منى فهد عبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي

يقولون «عضيد...»!

1 يناير 1970 11:09 ص
مقولة كويتية تقال منذ أزل «الأخ عضيد لأخته»، مكالمة من امرأة كويتية تعرضت لعنف جسدي من أخوة لها كانت سببا في كتابة هذا المقال، ندندن كثيرا حول المرأة وحقوقها، ونحن على علم ويقين انها لم تنل في أي عصر وأي مكان ما نالته في كنف الإسلام من حقوق، وتؤكد الشواهد التاريخية والوقائع والأحداث الآنية أن المرأة المسلمة تنعم وتتمتع بكثير من الحقوق التي حرمت منها نظيرتها في عديد من دول العالم، وأنها بمأمن من ممارسات الاعتداء على حقوقها.

ولكي نكون أكثر واقعية ومصداقية، علينا أن نعترف بأنه يوجد من يسيء إلى المرأة أو ينتقص بعض حقوقها، بممارسة بعض السلوكيات الفردية لأفراد جهلوا تعاليم الإسلام، أو انساقوا وراء بعض الموروثات الجاهلية التي لا تمت لديننا الحنيف بصلة، ومقالنا شاهد على هؤلاء الأفراد الذين ضربوا أختهم ضربا مبرحا، واستولوا على نقالها وكل بطاقاتها الشخصية والبنكية من دون وجه حق.

ولا يخفى على كل ذي عقل بأن القضية أكبر وأشمل من الاستيلاء على ممتلكات الأخت وتعرضها لعنف جسدي، ما تعرضت له تلك الفتاة فهو تحقيق لأهداف بعض وسائل الإعلام في استغلال بعض الحوادث الفردية للترويج بأن المرأة في الدول الإسلامية تتعرض حقوقها لانتهاكات مستمرة، وهم على علم بمكانة المرأة وما تحظى به من احترام وتقدير في الدول الإسلامية، وتزداد هذه الوسائل الإعلامية شراسة إذا ما تعرضت امرأة لاعتداء أو عنف، ومحاولة وصف ذلك بأنه سلوك عام في الدول الإسلامية، وليس حالة فردية، وتتجاهل هذه الحملات الإعلامية أن العنف تجاه المرأة في أي مجتمع له أسبابه وأشكاله التي تختلف من مجتمع لآخر، بعضها يرتبط بالمستوى الثقافي والتعليمي أو المستوى الاقتصادي والتنشئة وغيرها من أسباب.

دعونا نكسر الحواجز ونقف صفا واحداً لمواجهة العنف بأنواعه التي تتعرض له المرأة الكويتية، ونضع أقدامنا على أولى درجات العمل للتصدي للقضية، باعتراف منا بأن ظاهرة العنف الموجه للمرأة ظاهرة خفية على الرغم من أنها ظاهرة مزمنة وتمثل أخطر مظهر من مظاهر انتهاكات حقوق الإنسان، وتختلف مفاهيمها باختلاف الشعوب والثقافات، إلا أنها تعني شيئا واحدا لكل من تعاني منها حيثما وجدت، وهي الحرمان من حياة إنسانية طبيعية تكفل للمرأة الحياة الآمنة والكريمة في ظل حياتها الخاصة أو العامة، وهي تعتبر من أهم المشكلات التي تواجه المرأة على الإطلاق، كونها من الظواهر الاجتماعية التي تتسبب بعدد من المشكلات وتتفاعل معها، وهي ظاهرة لها آثار متعددة: أسرية ودينية وقانونية ونفسية واقتصادية واجتماعية، وحتى إعلامية.

ونشير في هذا الجانب إلى أن المنظمات الحقوقية التي تتبنى قضايا ومشكلات المرأة والعنف الواقع عليها قد أشارت إلى أن العنف الموجه لها هو كل ما ينال من المرأة ويحط من قدرها ويحرمها من ممارسة حقوقها، فهو كل فعل أو قول تنتهك من خلاله حقوق المرأة التي كفلتها الشريعة الإسلامية، والتي كفلتها المواثيق الدولية من خلال منظمات حقوق الإنسان.

نقول للأخوة الأشقاء الذين مارسوا العنف ضد أختهم، ولكل رجل مارسَ أو يفكر يوما ما أن يمارس العنف ضد امرأة، لطالما تجهل قدر المرأة في الشرع ستظل تعنفها وتنتقص من حقوقها، لذا ندعوك لأن تثقف نفسك، وبعدها نوجه لك سؤالا هل تستطيع أن تستغني عن المرأة في حياتك كافة؟! جاوب سراً ولا تبح لأحد فقط ترجم اجابتك بسلوكيات تليق بمكانة المرأة بجميع مراحلها الاجتماعية.

twitter: @mona_alwohaib

[email protected]