«المستقبل» يتّهم «حزب الله» بالسعي لإفلاس الدولة «لغايات المؤتمر التأسيسي»

مساعٍ في لبنان لـ «تبريد» المناخ السياسي ومخاوف من تداعيات الحدَث العراقي

1 يناير 1970 07:25 ص
مع اتجاه الاهتمامات والأنظار الى الحدَث العراقي وما يمكن ان يتركه من انعكاسات على سائر أنحاء المنطقة، بدا الوضع في لبنان امام اختبار إمكان دخول مرحلة من التهدئة الإعلامية والسياسية بما يساعد على استئناف النقاش في أجواء أفضل من السابق في ترتيبات المرحلة الانتقالية للحكومة ومحاولة التوصل الى تسوية لقضية سلسلة «الرتب والرواتب» قبل موعد الجلسة المقبلة المحددة لدرس هذا الملف في 19 الجاري.

وأشارت أوساط قريبة من رئاستي مجلس النواب ومجلس الوزراء لـ «الراي» الى ان الاتصالات التي اجريت في اليومين الأخيرين وعقب التسوية المؤقتة لموضوع الامتحانات الرسمية التي تنطلق اليوم جاءت في اطار محاولة تبريد الأجواء السياسية التي شهدت تصعيداً واسعاً على خلفية نسف الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لإقرار جلسة الرتب والرواتب قبل يومين.

ويبدو ان جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس سبقتها اتصالات تحضيرية كثيفة بعيداً عن الأضواء استهدفت التوافق على حد أدنى من التوافقيات في شأن آلية العمل لمجلس الوزراء. وقالت الاوساط انه يبدو ان الوزراء من مختلف الكتل والاتجاهات لم يعكسوا اي قرار بتصعيد يصل الى حدود تهديد الحكومة من خلال آلية عملها وطريقة اتخاذ القرارات من خلال تواقيع الوزراء على القرارات وهو الامر الذي برز أمس في جلسة مجلس الوزراء التي استأنفت البحث في آلية عمل الحكومة بعدما انتقلت اليها صلاحيات رئاسة الجمهورية وسط اجواء معقولة وهادئة.

وأضافت الاوساط ان الهدف الثاني سيكون سحب المناخات الهادئة على موضوع جلسات التشريع لمجلس النواب اذا كان من المسلم به ان لا انتخاب وشيكاً ولا على مدى متوسط لرئيس جديد للجمهورية. ولفتت في هذا السياق الى ان كلاما للبطريك الماروني مار بشارة الراعي دعا عبره النواب الى الامتناع عن حضور جلسات التشريع النيابي تنفيذاً للدستور ترك آثاراً  سيئة خصوصاً لدى رئيس مجلس النواب نبيه بري علماً ان كلا من بري ورئيس الحكومة تمام سلام يتفقان على ان الشغور الرئاسي لا يجب ان يشل المؤسسات الاخرى.

وتحدثت الاوساط عيْنها عن اتجاه الى تدوير الزوايا في لبنان تجنباً لمزيد من تداعيات الفراغ الرئاسي وأزمته المفتوحة من جهة والخوف من تداعيات اقليمية واسعة لما يجري في العراق من جهة اخرى، وهو الامر الذي يجري العمل على توظيفه في اتجاه إيجاد تسوية لملف سلسلة الرتب والرواتب والتوافق على آلية القرارات في مجلس الوزراء بما يعني تعويم التكيف الهادئ مع الفراغ الرئاسي والأفساح امام الجهود السياسية لإيجاد ثغرة في أزمة الشغور الرئاسي من دون اوهام بأن تصل جلسة الانتخاب السابعة في 18 الجاري الى اي نتيجة.

وكان بارزاً في الملف الرئاسي تكرار النائب وليد جنبلاط لليوم الثاني على التوالي وضع «فيتوات» على مرشحين للرئاسة من باب تمسكه بترشيح النائب في كتلته هنري حلو اذ اكد انه لا يعترض على العماد ميشال عون و»لكن لا نؤيده ولن اصوّت له ولا لسمير جعجع»، كما قال انه يفضّل عدم انتخاب قائد الجيش العماد جان قهوجي ورافضاً حتى سحب حلو لمصلحة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة.

وفي موازاة ذلك، استوقف الدوائر المراقبة في بيروت انفجار السجال بين «تيار المستقبل» وفريق 8 آذار على خلفية ملف سلسلة الرتب والرواتب. فغداة ردّ رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة على اتهام بري له بالانقلاب على تفاهم حصل في هذا الملف آخذاً على 8 آذار انها «تخفي نيات واهدافا سياسية مضمرة منها دفع لبنان الى هاوية عميقة وتدمير اقتصاده كي تسهل السيطرة على شعبه ومقدراته»، أكمل امين عام تيار «المستقبل» احمد الحريري الهجوم «على الموجة نفسها» مسمياً هذه المرة «حزب الله» وسائلاً «هل يهدف الحزب إلى استغلال مطالب هيئة التنسيق المشروعة للوصول بالواقع الاقتصادي - الاجتماعي إلى الانهيار بعد فشله بتحقيق ذلك أمنياً؟ وهل يسعى إلى إفلاس خزينة الدولة لغايات تريد أن تطرح بحكم الواقع الذهاب إلى المؤتمر التأسيسي بحجة فشل النظام السياسي والإقتصادي؟».

وأضاف الحريري ان «قوى الامر الواقع المهيمنة على كافة المرافق العامة المنتجة تتحمل مسؤولية تعطيل الجباية ودور اجهزة الرقابة عليها، الامر الذي أثر وما زال يؤثّر منذ سنوات على مداخيل الخزينة بدءاً من المطار والمرفأ والاملاك البحرية والبرية (...) ناهيك عن الظروف الامنية ربطاً بالتداعيات الكارثية لتورط حزب الله العسكري في سورية (...) الامر الذي أدى الى تراجع خطير في النمو الاقتصادي ما قد يوصل في حال عدم المعالجة المسؤولة الى انهيار اقتصادي - اجتماعي يكون مبرراً لإعادة انتاج سلطة غب الطلب على قاعدة المثالثة المنبثقة عن مؤتمر تأسيسي طالما تمّ التنظير له سياسياً»، وداعياً إلى «ضرورة اقرار السلسلة حتى ولو كان استناداً الى ما توفّر من موارد مضمونة وأكيدة لتغطيتها».

«داعش يخص نظام الأسد»



جنبلاط: سورية أصبحت في قبضة إيران



|بيروت - «الراي» |



اعلن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط «ان ليس هناك عاقل في العالم يستطيع ان يقبل بهذه المسرحية التي سُمّيت بالانتخابات في سورية على اشلاء عشرات الالاف من القتلى والجرحى والمهجّرين وعلى وقع القنابل والبراميل المتفجّرة»، مؤكداً «ان الدول الكبرى تُضحّي بالشعوب، وما يجري اليوم في اوكرانيا خير دليل على ذلك».

وقال جنبلاط في حديث تلفزيوني: «هناك انابيب نفط جديدة من البصرة الى طرطوس تمرّ عبر حمص وتم حرق السجلات العقارية فيها اي ان اهل حمص باتوا من دون عقارات وسيتم اعادة تركيب الديموغرافيا في حمص على حساب اهل حمص الاصليين»، مرجّحاً ان «تستمر الحرب في سورية 10 سنوات اضافية، وهناك اعادة ترسيم لسورية من الداخل كما يُعاد ترسيم العراق من الداخل ما يعني ان الحدود الداخلية ستتغيّر»، مضيفاً: «مثلاً اكراد سورية بات لهم استقلال ذاتي في الحسكة، وهناك مجموعات بشرية جديدة كداعش مثلاً التي تخصّ نظام بشار الأسد لاننا لم نر حتى اليوم ان هذا النظام قصف مقرّات داعش بل على العكس استخدم داعش ضد جبهة النصرة التي أخالف كل ما يُقال انها تابعة للقاعدة بل هي مواطن سوري يُقاتل ضد النظام، والغرب استخدم اسم النصرة كانها قاعدة وكان بذلك الغرب يُساير النظام، وهذا هو خبث الغرب».

واعتبر رداً على سؤال ان «حزب الله» يعلم ان اميركا لا تتأثر بالصراع السنّي - الشيعي «ولكنه مرتبط سياسياً، امنياً وعقائدياً بالجمهورية الاسلامية، فالحزب جزء من حالة اكبر هي سياسة ايران في المنطقة»، مؤكداً ان «سورية التي نعرفها اصبحت في قبضة ايران، وسورية العربية انتهت وكذلك العراق، والعالم العربي كله يتهاوى، وربما بعد 10 سنوات قد تعود مصر الى دورها لان التحديات التي تواجه الرئيس السيسي هائلة».