جمال الغندور لـ«الراي»: تراجع تمثيل الحكام العرب سببه «الاتحادات المحلية»
|?القاهرة - من ياسر قاسم?|
1 يناير 1970
06:50 م
أكد الحكم الدولي المصري السابق، جمال الغندور، أن التمثيل العربي للحكام في بطولات كأس العالم بدأ يتراجع من مونديال إلى آخر بصورة كبيرة للغاية. وشن هجوما حادّا على رؤساء الاتحادات العربية.
وقال إنهم سبب ذلك التراجع بسبب الاعتماد على الحكام الأجانب في المباريات الحساسة والمصيرية.
وذكر أن اختيار الفيفا لحكام مونديال البرازيل جاء منطقيا. إلا أنه أبدى استغرابه من استبعاد الحكم السعودي المميز، خليل الغامدي.
وتوقع أن يكون الحكم الأوزبكي، رافشان أرماتوف، أفضل حكم بالبطولة، ومن الوارد إدارته للنهائي إن لم تحدث المجاملات المعتادة من لجنة الحكام. وأشار إلى أن الفيفا سيطبق خاصية عين الصقر التي تحدد تجاوز الكرة لخط المرمى بينما لن يطبق زيادة عدد طاقم التحكيم في مباريات البطولة، فسيكون 4 حكام لإدارة المباراة وليس 6 مثل بطولات أوروبا.
وقال الغندور، الذي شارك في إدارة مباريات المونديال مرتين عاميّ 1998 و2002 وبكأس أمم أوروبا العام 2000، إن التمثيل العربي تراجع منذ مونديال 2006، وكانت أكبر مشاركة للعرب بمونديال كوريا الجنوبية واليابان العام 2002، ووصلت إلى مشاركة 11 حكما، وقبلها في فرنسا 1998 كانت مشاركة 9 حكام عرب، بينما يشارك بمونديال البرازيل 6 حكام فقط، هم طاقم بحريني كامل بقيادة نواف شكرالله، وياسر تلفت، وإبراهيم سبت، والثنائي الجزائري: حكم الساحة جمال حيمودي، ومواطنه حامل الراية عبدالحق أتشعيلي، وأخيرا المساعد المغربي روضان عشيق.
وأوضح الغندور، أن تراجع التمثيل العربي للحكام لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتيجة عدة أسباب في مقدمها افتقاد الحكم العربي للثقة في بلاده لقيام أغلب الاتحادات العربية بالاستعانة بحكام أجانب لإدارة المباريات المحلية المهمة، وهو ما ينعكس سلبا على نظرة الآخرين للحكم العربي بكونه لا يستطيع إدارة مباراة مهمة في بلاده.
وأشار إلى أنه من الأسباب المهمة أيضا، اعتبار الحكم كهاوٍ حتى الآن، أي ليس محترفا مثل بقية عناصر اللعبة ـ اللاعبين والمدربين ـ حتى الجماهير باتت محترفة أيضا، والبعض منها يحصل على أموال للتشجيع، بينما الحكم بعيد عن الاحتراف، رغم أن ذلك مطلوب من أجل الارتقاء بمستواه.
وقال لـ«الراي»، إن إهمال الكفاءات وأصحاب الخبرات من الحكام القدامى وعدم الاستعانة بهم من قبل اتحادات بلادهم في لجان الحكام للمساهمة في تخريج أجيال جديدة من الحكام أضعف أيضا التحكيم العربي، وأصحاب الخبرات مستبعدون بالتعمد لأن اتحاد الكرة دائما يريد رئيسا للجنة الحكام يسير على هوى أعضاء مجلس الإدارة وليس من أجل مصلحة اللعبة.
وعن حكام مونديال البرازيل، قال إن اختيارات الفيفا جاءت منطقية إلى حد كبير، باستثناء عدم وجود الحكم السعودي خليل الغامدي ضمن هذه الاختيارات، وسبق له أن أدار مباراتين في مونديال 2010 وشارك كحكم رابع في مونديال 2006، وهو من الحكام العرب المميزين جدا.
وأشار إلى أنه يتوقع أن يكون الحكم الأوزبكي الشهير، رافشان أرماتوف، صاحب أفضل أداء في المونديال، وأن يدير المباراة النهائية إذا لم تحدث أي مجاملات لحساب حكم آخر من أوروبا أو أميركا الجنوبية.
واستطرد: «الحكام في المونديال يخضعون لتنفيذ برنامج صارم من جانب الفيفا، فكل شيء بحساب، وهناك قائمة ممنوعات على الحكام أولها التصريحات فهي ممنوعة تماما، خصوصا تجاه الزملاء من الحكام، بجانب عدم قبول أي هدايا من أي شخص أيّا كان».
وقال: إن الحكم في المونديال يعيش مثل اللاعب تماما في هدوء وتركيز شديد لأنه يحمل عبئا ثقيلا في أكبر بطولات كرة القدم في العالم ويتابعه مئات الملايين من كل أنحاء العالم.
واستبعد الغندور إمكانية تأثر أي حكم بالضغط الجماهيري في مونديال البرازيل قائلا: إن كل حكم موجود في البطولة تم اختياره بعناية فائقة ويتمتع بخبرات رفيعة المستوى ويجيد التعامل مع أي ضغوط وهو في الملعب، خصوصا ضغط الجماهير.
وأكد أن حدوث أخطاء من جانب الحكام في المونديال وارد بالطبع، لأن الحكم بشر قد يصيب ويخطئ، ولا يوجد حكم لا يصدر عنه خطأ في الملعب، ولكن تلك الأخطاء من ضمن المتعة الحقيقية لكرة القدم بعيدا عن تحليلات المتعصبين.
وأضاف، انه لن يكون هناك جديد بالنسبة للحكام في المونديال، فالمباراة سيديرها ثلاثة: حكم الساحة واثنان من مساعديه، بالإضافة إلى الحكم الرابع، لأن الفيفا لم يقر نظام زيادة عدد الحكام في الملعب بينما سيتم تطبيق نظام التقنية الجديدة لمراقبة خط المرمى المعروفة بـ«عين الصقر» لمعاونة الحكم في تحديد تخطي الكرة لخط المرمى من عدمه.
يذكر أن حكم الساحة البحريني نواف شكرالله يشارك لأول مرة في مونديال الكبار، حيث سبق له المشاركة في مونديال الشباب 2011، وهو يبلغ من العمر 38 عاما.
وبالمثل يشارك أيضا الجزائري جمال حيمودي ذو 43 عاما للمرة الأولى في إدارة مباريات مونديال الكبار، بينما سبق له المشاركة في كأس العالم للشباب 2011، واختير كأفضل حكم أفريقي العام 2012 وأدار نهائي أمم أفريقيا 2013.