تفقد قبر هرتسل وصلّى عند حائط المبكى
البابا يدين المحرقة ويزور «الأقصى»: لا يستغلّن أحد اسم الله لممارسة العنف
| القدس - من محمد ابو خضير وزكي ابو الحلاوة |
1 يناير 1970
02:46 م
دعا البابا فرنسيس في اليوم الثالث والاخير لزيارته الاراضي المقدسة، أمس، الى «الا يستغلن احد اسم الله لممارسة العنف»، كما دان المحرقة النازية ضد اليهود وذلك خلال تفقده المسجد الاقصى ونصب ضحايا المحرقة النازية وقبر مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتسل والنصب التذكاري لما تسميه اسرائيل ضحايا «الارهاب»، وصلاته عند الحائط الغربي في القدس الذي يسمى حائط المبكى وهو اقدس مكان عند اليهود.
وبدت زيارة البابا لـ «النصب التذكاري لضحايا الارهاب»، وهي لم تكن مدرجة في جدول أنشطته، محاولة من جانبه لارضاء مضيفيه الاسرائيليين بعد توقفه المفاجئ عند الجدار العازل الذي يفصل الضفة الغربية عن الاراضي المحتلة منذ العام 1948، والذي يمقته الفلسطينيون باعتباره رمزا للقمع الاسرائيلي.
وقال مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان ان رئيس الوزراء حث البابا على التوقف عند «النصب التذكاري لضحايا الارهاب» المصنوع من الرخام والحجر والذي حفرت عليه أسماء مدنيين اسرائيليين قتل معظمهم في هجمات نشطاء فلسطينيين.
وبدأ البابا المحطة الاخيرة في جولته بزيارة مسجد قبة الصخرة وخلع نعليه قبل دخول المسجد.
ودعا البابا المسلمين والمسيحيين واليهود الى «العمل معا من اجل العدالة والسلام». وقال في زيارته التي رافقه فيها بطريرك القسطنطينية الارثوذكسي برثلماوس ان الديانات السماوية الثلاث ترى في النبي ابراهيم «ابا في الايمان».
واكد البابا في لقاء مع مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين: «لنحترم ونحب بعضنا بعضا كاخوة واخوات، لنتعلم ان نفهم الم الآخر والا يستغلن احد اسم الله لممارسة العنف، ولنعمل معا من اجل العدالة ومن اجل السلام».
وبعد ذلك صلى البابا عند الحائط الغربي المجاور الذي يعتقد اليهود أنه من بقايا الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 قبل الميلاد.
ودس رسالة صغيرة بين الصخور القديمة للحائط مثلما يفعل الكثير من الزوار. ولم يكشف عن محتوى الرسالة على الفور.
وفي قرار أسعد مضيفيه وضع البابا فرنسيس أيضا اكليلا من الزهور على قبر تيودور هرتسل.
ولم يقم ثلاثة باباوات اخرين زاروا القدس خلال الخمسين عاما الماضية بزيارة قبر هرتسل.
ووصل البابا بعد ذلك الى نصب «ياد فاشيم لليهود» الذين قتلوا ابان الحرب العالمية الثانية.
وندد البابا بالمحرقة معتبرا انها «مأساة هائلة».
وقال امام المسؤولين الاسرائيليين: «في هذا المكان، النصب التذكاري للمحرقة، نسمع تردد صدى سؤال لله هذا: آدم، اين أنت؟». واضاف ان «تلك الصرخة امام مأساة المحرقة الهائلة تردد صداها كصوت في هوة لا قاع لها».
وتابع البابا بحضور الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريس ونتنياهو والحاخامات بايقاد شعلة النصب التذكاري ووضع اكليلا من الزهور ووجه تحية الى الناجين من المحرقة التي قتل فيها ستة ملايين يهودي في المعسكرات النازية.
واضاف «من أنت ايها انسان؟ لم اعد اعرفك. من انت ايها انسان؟ من اصبحت؟ اية فظاعة تمكنت من فعلها؟» مضيفا: «من نقل اليك ادعاء اقامة نفسك سدا على الخير والشر؟ من اقنعك بانك الله؟ فإنك لم تعذب وتقتل اخوتك فقط إنما قدمتهم ذبحة لنفسك لأنك رفعت نفسك إلى مستوى لله».
وتولى ثمانية الاف شرطي اسرائيلي تأمين زيارة البابا بعد عملية تخريب في كنيسة القي فيها باللوم على متطرفين يهود. وتم اغلاق بعض الطرق واشتكى باعة في أجزاء من البلدة القديمة في القدس من اجبارهم على اغلاق متاجرهم طوال اليوم لاخلاء الشوارع.
اسرائيل تقر بناء 50 وحدة استيطانية في القدس الشرقية
القدس - أ ف ب - منحت بلدية القدس الاسرائيلية الضوء الاخضر لبناء خمسين وحدة سكنية استيطانية في مستوطنة جبل ابو غنيم (هار حوما) في القدس الشرقية في اليوم الاخير من زيارة البابا فرنسيس للمدينة.
وقال يوسف بيبي الالو وهو عضو في البلدية عن حزب ميريتس اليساري المعارض ان «البلدية وافقت على بناء خمسين وحدة سكنية في خمسة مبان في جبل ابو غنيم» الحي الاستيطاني في القدس الشرقية المحتلة قرب مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
واضاف الالو: «اتخذ هذا القرار في الوقت الذي يقوم به البابا بزيارة الى القدس مما يظهر انعداما تاما للمنطق». ورأى ان «البلدية وحكومة بنيامين نتنياهو تقومان للاسف بما تريدناه في القدس وفي الضفة الغربية».