وقّع كتابه في مكتبة آفاق بحضور أسرة الشاعر الشهيد
حمد الحمد يكتب عن فايق عبدالجليل ... رحلة الإبداع والأسر والشهادة
| كتب المحرر الثقافي |
1 يناير 1970
01:31 م
أقيم في مكتبة آفاق حفل توقيع كتاب «فايق عبدالجليل... رحلة الإبداع والأسر والشهادة» لمؤلفه الروائي حمد الحمد... وذلك بحضور جمع من المثقفين، وعدد من أعضاء رابطة الأدباء، بالإضافة إلى حضور عدد من أفراد أسرة الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل... ومنهم ابنه فارس وابنته غادة وسارة، الذين كان لهم دور في تقديم معلومات أغنت مادة الكتاب.
قدم الحفل الشاعرة مريم فضل، التي تكلمت عن فايق عبدالجليل كشاعر، وأشار الكاتب حمد الحمد- مؤلف الكتاب- أنه اعتمد على مصادر عدة في تأليفه للكتاب منها أرشيف الشاعر ومقابلات من أصدقاء له في الوسط الفني، وكذلك مع أفراد أسرته، ومعلومات من الشبكة العنكبوتية، وتحدث عن التعاون الذي تم بينه وبين فارس ابن الشاعر الذي كان له دور كبير في تزويد الكاتب بمادة غنية من أرشيف والده.
وفي كلمته شكر فارس ابن الشاعر فايق عبدالجليل المؤلف حمد الحمد الذي استطاع أن يضع على الورق مادة تحكي الواقع، ودور الوالد الإبداعي والنضال بالكلمة ضد الاحتلال، وأفاد انه بعد صدور الكتاب ليس بحاجة لان يحكي عن دور الوالد ومجريات ما حدث له وكيف اسر واستشهد لأجل وطن أحبه، فالآن كلما سأله احد قدم له هذا الكتاب كونه يغني عن أي كلام.
وأكدت غادة وسارة- ابنتا الشاعر- أن الكتاب جسد على الورق حياة الوالد كفنان وإنسان ومناضل بالكلمة أثناء الغزو للدفاع عن وطنه، وشكرتاه على تعاونه ومبادرته الصادقة، مؤكدتان أن الكتاب هو تكريم للوالد بعد سنوات من الغياب الإعلامي.
وقال الناقد والكاتب فهد الهندال: «أثناء الغزو كنا نحن الصامدين نسمع أن هناك أشرطة مغناة تتحدى العدو، ولم نكن نعرف أن كاتبها فايق عبدالجليل وملحنها عبدالله الراشد كونها توزع بسرية تامة، ولم نعرف إلا بعد التحرير بسنوات شخصية الشاعر، شكرا لحمد الحمد الذي أعاد تكريم الشاعر الكبير فايق عبدالجليل بهذا الكتاب الذي يحتوي على كم من المعلومات قد لا يعرفها الجميع».
والقاصة منى الشمري أشادت بمادة الكتاب، وتمنت لو تتحول مادة فيلمية أو درامية تغنينا عما يعرض في رمضان وتجسد دور الشاعر الحقيقي في الدفاع عن وطنه في أحلك الظروف.
وفي ختام اللقاء قام المؤلف بالتوقيع على كتابه لعدد من الحضور الذين شكروه على مبادرته ودوره في تسليط الضوء على نضال شاعر كويتي له بصمة في الإبداع والنضال وهو الشاعر فايق عبدالجليل المبدع الشهي.
وقال مؤلف الكتاب- الصادر عن مكتبة «آفاق»- الكاتب حمد الحمد في مقدمته: «في منتصف أغسطس من عام 2013 نشر لي مقال في جريدة القبس، وقد تضمن ذكراً للدور البطولي للشاعر المبدع فايق عبدالجليل أثناء الاحتلال العراقي واستشهاده فيما بعد رحمه الله، وبعد نشر المقال بيوم تلقيت اتصالا من فارس فايق عبدالجليل ابن الشاعر يشكرني على ما كتبت، وقد قلت له : إن والدك يستحق أن يُكتب عنه كتاب وليس مقال، وهنا تم التوافق على العمل من أجل أن تظهر مادة هذا الكتاب إلى النور ليحكي يوميات أسرة الشاعر المبدع في فترة الغزو، وهي يوميات كل أسرة كويتية... شخصيا لم يكن لي معرفة سابقة بالمبدع الشهيد، ولكن صداقتي معه عبر حروف أشعاره وموسيقى أغانيه، وذلك عندما قمت بشراء ديوان وسمية وسنابل الطفولة وكنت آنذاك طالبا في بداية المرحلة الثانوية،وكان أول ديوان شعر باللهجة المحلية أقوم بشرائه، ولكن أعجبت به أيما إعجاب ورحت أحفظ بعض القصائد، وما زلت أحتفظ بنسخة منه، وكذلك بقية دواوين الشاعر».
وفي جريدة الجريدة قالت الكاتبة فوزية شويش السالم: «الكتاب ألمّ بجوانب متعددة من حياة الشاعر، منذ طفولته وحتى استشهاده من أجل وطنه، ولعل أهم ما جاء فيه هو ذكره لتفاصيل الأيام الأخيرة قبل اعتقاله، وهي المجهولة من أغلبية الناس وأنا واحدة منهم، كنت أتمنى أن أعرف ماذا حدث له في تلك الأيام الأخيرة التي انقطع فيها التواصل بيننا، وكنت أرغب بشدة في معرفة ماذا حصل خلال تلك الأيام التي غاب عني فيها، وتعبت من السؤال عنه ولم أتلق فيها إلا الصمت الطويل الغامض، وجاءت كتابة حمد الحمد لتزيح لي الغطاء عن المجهول الذي حفيت خلف البحث عنه».
وقال الكاتب والناقد فهد الهندال في جريدة «الراي»: (حمد الحمد، من أنشط أدباء الكويت وأكثرهم حضورا في المناسبات الثقافية، من خـلال إصدارات عديدة، تنوعت ما بين المجاميع القصصية، الروائية، الصحافية و التوثيقية... وآخر إصداراته كتابه التوثيقي (فائق عبدالجليل رحلة الإبداع والأسر والشهادة) الصادر أخيرا عن مكتبة آفاق.
يقع الكتاب في 7 فصول، يبدأها الحمد بضوء خاص يسلطه على جهد الكتاب وفضل الآخرين معه في جمع مادته، ثم تتصدره رسالة أخيرة من الشهيد عبدالجليل إلى زوجته أم فارس عثرت عليها أسرته بعد التحرير، عبر الشاعر من خلالها عن خياره القدري في البقاء داخل الوطن/ الكويت وصرفه النظر عن الخروج منه: لقد وعدتك أن أغادر الكويت الخميس... ذهبت وجلست أتصفح أفكاري التي تتكاثر ثم تصبح فكرة واحدة... وهي فكرة البقاء... كل أفكار الرحيل التي أتت إليّ كانت مهزوزة وغير ثابتة وغير مستقرة إلا فكرة البقاء كانت هي الأكثر ثباتا وقوة.
لتبدأ فصول الكتاب بالحكي، وأجاد الحمد وهو الأديب لغة السرد وتمكن من ربط فقراته بحبل مشدود بالتشويق، يقصي الملل وكسل الجمل التي غالبا ما تعتري كتب التاريخ والتوثيق. ليتنقل الحمد في رحلاته مع الشاعر ما بين الإبداع حيث الكلمة الفائقة جمالا وروعة، ومواقفه المشكلة لشخصيته كإنسان أولا وكفنان ثانيا، وشاعر له حضوره الأدبي بشهادات وردت في الكتاب من قبل كبار الكتاب والشعراء والفنانين داخل الكويت وخارجها. فلم يكن شاعر حب أو غزل، وإنما شاعر قضية وطنية وقومية، كان الإنسان محورها في علاقته مع محبوبته الأرض).