جنبلاط يدافع عن البطريرك
الكنيسة تستغرب انتقاد «حزب الله» للراعي
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:33 ص
تنذر الحملة التصاعدية على البطريرك الماروني ما بشارة بطرس الراعي من فريق 8 آذار ووسائل إعلامه بتعقيدات يُخشى ان تترك تداعيات على الملف الرئاسي وسط اعتبار دوائر سياسية ان ثمة مَن يريد استخدام زيارة رأس الكنيسة المارونية للاراضي المقدسة لمحاولة «حصر» دور بكركي في الاستحقاق الرئاسي الذي تتحضّر لتفعيل حضورها فيه من زاوية حضّ الأقطاب الموارنة على التوافق على اسم أحدهم او مرشح من خارج دائرتهم بهدف إنهاء مرحلة الشغور سريعاً.
وبعد ردّ أحد نواب «حزب الله» على ما قاله الراعي في القداس الذي أحياه في حيفا وحضره عدد من اللبنانيين (من ميليشيا جيش لبنان الجنوبي سابقاً وعائلاتهم) الذين كانوا لجأوا الى اسرائيل بعد إنسحابها من جنوب لبنان في العام ألفين رافضاً وصفهم بانهم «عملاء» او ان تكون عودتهم منوطة بأحكام عفو قضائية او قرارات دولية، لفت دخول العلامة السيد علي فضل الله على خط هذا الملف معتبراً «ان ما صدر عن البطريرك كان مفاجئاً للبنانيين، الذين رصدوا خروجاً لهذه الزيارة عن طابعها الراعوي، كما كان الحديث عنها من قبل، إضافة إلى الموقف الصادر عن غبطته، حيال الذين تعاملوا مع العدو الصهيوني»، فيما ذهب النائب نبيل نقولا (من كتلة العماد ميشال عون) الى حد اعلان «أنا كنبيل نقولا، أقول إنه كان من المفترض على الراعي أن يسكت الأصوات الشاذة في حيفا ويتكلم باسم الضحايا، ولكنه لم يفعل. فليتحمل كل شخص مسؤولية أعماله وأقواله».
الا ان اوساطاً كنسية استغربت الانتقاد الذي صدر من حزب الله» تحديداً، مشيرةً الى أنّ «التطاول على مرجعية بكركي مرفوض، خصوصاً وأنه يأتي من حزبٍ لا يسمح حتّى بالانتقاد السياسي لأمينه العام، فهذا أمرٌ يثير الشكوك، فالحوار مع «حزب الله» بدأ منذ 16 عاماً واستمرّ مع تولّي البطريرك الراعي سدّة البطريركية، لكنّ ما قبل الهجوم ليس كما بعده».
وكان بارزاً في السياق نفسه دفاع النائب وليد جنبلاط عن الراعي معلناً «غريبة ومستنكرة تلك الحملات التي طاولت زيارة البطريرك للأراضي الفلسطينية المحتلة ومدينة القدس، وهي الزيارة التي تأتي في سياق نشاطه الرعوي والكنسي»، سائلاً «لماذا كل هذا الصخب والضجيج؟ ولماذا هذا الصمت المريب من معظم الأفرقاء بحيث تُرك البطريرك وحيداً ولم يصدر موقف واحد مدافع عنه؟».
واذا اعتبر ان «الراعي سعى خلال هذه الزيارة إلى إعطاء المسيحيين الفلسطينيين والعرب بارقة أمل ورجاء في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها، وهو نجح في الإبتعاد عن كل ما يمكن إستغلاله من الإحتلال الإسرائيلي ووضعه في خانة التطبيع المرفوض»، قال: «أما فيما يخص ما يُسمّى العملاء، فمن المفيد التذكير أن هؤلاء ينتمون إلى جميع المذاهب والطوائف، فلماذا لا تتم إحالة المتورطين منهم إلى المحاكمة، كما سبق وحصل لنظرائهم؟ أما أسرهم وأولادهم مما أجبرتهم ظروف الاحتلال على التعاطي بشكل أو بآخر مع العدو، فلا تنطبق عليهم صفة العمالة».