اعتبر أن كلام أوباما عن الدعم مكرّر منذ ثلاث سنوات
البني لـ «الراي»: هناك من أراد دفن «الربيع العربي» في سورية
| بيروت - من آمنة منصور |
1 يناير 1970
05:33 ص
وصف المعارض السوري وليد البني الإنتخابات السورية التي جرت على الأراضي اللبنانية في اليومين الماضيين بأنها «مسرحية سخيفة تدمي القلب»، مؤكدا أن «اللاجئين ممنوعون من الإنتخاب بحسب قوانين (الرئيس) بشار الأسد».
البني، وهو المتحدث الرسمي السابق باسم «إئتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية»، قال لـ «الراي» رداً على سؤال عن قراءة المعارضة السورية للإنتخابات في الخارج: «لا أعتقد أن علينا أن نقرأ هكذا تصرف، إذ أن رئيساً دمّر أكثر من 50 بالمئة من وطنه وشرّد 7 ملايين وقتل في عهده على الأقل 300 ألف سوري، ويسجن 500 ألف في المعتقلات وقتل 11 ألفاً تحت التعذيب، من سخرية القدر أن نتكلم معه عن انتخابات او ان يصدّق أحد تلك الصورة التي يحاول حزب الله وبشار ومخابراته إظهارها ولاسيما في لبنان بأن الناس يريدون ان ينتخبوا».
وإذ أكد أن «اللاجئين ممنوعون من الإنتخاب بحسب قوانين بشار، لأن أيا منهم لم يخرج من سورية بختم خروج»، قال: «نعلم أن في لبنان مليون سوري بينهم بالتأكيد 10 آلاف مخبر يعملون لمصلحة النظام، وهؤلاء هم مَن قاموا بتلك الجمهرة التي رأيناها وعلينا أن لا ننظر إلى مثل هذه التمثيليات على أنها شيء جديد»، ومشدداً على أن «هذه مسرحية سخيفة لا تعنينا ولا تستطيع أن تقنع كل ذي عقل بشيء يدلّ على أن اللاجئين يحبون بشار الأسد».
وعما إذا كان يخشى من تأثير هذا المشهد على البيئة الحاضنة للاجئين، ولا سيما أن أصواتاً لبنانية ارتفعت بالأمس مطالبة بترحيل السوريين، أجاب: «هذا الكلام يجب أن يُوجه إلى مَن ذهب بهؤلاء لانتخاب الأسد، فإذا كان اللاجئون ذهبوا إلى انتخاب بشار الأسد لماذا لا تطلبون منه أن يسمح لهم بالعودة وأن يريح لبنان من هذا العدد الكبير من اللاجئين؟ من هنا يمكنك الإستنتاج أنها عبارة عن مسرحية مملة ومقيتة شارك في إخراجها «حزب الله» والمخابرات السورية».
وفي ما يتعلق بالتقدم الميداني للنظام الذي يجري الحديث عنه، قال البني: «أنا لا أعتقد أن الأسد سيستطيع فعلاً العودة للسيطرة على سورية وحكمها كالسابق، والمعارضة لن تستطيع أن تهزم الأسد لأن لا إرادة دولية لإنهاء المأساة السورية».
واكد أنه إن «لم تجتمع الإرادة الدولية - العربية على تخليص سورية من الوحش ذي الرأسين» المتمثل في النظام من جهة و«داعش» و«القاعدة» من جهة أخرى، «فإن مأساتنا ستستمر».
وأضاف: «أعتقد أننا كنا ضحية كمعارضة. أذكر أنني كنت في السجن حين تم تشكيل المجلس الوطني والجميع تفاءلوا بأن هناك دعماً عربياً ودولياً وبالتالي على الطريقة الليبية إما يستجيب بشار الأسد لما يريده الشعب السوري أو أن المجتمع الدولي سيقف إلى جانب الثورة السورية وينهي هذه المأساة خلال أشهر. المعارضة استجابت لذلك بينما كانت النيات مختلفة تماماً»، معرباً عن اعتقاده أن «هناك من أراد دفن الربيع العربي في سورية عبر جعل الشعب السوري مثلاً سيئاً لأي شعب آخر يريد التمرد على حاكمه».
وعن إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عزمه على زيادة الدعم للمعارضة السورية، لفت إلى «أننا نسمع هذا الكلام في كل أحاديث الخارجية الأميركية والرئيس أوباما منذ ثلاث سنوات، إذ يقول أن صلاحية بشار قد انتهت وأنهم سيدعمون المعارضة، ولكن على أرض الواقع إلى حد الآن لم نلمس أن هناك إرادة جدية لدى واشنطن لوضع حد لمأساة الشعب السوري». وأضاف: «نشعر بأن الولايات المتحدة لا تزال غير جدية لوضع حد لهذه المأساة. وما يجري في سورية لن يتوقف من دون إرادة دولية حقيقية لوقفه. ونخشى ان يكون لبعض القوى الإقليمية والدولية مصلحة بإستمرار سورية كساحة لاستنزاف كل منهم لخصمه الآخر على حساب دماء السوريين».