إجاباتهما النموذجية طافت بين اللجان على مرأى الإدارات المدرسية

اختبارا الأحياء والفرنسي ... غشّ جماعي بـ«الآيفون»

1 يناير 1970 01:48 م
• شهادات الثاني عشر «أون لاين» باللغتين ... والحضور لتسلم النسخ فقط

• أولياء أمور لـ«الراي»: فوجئنا بخصم درجات طلبة الثاني عشر بسبب الغياب

• قيادي تربوي: إدارات مدرسية تقاعست بإدخال بيانات الطلبة ... وبإمكانها الآن مخاطبة الكنترول
تواصلت ظاهرة الغش الجماعي في اختبارات الثانوية العامة بالانتشار حتى استشرت بشكل كبير، على الرغم من كل التحذيرات والوعيد الذي أصدره قياديو الوزارة الذي يبدو أنه لم يلق آذانا صاغية في الميدان، وكان «الآيفون» سيد الموقف أمس مع تسرب اختباري الأحياء والفرنسي بإجاباتهما النموذجية في عدد كبير من اللجان وعلى مرأى من الإدارات المدرسية.

وأكد مصدر من داخل اللجان لـ«الراي» أن الإجابات النموذجية كانت تنتقل بين الطلبة خلال 20 دقيقة من زمن الاختبار، وفق «غروبات» طلابية واسعة جندت في غشها الجماعي معلمين في جميع المواد الدراسية، الأمر الذي يستوجب إصدار قرار فوري باستخدام أجهزة التشويش أو أي جهاز آخر يعطل خدمة الآيفون داخل اللجان.

إلى ذلك كشف مصدر تربوي مسؤول لـ«الراي» عن آلية جديدة في إصدار شهادات الصف الثاني عشر لطلبة التعليم العام والخاص والديني، حيث بإمكان الطالب عبر الـ«أون لاين» تسجيل عدد النسخ التي يرغب باستخراجها سواء كانت عربية أم أجنبية، والحضور إلى المدرسة لتسلمها فقط دون عناء التقديم والانتظار.

ورد المصدر على شكاوى أولياء الأمور بشأن خصم درجات أبنائهم في الصف الثاني عشر بسبب الغياب دون إبلاغهم بتطبيق وثيقة التعليم الثانوي، حيث قال «جميع الإدارات المدرسية وأولياء الأمور على علم بتطبيق البند الخاص بربط الغياب بالدرجات في الصفوف العاشر والحادي عشر والثاني عشر منذ بدء العام الدراسي الحالي والتعميم كان واضحاً».

وأضاف المصدر «أن النظام كان مفتوحاً لجميع الإدارات المدرسية لإدخال بيانات الطلبة، إلا أن بعض الإدارات المدرسية تقاعست كثيراً حتى تم إغلاق النظام، ولكن بإمكانها الآن مخاطبة الكنترول لإدخال البيانات المتأخرة وتصحيح الخطأ في حال ثبت أن غياب الطالب كان بعذر طبي أو نتيجة المشاركة في المسابقات والأنشطة المدرسية».

من جانبهم أكد بعض أولياء الأمور قيام الوزارة في 11 الجاري بتفعيل بند ربط الغياب بدرجات الطالب والمدرج في وثيقة التعليم الثانوي، ما ترتب عليه خصم درجات نسبة كبيرة من طلاب الصف الثاني عشر، رغم أن بعضهم لم يكن غائباً من الأساس.

وطالب أولياء الأمور الوزارة بإبلاغ الإدارات المدرسية لإعفاء الطلبة من خصم درجات الغياب، خاصة المشاركين منهم في الأنشطة المدرسية ومن كانت الإدارات المدرسية تخرجهم من الحصص للمشاركة في المسابقات أو ممن لديهم طبيات ولم تسجل، مستغربين تفعيل هذا البند بالتزامن مع اختبارات الثانوية وظلم عدد كبير من الطلبة دون إبلاغهم مسبقاً بهذا الأمر.

وقال أحدهم ان ابنه كان مشاركاً في إحدى المسابقات المدرسية، وفوجئ بان موظف شؤون الطلبة يبلغه بأن عليه 7 أيام غياب بسبب الخروج للمشاركة في المسابقة، وكانت الطامة الكبرى، وفق قوله، عندما جاء خصم الدرجات، لان الدعم الفني أعد السجل دون علم الإدارة، وفعلوه دون معرفة محتواه واستدعوه لإبلاغه بالامر كون ابنه من المتفوقين وممن لا يغيبون اطلاقا وملتزما بدوامه المدرسي حتى في ايام الغياب الجماعي.

وأوضح ولي الأمر أن إدارة المدرسة حاولت إبلاغ إدارة نظم المعلومات بالأمر، وان الطالب المذكور كان مشاركا في عدد من الأنشطة منها مسابقة القرآن الكريم والتلاوة والحديث الشريف وأوائل الطلبة والحاسوب والزراعة والانجليزي، مستغرباً في الوقت نفسه تطبيق الوثيقة على طلبة الصف الثاني عشر، رغم ان قرار تطبيقها يقتصر في المرحلة الأولى على الصف العاشر فقط.

وفي شأن الاختبارات قام محافظ العاصمة الفريق متقاعد ثابت المهنا بجولة تفقدية للجان الاختبارات في بعض مدارس المنطقة، أعرب فيها عن سعادته بزيارة مدرسة العصماء بنت الحارث برفقة مدير عام إدارة منطقة العاصمة التعليمية وبعض قيادات المنطقة التعليمية في هذا الجو الجميل والمريح لأداء الامتحانات.

وقال المهنا «اننا وكقياديين لدينا التزام بتشجيع أبنائنا الطلبة وهناك دعوة ربانية بالاهتمام بالعلم والمتعلمين بالإضافة إلى دعوة القيادة العليا وعلى رأسها سمو الأمير بالاهتمام والمتابعة لأبنائنا الطلاب والطالبات، وها أنا اليوم هنا كي أحقق هذا النداء».

واكد أن دولة الكويت حريصة على أبنائها وتخصص للتعليم ميزانية خاصة تفوق أي ميزانية أخرى وهذا دليل على حرصها واهتمامها بالتعليم والمتعلمين، وأنا جئت فقط لكي اطمئن على أبنائي الطلبة فهم البذرة الحقيقية للمستقبل المشرق للبلاد، وأنقل للجهات المسؤولة هذا الجو الرائع والهدوء والابتسامة الموجودة على وجوه الطالبات، والتي هي علامة على الجو المريح للامتحانات وأنها كما يبدو ليست صعبة بشكل كبير.

وتفقد المهنا ثانوية عيسى الحمد للبنين حيث قام بالالتقاء بمديرها عقيل المهنا، واطمأن على أحوالهم، ثم ذهب في جولة تفقدية لقاعات الاختبار، وسأل الطلبة عن الاختبارات، وأخبرهم بأن المسؤولين قد عملوا ما يستطيعون وبقي عليهم هم أن يبذلوا ما تعلموه طوال السنة، وقال للطلبة : «إنني وجدت الأمور ممتازة ورأيت الابتسامة على وجوه الطلبة كما تقول العبارة « ابتسم فأنت في العاصمة، لأن العاصمة مميزة وأنتم أيضاً يجب أن تكونوا مميزين في سلوككم وأدائكم، وأنا أود أن أكرم المميزين منكم وأن نضع أسمائكم في الجرائد، وأنا أشكر قيادات التربية على جهدهم الواضح، وأنا لا أمدحهم بل أعمالهم هي التي تمدحهم، لأنه شيء يثلج الصدر».