أكدا «التوأمة» بين الكويت ولبنان واستمرار التعاون المشترك لمواجهة التحديات
الغانم: الكويت مستمرة في دورها بمعالجة الأزمة السورية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
07:43 ص
• لن نترك لبنان ... ومأساة النازحين السوريين كارثة إنسانية وعار سياسي
بري: نترحم على «سايكس - بيكو» وجنبلاط يبحث عن قبريهما لوضع الزهور
• الكويتي شريكنا في الوطن أفراحاً وأتراحاً... ونعم الشقيق وقت الضيق
«الكويت لن تترك لبنان، لم تتركه من قبل حتى تتركه الآن»، بهذه العبارة عكس رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم طبيعة زيارته للبنان التي طغى عليها ما وصفه بـ «مأساة اللاجئين السوريين في لبنان، اضافة الى كونها كارثة انسانية وعاراً سياسياً، تمثل ايضاً عبئاً اقتصادياً يصعب تحمله وتحدياً مجتمعياً خطيراً على لبنان».
وجاء توصيف الغانم لزيارته بيروت التي جال خلالها على عدد من مخيمات النازحين السوريين في البقاع شرق لبنان اول من امس، في الغداء التكريمي الحاشد الذي اقامه على شرفه نظيره اللبناني رئيس البرلمان نبيه بري امس بمشاركة رئيس الحكومة تمام سلام وعدد كبير من الوزراء والنواب والسفراء، حيث ألقى المضيف والضيف كلمتين اختصرتا «حال التوأمة» اللبنانية - الكويتية مع إطلالة على أزمات المنطقة.
وكانت أوجه الشبه في جغرافيا وتجربة ودور لبنان والكويت والتحديات الماثلة امام البلدين الجانب المشترك في كلمتيْ بري والغانم اللذين استحضرا «الشراكة» اللبنانية - الكويتية «أفراحاً وأتراحاً» والصلات بين الدولتين والشعبين على مرّ المحن والأزمات، اضافة الى ما يواجههما من تحديات وأخطار تدهم المنطقة بأسرها.
وقبل الغداء الجامع، أقيم للغانم استقبال رسمي في عين التينة، مقر اقامة بري، حيث أدت له ثلة من شرطة مجلس النواب التحية، واستقبله بري عند مدخل القصر قبل أن يعقدا اجتماعاً موسعاً انضم اليه رئيس الحكومة تمام سلام في حضور الوفد البرلماني الكويتي المرافق والسفير الكويتي عبد العال القناعي ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب عبد اللطيف الزين، ورئيس لجنة حقوق الانسان ميشال موسى، والامين العام للاتحاد البرلماني العربي نور الدين بوشكوج، والامين العام للشؤون الخارجية في المجلس بلال شرارة والمستشار الاعلامي للرئيس بري علي حمدان.
ثم عقد بري والغانم وسلام خلوة تناولوا خلالها الاوضاع والتطورات الراهنة في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
وبعدها أقام رئيس البرلمان اللبناني للغانم والوفد المرافق مأدبة الغداء التي شارك فيها، الى سلام، الوزراء: بطرس حرب، نهاد المشنوق، عبد اللطيف حناوي، اشرف ريفي، علي حسن خليل، آرتيور نظريان، ميشال فرعون، سجعان القزي، الياس بو صعب، نبيل دو فريج، رشيد درباس، غازي زعيتر، محمد فنيش، وأليس شبطيني.
كذلك حضر أعضاء هيئة مكتب المجلس ورؤساء اللجان وأعضاء لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية - الكويتية النواب: ابراهيم كنعان، أيوب حميد، روبير غانم، عاطف مجدلاني، سامر سعادة، حسن فضل الله، جان اوغاسبيان، مروان حماده، قاسم عبد العزيز، شانت جنجنيان، عبد اللطيف الزين، ميشال موسى، جيلبيرت زوين، سيمون ابي رميا، ورئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية بدر الحميضي.
وألقى بري كلمة خلال المأدبة قال فيها: «ليس شائعاً ان يقال لمَن هو في وطنه اهلا وسهلا، فهل يقال لمن هو في وطنه التوأم اهلاً وسهلاً؟ الكويتي شريكنا في الوطن، أفراحاً وأتراحاً. نعم الشقيق وقت الضيق. اليد التي تعّمر مقابل اسرائيل التي تدمّر».
واضاف: «أرحب بهذه القامة البرلمانية العالية العريقة التي تتقدم شخصياً للإطلاع مباشرة على الاوضاع الانسانية للأشقاء السوريين الذين اختاروا العبور الى لبنان، في انتظار أن تعبر سورية إن شاء الله بوابة الحل السياسي لاستعادة سلمها الأهلي واستقرارها ودورها العربي».
وتابع: «نحمّلكم يا دولة الرئيس شكر اللبنانيين ومعهم الأخوة السوريون الى صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على رعايته مؤتمر المانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، في الوقت الذي تستمر الكويت في إعمارها للبنان، من حانين الى مشروع الليطاني الى كل ما يقوم به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية، دون أن ننسى إسهاماتها السياسية في رئاسة القمة العربية ومجلس التعاون الخليجي وسعيها الدؤوب لإعادة بناء الثقة في علاقات الجوار».
وذكّر بأنه «في خضم الأهوال في أوطاننا وأبنائنا وذوي قربانا، أصل البلاء بعد نكبة فلسطين غزو الكويت من صدّام، وقفتُ آنذاك على منبر البرلمان في المغرب العربي الشقيق وقلتُ لو صرف العرب عشر ما يصرفونه على شراء السلاح على تعزيز الديموقراطية في بلدهم، لحمتهم هذه الديموقراطية أكثر من السلاح الذي لا يستعملونه ضد العدو الاسرائيلي». وأضاف: «أين نحن اليوم؟ نترحّم على سايكس - بيكو. قلتها منذ عامين، ووليد جنبلاط يبحث عن قبريهما لقراءة الفاتحة أو وضع الزهور».
وتابع: «في كل وطن من أوطاننا بذور فتنة تصلح لعنوان، العراق من امامكم والعراق من ورائكم. هل نستمر في تقسيم المقسم؟ حتى الإسلام، دين الله الحنيف، قسمناه، مع انه واحد رغم التكفير ورغم الظلم والظلامة والظلام. اهتدوا فليس هذا والله ابدا، ابدا ليس الصراط المستقيم».
وختم: «أخي مرزوق، أشدّ على أيديك من خلال الاتحاد البرلماني العربي السعي للعودة الى وحدتنا، عروبتنا، أوطاننا، أدياننا. وأختم قائلا إن زيارتكم إنسانية، وما زلنا على موعد لزيارتكم البرلمانية، آملين أن نكون في حينها قد عبرنا بنجاح الاستحقاق الوطني المتمثل في انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان».
ثم قال الغانم: «في كل مرة نلتقي، أجدها دائما مناسبة مؤاتية لتجديد الصداقة والشراكة والتوأمة الكويتية اللبنانية. وفي كل مرة نتباحث، تكون فرصة لأتيقن كم أنتم حريصون على وصل حبال الود والتضامن بين شعبينا المتشابهين المتماثلين. ككل مرة، أتيناكم لا شيء في القلب والسريرة إلا مشاعر التضامن والمؤازرة للبنان».
اضاف: «لبنان الصغير كالكويت، لبنان الماثل أمام التحديات الدائمة كالكويت. لبنان المتعدد المتنوع والمتعايش كالكويت. لبنان الذي كان وما زال مقبرة لكل من نصب له العداء كالكويت».
وتابع: «أتيناكم نقول لكم إننا معكم ولكم وبكم واليكم في كل ظرف سياسي تمرون به وفي كل أزمة تفرض عليكم. أتيناكم وبالامس شهدنا عن قرب، مأساة اللاجئين السوريين في لبنان وكيف انها، اضافة الى كونها كارثة انسانية وعاراً سياسياً، تمثل أيضا عبئاً اقتصادياً يصعب تحمله وتحدياً مجتمعياً خطيراً على لبنان».
وأردف: «أتيناكم لنقول لكم إن الكويت ستستمر في لعب دورها المفصلي في معالجة الأزمة الانسانية في سورية، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والمتغيرات الاستراتيجية إزاء الملف السوري. وإن الكويت ستستمر في كونها أهم المانحين للملف الانساني السوري».
وختم: «أتيناكم يا دولة الرئيس لنقول ان الكويت لن تترك لبنان. لم تتركه من قبل حتى تتركه الآن. وشكراً من القلب على الحفاوة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة، وهذا ليس بغريب عليكم، فأنتم أيها اللبنانيون أهل كرم ونخوة».
وكان الغانم قد قام أول من أمس بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان حيث اطلع على واقعهم واستمع إلى معاناتهم، مؤكدا تضامن الكويت حكومة وشعبا معهم، ومشددا على استمرار المساعدات الكويتية لهم.