سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
عوافير
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:19 ص
«عوافير» هي جمع لمفردة عافور وهي الريح المفاجئة التي تثير الغبار فتعمل على تبعثر الاشياء وارتباك الامكنة وإثارة التراب، والعوافير تختلف في ماهيتها وأشكالها وألوانها وأمزجتها، وان أخطر العوافير هي السياسية التي شهدتها الامة العربية وأطلق عليها الربيع العربي وبدأ ذلك الربيع بالنيران التي أحرق البوعزيزي بها نفسه فانطلقت شرارته من تونس فأمطر نيرانا انطلقت الى الاراضي الليبية ثم اليمنية، ولم تزل تعصف هذه النيران بدمشق والعراق وأراضٍ كثيرة حتى الاراضي المحتلة التي تعاني من براثن الاعتداء الصهيوني أتت عليها هذه النيران فقسمت الى فرق حمساوية وأخرى فتحاوية، والدماء تسيل وأسبابها كثيرة ومراميها متعددة وأغراضها متباينة ولا تكون نتيجتها إلا الفرقة وزهق الأرواح البريئة والقضاء على المقدرات والخيرات واستجلاب الجهل وتقهقر الاقتصاد وانتشار الامية وأفول الثقافة.
فعسى ان يقي الله الكريم أرض هذه الديرة الحبيبة من فكر العابثين والسبل التي ترمي الى الفوضى والتناحر ويجعل ظلال الالفة والاتحاد والبذل من اجل رقي الامة والوطن يظلل ربوع الديرة.
عزيزي القارئ أتون هذا الربيع أرض الكنانة فدمر وأزهق أرواح الشباب والاطفال وألقيت الاجساد من أماكن شاهقة وغمرت الدماء أرجاء مصر وسمعت تلك الارض الآمنة المطمئنة دوي الانفجارات وانتفض الشعب من جديد وأجريت أخيرا انتخابات الرئاسة وأتى رئيس جديد لأرض الكنانة بطريقة ديموقراطية شهدت لها الاوساط الأممية والعربية بحسن الاداء.
فعسى ان يأتي الوقت الذي تحل فيه سمات الديموقراطية على هذه الارض ويستشعر الناس بالامن والامان وتتبدد البطالة وينتعش الاقتصاد ويكون هذا التغيير هو باكورة التغيير الى الاصلح في جميع أنحاء الوطن العربي ويستشعر أهله بحلاوة الامن وعذوبة الاطمئنان ويطمئن أهل مصر والوافدون عليها حينما يقبلون على أراضيها ويقرأون أول ما تضع أقدامهم أرض المطار هذا القول:
كتب العز على أعتابها
فدخلوها بسلام آمنين