دعا من بيروت للإسراع بانتخاب رئيس وركز على الامن ووصف الاقتراع السوري بانه «صفر»
كيري: للسعودية وإيران مصالح في لبنان ولكن آمل بألا يتأثر هذا البلد بالتدخلات الخارجية
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:51 ص
• على إيران وروسيا و«حزب الله» العمل لوضع حد للحرب التي يشنها الأسد ضد شعبه
أعلن وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان واشنطن «ملتزمة بدعم لبنان والأمن فيه وباستقراره واستقلاله وسيادته»، لافتاً الى ان «لبنان دولة مهمة بالنسبة لأمن المنطقة وسنعمل مع شركائنا فيه لحمايته من كل من لديه اهداف مختلفة»، محذراً من تعقيدات الفراغ الرئاسي على مستوى لبنان ودول المنطقة، وداعياً الى ملء الفراغ في اسرع وقت «ليتمكن الشعب اللبناني من الاستفادة من حكومة قوية لا تتأثر بالتدخلات الخارجية ومن رئيس قوي يستجيب لتطلعاته»، ومؤكداً دعم حكومة الرئيس تمام سلام للمضي بعملها.
وجاء كلام كيري من بيروت التي قام بزيارة خاطفة لها هي الاولى له منذ توليه منصبه والاولى لمسؤول غربي على هذا المستوى منذ بدء الفراغ الرئاسي في 25 مايو الماضي.
وشكّل الملف الرئاسي وموضوع النازحين السوريين والواقع الامني المحاور الرئيسية من محادثات رئيس الديبلوماسية الاميركية مع كل من سلام ورئيس البرلمان نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وشخصيات سياسية، الى جانب الازمة السورية وتأثيراتها على لبنان.
واذ نقل كيري التزام الرئيس باراك اوباما تجاه «امن لبنان واستقراره واستقلاله ودعم شعبه خلال المرحلة الصعبة»، أبدى أسفه لعدم تمكُّن البرلمان من انتخاب رئيس ضمن المهلة الدستورية»، معتبراً انه «لا بد من ملء الفراغ الدستوري كي تكون جميع المؤسسات فاعلة».
وقال: «هذا ليس وقتاً للحلول العادية والتحدي كبير جداً ولبنان يستحق حكومة تعمل بشكل طبيعي وكامل»، مشدداً على انه لم يحمل اي اقتراح حول الملف الرئاسي اذ «لا يعود للولايات المتحدة تقديم اي طرح حول انتخاب رئيس لبنان وليس لدينا اي مرشح ولا نريد ان نقوم بهذا الامر ولا نريد تقديم اي اقتراح فهذا يعود الى السياسيين في لبنان»، وموضحاً انه جاء ليسأل «رئيس الحكومة اللبنانية عن الخطة للمستقبل وكيف سيتم التعاطي مع الازمة السورية وتأثيراتها على لبنان».
ولفت الى «اننا نريد رسم صورة حول كيف ان الفراغ سيعقّد الامور بالنسبة للبنان والدول المجاورة، وكيف ستتأثر به القوات المسلحة وكيف ان غياب رئيس قد يؤثر على التركيبة السياسية ويفاقم التوتر بين البرلمان والحكومة، ويؤدي الى شعور بان الميثاق الوطني غير محترم».
ورداً على سؤال حول كيف يمكن للبنان انتخاب رئيس بمعزل عن تفاهم سعودي - ايراني، قال: « مع احترامي للسعودية وايران فان لهما مصالح عبّرا عنها إزاء ما يحصل في لبنان، وآمل ان يستطيع لبنان ايجاد طريقه نحو الامان. ونريد لبنان لا يتأثر بالتدخلات الخارجية، ونأمل انه في الايام المقبلة سيكون ممكناً انتخاب رئيس للجمهورية، فهذا البلد يستحق حكومة تعمل بشكل كامل لتواجه التحديات الامنية، وهذا جزء من سبب وجودي هنا اي ان اسمع اين اصبحت الامور وما تأثيرات الازمة السورية على لبنان».
واعلن «تقديم بلاده 290 مليون دولار كمساعدات انسانية لكل من طالته الازمة داخل سورية والمجتمعات التي تستقبل النازحين»، داعياً الدول التي تدعم الرئيس بشار الاسد «في الحرب التي يشنها ضد شعبه» ومسمياً في هذا الاطار ايران وروسيا و«حزب الله» الى «العمل لوضع حد لهذه الحرب، ومن المهم دعم المجتمعات المجاورة لسورية»، ومعتبراً ان «الوضع في لبنان مختلف قليلا في موضوع النازحين اذ ليست هناك مخيمات والنازحون موزعون على 1600 مدينة وبلدة وهذا ما يشكل عبئا كبيرا على البنى التحتية والمجتمع، ولا بد ان ندرك هذه الكارثة الانسانية التي نراها امام اعيننا»، ومشيرا الى ان «51 مليون دولار ستذهب الى اللاجئين في لبنان والمجتمع الذي يحتضنهم».
وفي حين اكد ان «بلاده تعمل لايجاد حل سياسي وهو الحل الوحيد للأزمة السورية»، وصف الانتخابات الرئاسية اتي جرت في سورية بان «لا معنى لها وهي تساوي صفراً»، وقال: «لا يمكن اجراء انتخابات فيما القتل مستمر والملايين لا يستطيعون الاقتراع»، موضحاً: «لم يتغير اي شيء بين اليوم الذي سبق ما يسمى بالانتخابات وبين اليوم الذي تلاه»، ومضيفاً: «نحن ملتزمون بالدفع نحو حل سياسي لهذه الازمة لاننا نعتبر اننا امام واحدة من أسوا الكوارث الاسانية ولكن لا يعود لنا تحديد كيف ومتى ينهار نظام الاسد فهذا تقرره جهات أخرى ولا سيما السوريون».