مبادرة لجعجع وكلام عالي النبرة للراعي و«حزب الله» رتّب أولوياته

لبنان على محك اختبار حكومي - نيابي صعب

1 يناير 1970 05:32 ص
ستشكّل مجريات الاسبوع الجديد في لبنان واعتباراً من اليوم مساراً اختبارياً لمجلس النواب ومجلس الوزراء حيال إمكانات التكيف مع حقبة الفراغ الرئاسي او عدمه، علماً ان الفشل في هذا التكيف سيرتّب تداعيات وانعكاسات شديدة السلبية على الوضع السياسي اولاً وعلى مجمل الأزمات التي تعاني منها البلاد تالياً.

ودفعت العقبات التي تكبر تباعاً امام انعقاد مجلس النواب ومن ثم امام  مجلس الوزراء بأوساط معنية الى التخوف عبر «الراي» من ان تذهب كل المؤسسات بجريرة التعطيل مما يضع لبنان امام حقبة محفوفة بالكثير من الأخطار.

وأشارت هذه الاوساط الى ان الساعات المقبلة ستشهد اندفاعة جديدة في المساعي المتعددة الاطراف من اجل التفاهم على مسألتيْن ملحّتين تماماً: الاولى تأمين انعقاد جلسة مجلس النواب المقررة غداً لاستكمال مناقشة ملف سلسلة الرتب والرواتب الذي وصلت تداعياته الى حدود خطرة اجتماعياً وتربوياً في ظل تلويح وزير التربية والتعليم العالي اللبناني يوم السبت بانه سينظم الامتحانات الرسمية مهما كلف الامر في ظل الإضراب الذي ينفذه الأساتذة والمعلمون في القطاع العام، الامر الذي ينقل المواجهة الى مرتبة متقدمة جداً. والثانية السعي مجدداً على الصعيد الحكومي الى الاتفاق على آلية توزيع جداول اعمال جلسات مجلس الوزراء وتوقيع القرارات والمراسيم قبل تصاعُد التوتر الذي تثيره هذه العقدة والتي شلت عمل مجلس الوزراء منذ حلول الفراغ الرئاسي بعد 25 مايو الماضي.

وقالت الاوساط لـ «الراي» ان ثمة ملامح ايجابية ولو خجولة برزت اخيراً يجري العمل على توظيفها للتوصل الى إطار تفاهُم واسع بين مختلف القوى السياسية أقله لتحييد العمل الحكومي وجلسات التشريع المتعلقة بالشؤون الملحة للناس عن أزمة الفراغ الرئاسي. ومن أبرز هذه الملامح اتجاه «تكتل التغيير والإصلاح» (كتلة العماد ميشال عون) الى حضور جلسة مجلس النواب غدا المتعلقة بالسلسلة فيما سيقاطع التكتل كعادته الجلسة النيابية المحددة اليوم لانتخاب رئيس الجمهورية مع حليفه «حزب الله» وهي الجلسة التي لن تنعقد لفقدان النصاب، ما يُبقي الاستحقاق الرئاسي أسير الفراغ. وفي المقابل فان كتلة 14 آذار تبدو بدورها متجهة الى المشاركة في جلسة الثلاثاء في ظلّ اتصالات أُجريت مع الرئيس فؤاد السنيورة وطُرحت فيها أفكار جديدة لحل مشكلة سلسلة الرتب والرواتب ولكن من دون التوصل بعد الى مخرج واضح لها.

اما في ما يتعلق بالشقّ الحكومي، فان الاوساط المعنية توقعت ان يطلق رئيس الحكومة تمام سلام بعد عودته مساء أمس من اجازة سريعة في اليونان مساع جديدة مع مختلف القوى الممثلة في الحكومة لإنجاز تفاهم على آلية العمل الحكومي. وقالت ان سلام لن يقدم على توجيه دعوة الى جلسة مجلس الوزراء قبل حصول التفاهم مسبقاً هذه المرة على الآلية لان انعقاد الجلسة من دون التفاهم سيؤدي الى تصاعد توترات تهدد التماسك الحكومي وتكشف وجود نيات ثابتة لتعطيل مجلس الوزراء بما يعني فتح صفحة اضافية تكتسب خطورة عالية في تداعيات الأزمة الرئاسية. ولذا ستضع المساعي الجديدة القوى المعنية جميعها امام تحمل مسؤولياتها الحاسمة لهذه الناحية.

وفي موازاة ذلك، اكد مصادر في «القوات اللبنانية» لـ «الراي» ما كشفته تقارير عن ان رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع سيطرح مساء اليوم في اطلالته التلفزيونية عبر محطة «ام.تي.في» مبادرة لمحاولة حل عقدة انتخاب رئيس من خلال «مد اليد» إلى فريق «8 آذار»، كما سيقترح «لقاء أقوياء» يعيد المبادرة إلى الكنيسة المارونية التي أعلن رأسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي امس موقفاً متقدماً بتأكيده أن «عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو انتهاك خطير للحقيقة وللدستور يتسبب بشلل المؤسسات الدستورية، كما إن قيام حكومة تحل محل الرئيس لمدة غير محددة هو انتهاك خطير للدستور والميثاق اذ يقصي المكون المسيحي الماروني عن الرئاسة الأولى، فلا المجلس النيابي يستطيع القيام بمهامه الدستورية ولا الحكومة تستطيع ان تمارس صلاحياتها»، مشدداً على أن «النواب هم المسؤولين عن انتهاك كرامة الوطن بحرمانه من رئيس يكرس الدستور ويحمي الوطن ويعطي الشرعية لكل المؤسسات».

اما «حزب الله» فبرز موقف لنائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم حمل اشارة ضمنية الى اولوية انجاز الانتخابات الرئاسية بالتوافق قبل الانتخابات النيابية التي يلوّح العماد عون بضرورة إجرائها قبل الرئاسية اذا لم يتم التوافق على رئيس.

وقد دعا قاسم الى «انتخابات لرئاسة الجمهورية، واقرار سلسلة الرتب والرواتب، ومن ثم إعداد قانون انتخابات عادل ونزيه»، مشدداً على ان «حزب الله يريد انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت، لكن لنكن واضحين كل المؤشرات تدلّ على أن لا إمكان لانتخاب رئيس من دون توافق، ونحن نقول لكم تعالوا لنتوافق لإنجاز هذا الاستحقاق، فإن أخرتم التوافق عناداً فهذا يعني أن شغور الرئاسة سيستمر طويلاً وطويلًا إلاَّ إذا حصل توافق وأنتم تتحمّلون هذه المسؤولية».

«على المدى الطويل سيعاد رسم خريطة الشرق الأوسط»



جنبلاط: خطأ تاريخي وأخلاقي دخول «حزب الله» في الحرب السورية



| بيروت - « الراي» |

اعلن رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ان قرار «حزب الله» بالانضمام إلى الحرب في سورية وقتاله بجانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد «خطأ تاريخي وأخلاقي في حق الشعب السوري».

وقال جنبلاط في حوار مع «الأسوشيتد برس» من منزله في بيروت: «لقد تدخل حزب الله في سورية ولم يبال بالرأي العام اللبناني، إنه خطأ تاريخي وأخلاقي في حق الشعب السوري».

واذ لفت الى ان «الحرب (في سورية) ستكون طويلة جدا»، رأى انه بدلا من القتال في سورية رأى كان ينبغي على حزب الله أن يركز على العدو اللدود وهو إسرائيل». وأضاف: «أقول إن السلاح ينبغي أن يوجه إلى العدو الإسرائيلي».

ورداً على سؤال اعتبر «اننا ما زلنا في بداية الحرب في سورية، وعلى المدى الطويل، سيعاد رسم خريطة الشرق الأوسط».