بيروت.
• انه أوّل عمل أمني مربوط بتداعيات الحدَث العراقي، وسط مخاوف من ان يكون لانفلاش «داعش» تداعيات على الواقع اللبناني في ظل التقارير عن خلايا «داعشية» نائمة وعن محاولات قد تجري لوضع البلاد على خط «الزلزال» العراقي انطلاقاً من المناخ المذهبي المشحون أصلاً على خلفية الأزمة السورية.
وكانت بيروت استفاقت امس على بيان صدر عن وزارة الداخلية اللبنانية يشير الى طلب تأجيل المؤتمر الذي كان مقررا افتتاحه في العاشرة من قبل الظهر برعاية بري في قصر الاونيسكو وحضور حشد من المختارين من كل المناطق اللبنانية.
واشارت تقارير الى انه عند السادسة والنصف صباحاً جرت اتصالات سريعة بين الداخلية وقيادة حركة «أمل» ادت على الفور الى تأجيل المؤتمر، في ظل تقارير تحدثت عن الاشتباه بعمل امني كان يُحضّر ضد المجتمعين ومخاوف من اعادة تنفيذ سيناريو تفجير السفارة الايرانية في بئر حسن.
وعلى وقع ما نُقل عن مصادر أمنية من ان «هناك مجموعات متطرفة تحضّر لاستهداف إما طوائف وشخصيات معينة وإما مراكز حزبية وإما بعض المستشفيات في الضاحية الجنوبية كمخطط استهداف مستشفى الرسول الأعظم، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى الإستنفار لعرقلة عملهم الذي يراد منه ايجاد تداعيات كبيرة توجِد صداماً بين الجهات اللبنانية وجعل الواقع اللبناني كالواقعين السوري والعراقي»، بدأت عمليات دهم في فندق نابوليون في الحمراء نفذّها عناصر من شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ومن جهاز الامن العام وأفضت الى توقيف مجموعة ارهابية من 17 شخصاً غالبيتهم من غير اللبنانيين من دون الجزم الى اي تنظيم ينتمون رغم الاشتباه بصلاتهم بـ «داعش».
واشارت مصادر امنية الى ان معلومات كانت توافرت لدى الاجهزة المعنية عن هذه المجموعة قبل ايام وفرضت إخضاعها وتحركاتها لمراقبة لصيقة وصولاً الى تحديد «ساعة الصفر» لدهمها وكان ذلك امس.
وفيما كانت العدسات شاخصة على فندق نابوليون، خطفت منطقة ضهر البيدر، مدخل البقاع، الأضواء حين دوى انفجار على حاجز للدرك سرعان ما تبيّن انه عملية انتحارية نُفذت بسيارة رباعية الدفع نوع «مورانو».
واشارت تقارير الى ان السيارة تم الاشتباه بها في صوفر وكانت متجهة الى البقاع، ولدى وصولها الى الحاجز الامني انفجرت وكان بجانبها فان يقل ركاباً ما ادى الى مقتل المؤهل اول محمود جمال الدين وجرح نحو 34 شخصاً. وقُدرت زنة العبوة التي كانت بداخل الـ «مورانو» بما بين 25 و 30 كيلوغرماً من المواد الشديدة الانفجار. علماً انه عُثر بداخل السيارة على بطاقة هوية باسم طارق لطفي الجباوي الذي سرعان ما أطل مؤكداً انه على قيد الحياة وأن الهوية التي عثر عليها في ضهر البيدر مزوّرة.
وثيقة من «الموساد» حول تحضير في «عين الحلوة» لاغتيال اللواء إبراهيم
برقية أمنية عن مخطط تفجيرات انتحارية لـ «داعش» في لبنان
| بيروت - «الراي» |
حذرت برقية امنية نشرت في بيروت أمس من تفجيرات انتحارية ينفذها «داعش» عقب صلاة الجمعة امس «بواسطة سيارات مفخخة او احزمة ناسفة، بينها آليات (شاحنات) وإحداها تحمل 3 طن من المتفجرات»، مشيرة الى ان «احد الانتحاريين سعودي وقد يكون أحد نزلاء فندق نابوليون - الحمراء حيث ان هجوماً او أكثر سيُنفذ في بيروت»، وداعية القوى الامنية الى «اتخاذ اقصى التدابير لا سيما في محيط المراكز العسكرية وإحباط اي عملية ارهابية». وسبق التداول بهذه البرقية نشر وثيقة كشفتها الاعلامية اللبنانية الأصل جولي أبو عراج (تحمل الجنسية الاسرائيلية، منذ لجوئها الى الاراضي المحتلة خلال العام 2000) التي تعمل محررة في نشرة أخبار التلفزيون الاسرائيلي «24 I» وقالت إنها حصلت عليها من جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) وتفيد بأن جماعات مسلحة تأتمر بـ «كتائب عبدالله عزام» تخطط لعمل إرهابي كبير في لبنان يستهدف شخصية أمنية رفيعة، يرجح أن تكون المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم. وقالت ابو عراج إن «الموساد» حصل على هذه المعلومات من عملائه داخل مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان، ورصد مجموعة اتصالات من داخل المخيم تخلص في محتواها الى وجود مخطط كبير لعملية اغتيال من تجهيز سيارة مفخخة داخل المخيم على أيدي ارهابيين محترفين من الخبراء الشيشانيين، ثم وضعها في تصرف وفد فلسطيني رسمي اعتاد لقاء ابرهيم في بيروت لبحث مواضيع أمنية، من دون علم أعضاء الوفد بالأمر، لتفجيرها لاحقاً أثناء انعقاد اللقاء.
وأشارت الوثيقة الى أن كتائب عزام والجماعات المتطرفة التي تدور في فلكها تسعى الى اغتيال ابرهيم منذ احداث عبرا، لانها تعتبره الرأس المدبر الذي أدار من وراء الكواليس عملية القضاء على ظاهرة الشيخ الفار أحمد الأسير.
الحريري ينتقد «حشد الشباب» لمعارك داخلية أو خارجية
| بيروت - «الراي» |
دعا الرئيس السابق للحكومة اللبنانية زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري اللبنانيين «من كل الطوائف والمشارب السياسية» الى «اعلى درجات التنبه والحذر، والتزام حدود الوعي والتضامن الوطني في وجه ما يحاك للبنان والمنطقة من مخططات خبيثة لا وظيفة لها سوى إشعال الفتنة بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد».
وشجب الحريري في بيان له «التفجير الإرهابي الذي استهدف حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر»، ورأى فيه «حلقة في سلسلة تعمل على شد الخناق على استقرار اللبنانيين وسلامتهم، وجر البلاد الى المسار التخريبي الذي يسود في غير دولة ومكان من العالم العربي». وقال في اشارة ضمنية الى «حزب الله» ان «هذا الزمن يجب ان يكون زمن الوعي والاحتكام لقيم الوحدة والتعاون ونبذ الفتن وليس لزمن التحريض والاستنفار المذهبي وحقن النفوس وحشد الشباب الى معارك داخلية او خارجية، لن ينتج عنها الا المزيد من الانقسام واستدعاء ردود الفعل الطائفية من هنا ومن هناك».
اللواء إبراهيم: الانفجار وقع على بُعد أمتار مني
| بيروت - «الراي» |
اكد المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم ان انفجار ضهر البيدر وقع على بعد امتار منه عندما كان متوجها الى البقاع، مشددا على ان «الحرب بين الاجهزة الامنية وبين الارهاب لن تتوقف».
واتهم ابراهيم «الموساد» الاسرائيلي بتنفيذ الانفجار «لأنه سرب وثيقة عن محاولة استهدافي»، لافتا الى ان «الارهاب له وجوه عديدة واسرائيل هي أحد وجوهه».
واذ كشف «اننا اشتبهنا بسيارة ونحن في طريقنا وعندما تم توقيفها عند حاجز ضهر البيدر حصلت عملية التفجير»، قال بشأن المداهمات التي حصلت صباح امس في منطقة الحمراء، ان «هذا العمل يظهر جهوزية القوى الامنية»، مؤكدا ان «لبنان لن يكون عراقا آخر والاجهزة الامنية مستعدة للمواجهة».