منتخب لبنان «منقسم» بين ألمانيا والبرازيل كأنها «حرب كروية» بين «جباريْن»
|?بيروت - من أسرار شبارو?|
1 يناير 1970
07:25 ص
انطلقت صافرة المونديال وانطلقت معها دقات قلوب المشجعين اللبنانيين. فالمعروف عن اللبناني أنه مشجع «حتى العظم» وحتى أكثر من سكان الدول المشاركة... الصغار قبل الكبار، والنساء قبل الرجال في حالة ترقب وانتظار لأداء «فريقهم» بعد انتهائهم من تجهيز أنفسهم للحدث الرياضي الأبرز، أما الأجواء التي أضافوها من أعلام وغيرها، فيبدو معها لبنان وكأنه هو المستضيف للمونديال وليس البرازيل.
في الرياضة كما في السياسة الانقسام يبدو واضحاً بينهم، سواء داخل البيت الواحد، بين الأخوة والأخوات أم بين الأقارب والأصدقاء، وإن ترك اللبنانيون اصطفافاتهم السياسية بين فريقيْ 8 و14 آذار جانباً هذه الأيام، فلتبدأ اصطفافاتهم للاستحقاق الرياضي العالمي.
فاللعبة الشعبية الأولى في العالم تستحوذ على اهتمام كل فئات المجتمع، أغنياء وفقراء طلاب وعمال فكيف إن كانوا لاعبي المنتخب اللبناني؟ «الراي» استطلعت آراء البعض منهم، وعلى رأسهم مدير المنتخب فؤاد بهلوان الذي يشجع المنتخب الألماني، أما عن سبب اختياره فيقول: «تشجيعي للألمان يضرب جذوره في التاريخ، يعجبني أنهم يلعبون كفريق متكافل وليس بشكل شخصي، أما لاعبو المفضل فهو «ميسي».
بهلوان الذي يتابع المونديال في البيت أو في المطعم بحسب الظروف توقّع وصول ألمانيا والأرجنتين إلى النهائي.
قائد منتخب لبنان ولاعب فريق جيانغسو الصيني رضا عنتر يشجّع البرازيل «منذ ان وعيت على لعبة كرة القدم وأنا وعائلتي نشجع هذا المنتخب»، أما السبب فـ «بعد أن رفع البرازيليون كأس العالم عام 1994 بدأ شغفي بهم، وكما هو معروف، اللبناني دائماً مع «الربحان».
عنتر ليس لديه لاعب مفضل بل «لعيبة» مهمّين كـ «كريستيانو رونالدو وميس»، وهو يتابع تقريباً جميع المباريات.
من جانبه، يشجع وليد اسماعيل المنتخب الألماني «منذ زمن أشجعهم، وتشجيعي يضرب في الجذور، أشقائي ومعظم عائلتي في ألمانيا، بالإضافة إلى كونه فريقاً منظماً وجميعه من الشباب ويلعبون الكرة بشكل جميل، كما أنني أشجع فريق البايرن ميونخ ونصف المنتخب الألماني من البايرن الذي كان في السنتين الماضيتين مسيطراً على أوروبا كروياً».
وأضاف اسماعيل: «الجماعة بيلعبوا منيح ومن خلال متابعتهم أتعلم من خبرتهم كلاعب كرة القدم، تحكّمهم وسيطرتهم على الكرة فيه فن وتطور، وكما هو معلوم لا يستسلمون حتى اللحظة الأخيرة وهذا شيء رائع».
وعن توقعاته إلى من سيؤول اليه كأس العالم قال: «المنافسة في هذا المونديال محصورة بين أربع منتخبات: ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وإسبانيا، لكن من الممكن أن تظهر منتخبات أخرى كحصان أسود. في الكرة لا يوجد شيء مستحيل ومن يعطي الكرة تعطيه في الملعب، وأنا شخصياً أتمنى فوز الألمان بالتأكيد، لكن في الواقع كل الأمور تختلف على أرضية الملعب، كل العوامل تصب في مصلحة المنتخب البرازيلي والأرجنتيني ولا سيما العوامل المناخية».
اسماعيل لن يتابع جميع المباريات «فالتوقيت صعب، أما المباريات الحماسية فسأتابعها بالتأكيد، ولو لعب المنتخب الألماني عند الساعة الثالثة صباحاً سأشاهده». وعن لاعبه المفضل قال: «أحب أوزيل».
عباس عطوي يشجع المنتخب الألماني «أحبه منذ صغري، وأتوقع فوزه بالكأس في البرازيل». عطوي يتابع المونديال من «الكافيه» الخاص به «لكن هذا لا يمنع من متابعة بعض المباريات مع الأصدقاء في مطاعم أخرى». وعما إذا كان جميع أفراد أسرته يشجعون الألمان قال « كلا نحن في المنزل منقسمون، لديّ شقيق «ألماني» وآخر «ايطالي». أما لاعبه المفضل فهو ميسي.
منتخب البرازيل الذي يحظى بدعم «غير عادي» في لبنان حيث الأجواء الرياضية المميزة التي من الاستحالة رؤيتها في أي عاصمة عربية أخرى، يشجعه لاري مهنا فهو «أفضل فريق هذه السنة «، أما لاعبه المميز فهو رونالدو، ويقول: «نحن في المنزل «مشكّلين» ولدينا من كل المشجعين، أتابع واياهم المونديال وسط جو حماسي.»
كذلك اللاعب بلال نجارين من مشجعي البرازيل «من المنزل أتابع لعبهم المميز، أشعر بالفرح وانا أشاهد اداءهم خاصة اللاعب نيمار». وكذلك محمد غدار يشجع البرازيل و”من غير ليش “.
لأن لعبهم قوي ولديهم التقنيات العالية يشجّع لاعب المنتخب اللبناني السابق الكابتن زياد الصمد الألمان منذ صغره واستمر وفيّاً لهذا الفريق حسب قوله «جميعنا في المنزل نشجع الألمان باستثناء شقيقاتي فهن مع البرازيل».
وزياد الذي يتابع المونديال من المنزل، يفضل اللاعب ميسي.
المنتخب اللبناني منقسم بين الألمان والبرازيل، وكأن المنتخبات الأخرى ليس لها وجود، فالصورة تظهر أننا أمام «حرب كونية» بين «جبارين» تدور في فلكهما فرق صغيرة لا تقدم ولا تؤخر، أمّا اللبنانيون فيأملون بوصول منتخبهم يوماً ما إلى المونديال كي يرفعوا علم لبنان في هذا المحفل العالمي الكبير بدلاً من تحويل شوارع لبنان إلى سفارات للدول الأجنبية برفع أعلامها في كل شبر من أرضه.
ويبقى السؤال من سيرفع كأس العالم هذا العام؟ الجواب ينتظره اللبنانيون بفارغ الصبر بعد أن «يتصارع» لاعبو مونديال البرازيل على الكرة الجديدة «برازوكا» في 64 مباراة.