د. تركي العازمي / وجع الحروف

الإشاعات المغرضة ...؟

1 يناير 1970 06:33 ص
هي رحلة تقضيها بسلام إن فهمت سر وجودك في هذه الحياة الزائلة... هذا ما ذكرته لزميل بعد مغادرتنا لمناسبة فرح أخ زميلنا القديم الجديد عبدالله مبارك شلاش الحجرف!

أمام قاعة الجوهرة في الجهراء.. كان الجو جميلا والحديث مع زميل قيادي سابق أجمل عندما يكون العقل حاضرا والمنطق يفرض سيطرته على جزئيات الحديث!

إننا نعيش زمن الإشاعات المغرضة.. زمن «تترنح» معه النفس متمايلة مع هواها دون رادع أخلاقي!

نعم نحن نعيش سنوات لا نعلم كم تبقى منها وواجبنا حفظ ومراعاة ما نتلفظ به ليس خوفا من أحد لكن إيمانا منا بأن ما كل ما يعرف يقال وقد تخرج منك عن غير قصد كلمة يفسرها المستمع بطريقته الخاصة وبما أن مجتمعنا الكويتي يعشق كل ما هو سلبي تجد متلقي العبارة يبعثها «مع شوية بهارات» إلى غيره والآخرين بدورهم يتناقلونها والثابت ان أصل تلك العبارة لم يكن مضمونها بتلك الصورة المنقولة!

أحبتنا يشعلون النار عبر الأثير ولا يعلمون بأنهم محاسبون عن كل عبارة «يبهرونها» قبل الانطلاق وبالتالي تفقد تلقائيا مضمونها الفعلي!

عندما لا تضع حاجزا بينك وبين هوى نفسك فمن السهل جدا أن تجد نفسك بين قائمة مطلقي الإشاعات المغرضة وعليه تكتسب إثما كبيرا إزاء ما بدر منك!

القصد من هذا الحديث? إننا نعلم بأن مهمتنا في كتابة المقال تنحصر في توجيه النصيحة وإن وجهنا النقد فإننا ملزمون بالنقد المحايد كمسطرة لا يجب أن نكسر جزءا من قواعدها الأخلاقية حتى وإن كان الطرف الآخر خصما لنا.

إنها الثقافة التي تلوثت مع انتشار وسائل اتصال حديثه تنقل الخبر في ثوانٍ وخروج مجاميع «ما لها شغل» بالأخلاق لا من قريب ولا من بعيد... الله يهديهم!

قلت لصاحبي.. يا أخي ما الذي دفعني لحضور فرح الحجرف الزميل الذي تعود معرفتي به إلى أواخر الثمانينات عندما كنا طلبة في أميركا؟

إنها المعرفة الطيبة واحترام عاداتنا وتقاليدنا في مناسبات طيبة كالأفراح وواجب تقديم العزاء وعيادة المريض وغيره من المناسبات الاجتماعية وكم كنت أتمنى أن نستفيد من هذه العادات والتقاليد الطيبة ونطبقها على السلوكيات الآخرى!

يعني? عندما تتهجم على شخص أو تبهته/ تغتابه أو تمارس النميمة : ما هي النتيجة؟

إن عقاب الله ينتظرك... لماذا لا تستوعب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لا يدخل الجنة نمام» ألا يكفيك هذا العقاب!

لذلك أدعو جميع الأحبة عدم تصديق الإشاعات المغرضة وإن بدأ لهم فرد ما في الحديث عن غائب وذكره في سوء أن يوقفوه ويوجهوا له النصيحة وألا يصدقوا الإشاعات المغرضة في زمن عجيب غريب فيه الأخلاق آخر ما يمكن القبول به!

إنها حياة زائلة نتمنى أن نفهم سر وجودنا فيها ونصحوا من غفلتنا بعد أن هجرت العقول النيرة المناصب القيادية ليس برغبة منها لكن الجو العام ملبد بالغيوم ومعظم القيادات دون المستوى كما ذكرنا مرارا وتكرارا.

.... والله المستعان!

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]