أحمد الحلي يكشف «كنز الحكايات»
1 يناير 1970
07:43 م
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام في القاهرة، بالتعاون مع المركز الثقافي للطباعة والنشر بالعراق، صدرت الطبعة الثانية من كتاب «كنز الحكايات» للأديب والإعلامي العراقي أحمد الحلي.
الكتاب يقع في 332 صفحة من القطع المتوسط، ويعدُّ كنزاً حقيقياً يحوي بين دفتيه حكاياتٍ شعبية من مختلف دول العالم، منتقاة بعناية شديدة ومعاد صياغة غالبيتها من قبل مؤلفه الشاعر والأديب «أحمد الحلِّي» الضليع بالمأثورات الشعبية، ويمنح متلقيه متعةً جمالية أخّاذةً قلما يوفرها كتابٌ آخر في أيًّ من فروع المعرفة الإنسانية. فهذا الكتاب يأخذ بيديْ قارئه عبر أزمنةٍ من عصورٍ مختلفة، أزمنةٍ كانت متوافرةً ومتاحةً فعلياً على أرض الواقع، وأخرى ربما تكون من صنع ونسج الخيال، بما يتيحه هذا الخيال المجنّح من ممالك سحريةٍ غرائبية وأسطورية تعوّض الأشخاص والشرائح الاجتماعية المقهورة عن كثيرٍ مما فقدوه وافتقدوه في واقعهم المعاش، حكايات تغوص عميقاً في خلجات النفس البشرية، وتحلّق عالياً في أجواء الأمنيات والرغائب المستحيلة عبر حبكةٍ متناغمة وسلاسة تبدو للوهلة الأولى بسيطة وأحياناً سطحية، ولكن المتلقي النابه لو تمعّن قليلاً لوجد أنها محتشدةٌ بالرؤى الدفينة مكتنزة بالمعاني العميقة والمشاعر الجيّاشة.
والحكاية الشعبية تمتلك من المزايا والسمات ما يجعلها تتنقل بحُرِّية شبه مطلقة عبر حواجز اللغة والجغرافيا والزمن، ولا نجد على الإطلاق شعباً من الشعوب أو أمةً من الأمم لا يعتز أفرادها بحكايات أسلافهم ومروياتهم فِي الماضي البعيد أو القريب، يتلاقفونها جيلاً بعد جيل، ثم لتصبح بعد ذلك جزءاً ومكوِّناً أساسياً من الذاكرة الجمعية، يختزن ما تواضع عليه الناس فِي مراحل زمنية معينة من قيم وأخلاقيات وأفكار وتطلعات ورؤى، بل وحتى خيال خصبٍ أيضاً.. ويشير الباحثون إلى أن الحكاية الشعبية ظلَّت عبر العصور والحقب تمثِّل التسلية الأولى والمثلى للمجتمعات.
تكمن أهمية هذا الكتاب الاستثنائية في إمكان قراءته واستيعابه من كافة المستويات والشرائح، على صعيد توفّره على متعة الفن الروائي والمتعة العادية الخالصة أيضاً. من شأن هذا الكتاب أيضاً أن ينمّي القدرات الذهنية لدى الناشئة ويسمو بذائقتهم ويفتح الآفاق الرحيبة أمام عقلياتهم ومدركاتهم الغضة.