د. تركي العازمي / وجع الحروف

الكشف المنتظر...؟

1 يناير 1970 06:33 ص
عندما تمرض فأنت تتوجه إلى طبيب عام يقوم بفحصك وعند الاشتباه بجانب معين في منظومتك الصحية يحولك إلى الطبيب المختص، وجرت العادة أن يبحث المريض عن علاجه إما في الكويت أو خارجها حسب الحالة وتوافر التشخيص «الصح»!

والحالة السياسية أصابها مرض عضال منذ سنوات عدة، فريق مع وفريق ضد، ومجموعة تراوح بين هؤلاء وأولئك إلى أن ظهر مسلم البراك النائب السابق حاملا الملف الأحمر يوم الثلاثاء الموافق 10 يونيو 2014، ذكر ما ذكره وفي اليوم التالي جاءت الهجمة المضادة من الحكومة ومجلس الأمة!

ويبدو إن الحالة السياسية تعاني من فيروس يصارع الحق والإعتدال في الطرح ولأن المسطرة غير واضحة أبعادها استمرت المعاناة في بلد يفترض أن يكون من أجمل البلدان على مستوى العالم!

إنه الفساد... وغياب الشفافية في المعالجة وهو ما أكدته منظمات عالمية في تقارير مؤشر الشفافية ومستوى الحرية وتقرير شركة ماكينزي العالمية عام 2004 الذي أكد تدني مستوى القياديين!

لنترك القيادة والفكر الاستراتيجي لأنه واضح ان هذا الاتجاه غير مرغوب في الأخذ به ولنركز على التدهور في الأوضاع السياسية والاجتماعية التي أفرزت خصومة غير معلومة ظاهريا لكن ملامحها بدأت تظهر للعلن بعد يوم ساحة الإرادة!

الآن النائب السابق مسلم البراك يقول أنا المسؤول عن صحة ما جاء في الأوراق... وعليه يفترض أن تستعين الحكومة ومجلس الأمة بمنظمات عالمية للبحث فيما جاء ومن ثم محاكمة كل فرد تثبت إدانته حسب الكشف المنتظر!

الكويت تستحق أن تعود إلى سابق عهدها كدرة الخليج وهي من ناحية أو اخرى مؤهلة لكن العوامل التي تستطيع من خلالها التحول إلى مكانة أفضل غير مستغلة وطبعا أوجه الفساد هي المتسببة في تأخرنا عن الركب!

كان الحديث عن الخلافات السياسية عند الأجيال السابقة في نطاق محدد وله «رجالات دولة» وأصحاب قرار يتمتعون بنفس وطني... أما الآن فلا نستطيع التنبؤ عن ما قد يحدث غدا!

كثر «الطباخين» و«المحللين» و«المستشارين» ومعظمهم لا يمنحك الخطة الصحيحة ولا يفهم خطوات الإصلاح التي اتبعها «شيبان» الأمس البعيد!

إنها كبوة وغلطة الشاطر بألف... فكم واحدا من بين المتخاصمين يظن انه شاطر واضرب العدد بألف وتحصل على كم هائل من المشاكل الاجتماعية والسياسية لدرجة ان الذكاء لدى البعض مبني على قاعدة «إن لم تكن معي فأنت ضدي» وهي قاعدة تنسف مفهوم الرأي والرأي الآخر ولو من باب حرية التعبير عن الرأي!

يحق للبعض التهكم على أوضاعنا... نعم يحق لهم ولنا لأن «الخلطة» مكوناتها «غلط» فطبيعي ان الوجبات السياسية والاجتماعية لا تسمن ولا تغني من جوع!

المراد... نريد حلا يوقف حالات النزاع والصراع وقرارات إصلاحية تحاسب كل فاسد ومفسد من دون مجاملة أو تراخ مع أي طرف كائن من كان... والله المستعان!

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi