مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

العبث في التاريخ

1 يناير 1970 12:28 م
قرأنا الكلام المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي للشيخ طلال الفهد- وتم نفيه- وفيه خلط للأوراق بالإساءة لأكبر القبائل الكويتية ومن أكثرها وطنية، ما يجعلنا نطالب وبسرعة بتشكيل لجنة من المختصين المخلصين لتدوين التاريخ السياسي الكويتي منذ نشأتها إلى اليوم.

فبعد ترجمة الوثائق البريطانية ونشرها على الإنترنت لم يعد هناك أسرار ولا خفايا ولم يعد من المعقول والمقبول أن يبقى تاريخنا السياسي سراً من الأسرار، لا نعرف عنه إلا مسميات لأحداث يؤرخ بها كموقعة الصريف، حكم مبارك، معركة الجهراء، سنة المجلس، حرب المالك، والعديد العديد من تلك الأحداث.

بل وعندما أنتج عمل درامي يروي الأحداث في زمن الشيخ مبارك الكبير، طيب الله ثراه، ويصور دور الكويت السياسي والفعال في المنطقة، تم منعه من العرض في القنوات الفضائية مجاملة لدول وعوائل وأشخاص.

واليوم في هذه الفوضى السياسية وانتشار وسائل الاتصال الحديثة أصبح لكل فرد صحيفة وقناة فضائية تمكنه من نشر ما يريده وتصوير التاريخ حسب هواه، يسيء لرموز البلد وحكامها، ويدعي بطولات لنكرات ودوراً وهمياً لفئات في صناعة ماضي الكويت، بينما يغض البصر عن حقيقة ودور شخصيات جيء بها للكويت في الأحداث والأنشطة وتغيير التركيبة السكانية الكويتية، وهناك الكثيرون من الشخصيات المعروفة على استعداد تام لصياغة تاريخنا الحقيقي مؤيدة بالوثائق والصور وشهادة الشهود، معتمدة على عدد هائل من الوثائق الموجودة لدى الدولة والناس.

بل إن الأدب الكويتي كان له دور في الحفاظ على هذا التاريخ بروعة ودقة، مثل قصائد عسر الدهر لزيد الحرب، ويا راكبين أكوار ستٍ تِبارى للشاعر حمود الناصر البدر، وأكثر من قصيدة للشاعر فهد بورسلي وغيره.

أما أن يضيع ماضينا وما فيه من بطولات وأمجاد وتضحيات ولا نعرف من أساء للبلد وتغذى على عَرَق ودماء البحارة البسطاء محاباة لأشخاص وخوفا من آخرين فذلك خطأ جسيم في حق الكويت، الدولة والحكم والشعب.