| د. تركي العازمي |
يكتب في البطاقة المدنية? الجنسية: كويتي...فالكويتي يعيش كويتي مسلم بالفطرة ومن أحد أهم القيم الإسلامية: الأمانة والعدل!
وكتبت شركة «ماكينزي» في عام 2004 تقريرها ورفعته للحكومة وما يهمني من ذلك التقرير توصيتها لرفع المستوى القيادي الهابط!
والشيخ محمد صباح السالم ذكر قبل أشهر في منتدى «التنمية في الكويت... الأبعاد والتحديات» ما معناه إن معظم القياديين فاسدون!
يعني وبصريح العبارة إن ما نمر به هو محصلة منطقية بطلها قيادات فاسدة... وتراجع الكويت في مؤشر الشفافية ومحاربة الفساد كان برهانا لكن لم يلتفت له أحد? فالتقارير تكتب وتذهب للحفظ كما حصل بالنسبة لتقرير شركة «ماكينزي» العالمية ومقالات وأخبار تؤكد تفشي الفساد في مؤسساتنا العام منها والخاص.
هذه المنهجية تفرز حالة من الإحباط لدى من تبقى لديه رؤية صالحة ولم تتلطخ يداه بالفساد سواء كان معنويا أو ماديا!
وبعد التطورات الأخيرة... أرى ان البلاغ الأخير يجب أن يخرج من ذهن الإصلاحيين الفعليين... إصلاحيين من طراز خاص لم ترغب العناصر القيادية الفاسدة الاستعانة بهم.
لا تحدثني عن الماضي... الرجوع غير ممكن، أريد أن أرى تنمية فعلية تبدأ من البلاغ الأخير الذي يخرج من كل فرد كويتي صالح يهدف من إطلاقه تصحيح القيم والمعتقدات المؤسسية في ما يخص تنصيب القياديين ومن في مستواهم ويجب أن تتم الاستعانة بكل كفاءة مشهود لها بالأمانة كي يزيح الستار عن ممارسات الفاسدين لتصبح عملية تطهير المؤسسات العامة والخاصة مستمرة حتى يتم تنظيف جسد مؤسساتنا من كل من هرول خلف هوى نفسه ولم يكسب وطنه!
لهذا السبب بدأت المقال بالجنسية الكويتية... إنها ليست كما يظن البعض? إنها تعني الكثير.
ككويتي الجنسية تأتي المواطنة الصالحة في مقدمة الواجبات الملقاة عليك... ونعني من الممارسة الصالحة إنك مطالب برد الجميل لوطنك وألا تيأس من مكافحة هوى نفسك وميولها للمغريات التي يدفع بها كل قيادي فاسد حيث البقاء للأصلح نظرية لها أبعاد لم ولن يشعر بها كل من طاوع نفسه وهرول بحثا عن الثراء غير المشروع.... فتمعن أخي الحبيب في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمنا في سربه? معافا في جسده? عنده قوت يومه? فكأنما حيزت له الدنيا» يعني اترك عنك هرطقات البعض وإغراءاتهم!
صلاح ذاتك يؤدي إلى صلاح أسرتك? وصلاح الأسر يؤدي إلى صلاح المجتمع... هذا هو البلاغ الأخير الذي أود إيصاله لأحبتنا!
أعرف الكثير ممن فقد وظيفته لأنه لم يوافق على تمرير مصلحة «حرامي»... وأعلم بأن «الحرامي» كما ذكرت في مقال سابق عنوانه «الحرامي نظامي» له سلوكيات وطقوس خاصة ومجاميع تتماشى مع متطلبات مشاريعه الفاسدة لكنه يبقى «حرامي» والشريف يظل شريفا!
خلاصة القول? إنها حفرة صغيرة يلقى فيها جسدك... هذه نهاية المطاف فلن تنفعك «فلوسك ـ السحت»، والسحت يعني أكل المال الحرام/الرشوة وغسيل الأموال وخلافه!
وأن تأتي الصحوة متأخرة خير من ألا تأتي، وندعو المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة التي تعينهم على تطهير المجتمع من رموز الفساد ومعاونيهم... والله المستعان!
[email protected]Twitter : @Terki_ALazmi