لوف خرج من «جلباب» كلينسمان

1 يناير 1970 04:54 ص



بال - ا ف ب - اخيرا خرج مدرب المانيا يواكيم لوف من ظل سلفه يورغن كلينسمان، وذلك بعدما قاد بلاده الى المباراة النهائية لكأس اوروبا 2008.

ولوف الذي اعتبر دائما العقل المفكر وراء النجاحات التي حققها كلينسمان في الفترة القصيرة التي قضاها مع «المانشافت» وتوجها بالمركز الثالث في مونديال 2006، نجح في الذهاب ابعد مما فعله الاخير عبر وضعه المانيا في اول نهائي بطولة كبرى منذ مونديال 2002.

وتسلم لوف (48 عاما) مهامه على رأس الجهاز الفني للمنتـــخب قبل عـــامين خلفا لكلينسمان الذي عينه مساعدا له في كأس العالم الاخيرة، وقد تمكن «يوغي» من الارتقاء الى مســـتوى التحدي ما دفع «كلينسي» الى القول: «كان دائما اكثر من مجـــرد مدرب مساعد بالـــنسبة لي».

ولا يخفى ان مهمة لوف لم تكن بتلك السهولة، وهو الذي قضى العامين الماضيين محاولا الابقاء على الصورة الطيبة التي اظهرتها المانيا بقيادة كلينسمان صاحب الاسلوب الهجومي الممتع.

وبالفعل واصل المدرب الشاب الثورة معتمدا تقريبا على العناصر نفسها التي وضع فيها كلينسمان ثقته، ومتجاهلا على غرار سلفه الاسلوب الدفاعي المتشدد ومانحا الاسلوب الهجومي السريع والمتحرر الدور الاكبر.

ولطالما تحدثت الصحافة الالمانية عن كلينسمان وفضله رغم رحيله عن المنتخب، ناقلة اخباره في كل مرة يتمنى فيها التوفيق والحظ للفريق، الا ان لوف سيحصل الان على حقه لوضعه المانيا للمرة السادسة في نهائي البطولة القارية التي فازت بها للمرة الاخيرة العام 1996 قبل ان تحصد الخيبة في النسختين الاخيرتين اثر خروجها من الدور الاول.

ورغم البداية الصعبة نوعا ما، خصوصا الخسارة امام كرواتيا 1-2 في الدور الاول، عرف لوف كيفية انتشال منتخبه مجددا، وهو وعد بعد المباراة المذكورة: «سأمنح كل لاعب قطعة من دماغي»، لكنه منحهم اكثر من ذلك اي خطة محكمة عمادها 4-5-1 بدلا من 4-4-2 امام البرتغال ليخرج فائزا 3-2.

ويقول المدافع بير ميرتيساكر عن تأثير لوف على المنتخب بالقول: «لقد حمل لوف المانيا الى مستوى جديد خلال العامين الماضيين. اذا نظرنا الى البطولتين الاخيرتين يمكن القول اننا لم نحقق كل هذه الانجازات بفضل الحظ بل لانه جعلنا نعمل كوحدة متماسكة».

ولا شك في ان اللاعبين والمدربين ينالون الثناء والمديح لدى تتويجهم بلقب البطولات والمسابقات الكبيرة، بيد ان مجهود الكثير من الاشخاص العاملين وراء الكواليس لا يلقى التقدير ذاته من قبل الجماهير والاعلام.

وبغية احراز اللقب الرابع في تاريخ المانيا، أنشأ لوف «شركته» الفنية المؤلفة من 50 شخصا والموحدة تحت اسم «بيرغتور 2008» اي كيف تحرز المانيا لقبها الاوروبي الرابع.

فمن هم الاشخاص الذين يتوارون خلف كواليس المنتخب:

- هانز ديتر فليك واندرياس كوبكه: ظهر فليك «علنا» عندما اوقف لوف في ربع النهائي امام البرتغال فقاد «العسكر» الالماني على ارض المعركة، بمساعدة كوبكه الحارس الدولي السابق ومدرب الحراس الحالي الذي ذاق طعم الكأس العام 1996.

اضطر فليك (43 عاما) لانهاء مسيرته مبكرا مع ناديه بايرن ميونيخ بسبب الاصابة، ليتفرغ بعدها الى التدريب حيث نال اعلى درجة في دفعته العام 2003. اشرف فليك على هوفنهايم (درجة ثالثة)، ثم عمل مع المدرب الايطالي جوفاني تراباتوني في نادي سالزبورغ النمسوي، قبل ان ينضم لفريق لوف في يوليو 2006.

من جهته انضم كوبكه (46 عاما) الى الجهاز الفني للـ«ناسيونال مانشافت» في 2004 ليكون قاضي الصلح بين الحارس المعتزل اوليفر كان وينز ليمان قبل مونديال 2006، ثم حارب بشراسة ليكون ليمان اساسيا في اوروبا 2008 رغم عدم مشاركته كثيرا مع ارسنال الانكليزي.

- اوليفر بيرهوف: يعتبر مسجل الهدف الذهبي لالمانيا في نهائي 1996 بمثابة سفير المنتخب في الخارج، ويتمتع بأناقة مدروسة. أصبح بيرهوف (40 عاما) صلة الوصل بين المنتخب والشركات الراعية والمفاوض الديبلوماسي مع الاندية.

اختار بيرهوف، الفارع الطول ولاعب ميلان الايطالي سابقا، فندق اسكونا، ووفر للاعبيه مساحات وصالونات كبيرة بداخله بغية توفير سبل الراحة لهم ولاستقبال عائلاتهم بعيدا عن الاضواء.

- اورس سيغنتالر: انه «جاسوس» المدرب لوف، سويسري بعمر الـ62 ولاعب سابق في صفوف بال ونوشاتيل السويسريين في سبعينيات القرن الماضي.

فور استلامه مهامه العام 2005، وضع سيغنتالر المهندس المدني، بنكا خاصا من المعلومات بمساعدة طلاب جامعة كولونيا للرياضة، الذين اوكلوا مهمة جمع المعلومات، الاحصاءات والمواضيع الصحافية عن افضل 30 منتخبا عالميا.

جال سيغنتالر على قارات مختلفة بينها زيارة الى فنزويلا خلال كوبا اميركا 2007 تحضيرا لكأس اوروبا 2008، وهو يفند في اوقات فراغه شرائط الفيديو ويحلل المباريات على برنامج معلوماتي لشركة «ماستر كوتش» التي أفرزت تقنيا منفردا للعمل مع المنتخب.

قبل كل مباراة يقوم الـ«سكاوت» (الكشاف) باستقبال مجموعات اللاعبين كل حسب مركزه ليريهم ملخصات جاهزة تظهر نقاط قوة وضعف الخصم، ثم يخاطب الفريق بأكمله.

وسيغنتالر هو الذي ابتكر طريقة 4-5-1 لمواجهة البرتغال في ربع النهائي.

- مارك فيرستيغن: هو المسؤول عن مؤسسة «اللياقة البدنية للعدائين»، وهي تعنى بلاعبي البايسبول وكرة القدم الاميركية وكرة السلة.

بدأ مع المنتخب الالماني منذ 2004، بتوصية من كلينسمان.

وتحت قيادته، عوض اللاعبون ضعفهم البدني، وكانوا يتذمرون عندما كان يقارنهم بمنتخب الولايات المتحدة للسيدات!

- هانز ديـــتر هــيرمـــان: انه الطبيب النفسي الذي يراقـــب حيـــاة المجموعة، ويقابل اللاعبين عند طلبهم ذلك. لعب دورا مهما في مساعدة باستيان شفاينشتايغر المرهق بدنيا ومعنويا بعد مونديال 2006.




يورغن كلينسمان