«الدساس» و«القرين» على رأس القائمة

السينما المصرية... سنة أولى رعب

1 يناير 1970 07:18 ص
• نادر عدلي: المشاهد هو الذي سيحدد مدى نجاح أو فشل هذه الأفلام

• طارق الشناوي: أفلام الرعب ليس فيها إبداع تمثيلي بقدر ما تعتمد على المفاجأة
تجربة جديدة يخوضها مجموعة من السينمائيين الشباب في مصر، وهي تقديم مجموعة من الأفلام التي تنتمي لنوعية «أفلام الرعب»، التي برعت فيها وتصدرتها أفلام هوليوود لما تحتاجه من تقنية تكنولوجية عالية وقصص خيالية، ورغم ذلك قرر هؤلاء الشباب الدخول في المنافسة بإمكانيات مصرية خالصة رافعين شعار «صنع في مصر».

ومن أوائل هذه الأفلام فيلم «الدساس» والموجود حاليا في دور العرض المصرية، ويقوم ببطولته مجموعة من الشباب، منهم محمد نشأت وأحمد فتحي ومحمد يونس وسارة عادل وبيومي فؤاد وتامر كرم وإيمان السيد وثروت سعيد ومحمد الصغير وإيهاب الزناتي ومريم سعيد، بجانب الملحن عمرو مصطفى والفنان لطفي لبيب والإعلامية نائلة عمارة كضيوف شرف.

وتدور أحداثه في إطار رعب كوميدي حول التاريخ الأسود لحسن الدساس وبيت عائلة الهراوي الذي يحيطه الغموض، ويعتبره الناس مسكونا بالعفاريت، وتم استخدام خدع ومؤثرات بصرية وخدع في فن المكياج.

وقال بطل الفيلم الفنان الشاب محمد نشأت لـ «الراي» إنه سعيد بهذه التجربة، خاصة أنها تضمنت توليفة خاصة وجديدة على السينما المصرية، ومن خلال نجوم شبان، متمنيا أن تكون مشاركته إيجابية.

وتحدث مخرج ومؤلف «الدساس» هاني حمدي عن تجربته في الفيلم قائلا: «منذ فترة طويلة وأنا أتمنى تقديم فيلم رعب مصري خالص دون الاستعانة بأي عناصر أجنبية لأن الموضوع ليس صعبا، فعوامل نجاح أي فيلم رعب تتلخص في فكرة جيدة وفنانين شاطرين وإنتاج لا يبخل علينا بشيء وهذا كله متوفر لدينا».

وأضاف: «بالفعل بدأت أشتغل على الفكرة أنا والمنتج وقررنا نقدم «الدساس» بوجوه جديدة من مركز الإبداع مع الاستعانة بضيوف شرف من أجل التسويق، حيث كان من الصعب أن نستعين بنجوم لأن أفلام الرعب تقوم بالدرجة الأولى على القصة وليس النجم وأي فنان يريد أن يكون هو محور العمل وليس القصة». وأكد حمدي أنه سيكرر تجربته في المستقبل وسيكون فيلمه القادم فيلم «رعب» حقيقيا خاليا من الكوميديا.

وأيضا هناك فيلم آخر سيتم طرحه في موسم عيد الفطر المقبل يحمل عنوان «القرين»، تدور أحداثه داخل إحدى الفيلات، حيث يقتل رجل أعمال جميع أفراد أسرته ثم ينتحر بعد خسارة أمواله في البورصة. ويشارك في الفيلم عدد من النجوم الشباب منهم منة عرفة وعماد يوسف وحسن عيد وأحمد رفعت والفنانان صبري عبدالمنعم ونهال عنبر كضيوف شرف، والفيلم من إخراج وائل عبدالقادر، وتأليف أمير صبحي.

مخرج «القرين » المخرج وائل عبدالقادر أكد ان المنتجين في مصر يتخوفون من إنتاج أفلام رعب، على الرغم أن ميزانياتها قريبة من ميزانية أفلام االبلطجي والراقصة لكن الخوف نابع من عدم تحقيق هذه النوعية من الإفلام إيرادات عالية.

ويرى عبدالقادر أن أفلام الرعب لو قدمت في مصر نجاحها سيكون مرتبطا بقرب القصة للناس، بمعنى أن أفلام الرعب الأجنبية لا تتناسب قصتها مع مجتمعنا، لذلك علينا أن نختار المضمون الذي يتناسب مع هويتنا المصرية.

وأشار إلى أن أفلام الرعب التي قدمت في مصر لم تحظ باهتمام إعلامي كبير، وأنه بصدد التجهيز لفيلم رعب جديد يحمل عنوان «عشق ممنوع »وذلك عقب عرض فيلم القرين.

وهناك مشروعان لفيلمي رعب يتم التجهيز لها في الفترة الحالية إذ يستعد المخرج طه الحكيم لبدء تصوير فيلم بعنوان «قصر البارون» الذي تدور أحداثه حول الجدل المثار حول هذا القصر وظهور عبدة الشيطان بداخله، وهو بطولة راندا البحيري ورزان مغربي، وأيضا هناك فيلم «عزرائيل»، الذي يقوم ببطولته روان فؤاد وعلاء مرسي ومن تأليف عمرو علي وإخراج رضا الأحمدي.

ويرى الناقد نادر عدلي أن المشاهد المصري هو الذي سيحدد مدى نجاح أو فشل هذه الأفلام، فإذا وجد أي خطأ في تكنيك الأحداث يخرجه من الحالة التي يعيشها مع الفيلم ومصادر الرعب غير واقعية سيتحول الفيلم من رعب إلى كوميديا، ففي الخارج أفلام الرعب تفشل إذا كانت غير مقنعة.

وأشار عدلي إلى أن تجربة أفلام الرعب في السينما المصرية ليست وليدة هذه الأيام وإنما موجودة في السينما منذ أيام إسماعيل ياسين.

ووصف عدلي المستوى الذي خرج به فيلم «الدساس» بأنه ضعيف ومرتبك ومصادر الرعب غير واقعية وتم إقحام السياسة فيه لكن هو في المقابل تجربة ومحاولة من شباب قد تكون ليست صائبة 100 في المئة لعلهم يستفيدون منها في المرات المقبلة.

وأكد الناقد طارق الشناوي على أن أفلام الرعب ليس فيها إبداع تمثيلي بقدر ما تعتمد على عنصر المفاجأة وهذا يجعل نجوم الصف الأول يهربون منها.

واعتبر أن أقوى تجربة فيلم رعب مصري قدمه الراحل محمد شبل في «أنياب»، وقال: «أعتقد ان السينما المصرية تعيش سنة أولى رعب في ظل عدم وجود تقنيات تكنولوجية عالية ننافس بها».

الناقدة ماجدة خير الله أكدت أن «هناك محاولة جادة لتقديم أعمال رعب وأخذت مسلسل « أبواب الخوف» الذي قدمه الفنان عمرو واكد كمثال لهذه المحاولات»، وأضافت «نحن في مصر نحتاج إلى وقت حتى نصل لجودة أعمال الرعب التي قدمت في هوليوود».