الإيراد الماتع... للكرام أسرة الشايع

أسرة من أشهر الأسر التي استوطنت الكويت، وصار له كبير ذكر في الإحسان والسياسة والتجارة، فأنجبت عبر تاريخها رجالا أكفاء ساهموا في بناء الوطن،وقد قدمت من الزلفي، وهم من الأساعدة من الروقة من عتيبة. جدهم هو شايع بن عبدالله بن أحمد، وانقسمت تفرعات الذرية إلى خمسة أقسام : الحمود والدخيل والأحمد والعبد المحسن والجار الله.

الجود والسعود في ذرية الحمود

أولاً - فرع الحمود: سكنت العائلة بعد النزوح من الزلفي في منطقة الشرق في فريج الجناعات لفترة من الزمن، وبعدها انتقلت إلى منطقة القبلة، ثم انتقلت بعدها عائلة الشايع إلى المرقاب، وكبير العائلة هو :

حمود بن أحمد بن علي بن شايع بن عبدالله بن أحمد: وإليه نسب الفرع الأول للشايع وهو فرع الحمود. ولحمود من الأبناء محمد وعلي وقد ولدوا في الزلفي وقدموا إلى الكويت مع والدهم صغار السن، حيث كانت تتراوح أعمارهم ما بين سنتين إلى ثلاث سنوات، تزوج بعدها من عائلة الوقيان. كان له بيت في الكويت وآخر في الزلفي وكان يتردد بين البيتين. وقد توفي يوم الاثنين 22 ذو القعدة 1313ه - 4 مايو 1896م، وكان من أوائل من دفن في مقبرة نايف. ولحمود ولدان : محمد وعلي. فأما محمد فالكلام عليه في زاوية (شوارع الديرة).

علي حمود الشايع.... الهند هندك إليا (زاد) ما عندك

وأما علي فقد درج أهل نجد والخليج على ترداد المثل القائل (الهند هندك إليا قل ما عندك)، لكن صاحبنا علي الحمود الشايع - رحمه الله - ذهب إليها وهو في زيادة من الخير - بفضل الله - فما خبره؟

ولد التاجر المحسن علي حمود الشايع سنة 1296ه / 1879م، وله من الأولاد : صالح وعبداللطيف ومنيرة وحصة وليلى. في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي سافر علي بن حمود الشايع إلى الهند مع عثمان الراشد الحميدي، وكان سفره على حسابه الخاص والغاية من ذلك التدريب على العمل التجاري ثم عاد في الصيف إلى الكويت، وقد شارك علي حمود الشايع في بناء سور الكويت. سافر بمفرده وظل يتردد على الهند لمدة ثلاث سنوات وبعدها استقر في الهند، وكان مسؤولاً عن تجارة العائلة في الهند، وكان تاجراً كبيراً ومعروفاً هناك، وله ديوان كبير لاستضافة العرب الذين يفدون إلى الهند. وكان يصدر هذه المواد من الهند إلى شقيقه محمد بن حمود الشايع الذي كان مسؤولاً عن تجارة العائلة في الكويت حيث كان يبيعها في الكويت. ومازال محل محمد بن حمود وعلي بن حمود الشايع موجودا في الهند وعمره يقارب المائة عام.

توفي رحمه الله في دمشق بتاريخ 1386/6/8 هـ الموافق 1966/9/23م، عن عمر يناهز 87 عاما ً، ودفن في مقبرة الصليبيخات في الكويت. والوثيقة الواردة رسالة من حاكم الكويت السابق الشيخ أحمد الجابر الصباح لعلي الحمود الشايع – رحمهما الله - حول بعض الأمور التجارية.

صالح العلي الشايع يبتدع صالات المناسبات في الكويت

ولد المحسن صالح علي الشايع - رحمه الله - في حي المرقاب سنة 1329 هـ (1911م) له من الأبناء أحمد وهو الأكبر، وسليمان، وعبدالوهاب، وعبدالرحمن، وفهد - رحمه الله - وسهيل وثلاث بنات.تعلم في الكتاتيب، ثم في مدرسة المباركية، ثم في مدرسة العامر (في ديوان العامر) ثم في مدرسة الأثرية حتى خريف 1926م، وقد سافر بعدها مع والده في الخريف إلى الهند في مركب يسمى (برودا)، وكانت أول رحلة له وسنه لا يتجاوز 16 عاما، عمل صالح علي بن حمود الشايع في مكتب والده علي بن حمود الشايع، ولما عاد والده واستقر في الكويت استلم صالح دفة العمل في الهند إلى سنة 1350ه (1931م)، حيث طلب منه عمه محمد العمل مكانه في الكويت ؛ لأنه كان ذاهبا إلى الحج.وقد أقام عدة مشاريع خيرية في الهند، كما ساعد في بناء مدرسة للبنات في سيلان،، والآن هذا الصرح العلمي للإناث يغذي أنحاء عديدة من الهند، منذ ذلك الوقت، وله العديد من الأعمال الخيرية في سيلان وغيرها.

وبعد استقلال الهند انتقل إلى الكويت وكان يتردد على الهند، عاد صالح علي بن حمود الشايع من الهند سنة 1371هـ (1951م)، بعد أن مكث فيها حوالي ربع قرن منذ عام 1926م، فأنشأ منزلاً للأفراح والأعراس في الكويت وكان (سبيلاً) للذين لا يملكون المال الكافي للسكن خلال الاحتفال (أسبوع العرس) مع توفير الأثاث وأدوات الطبخ، ويقع المنزل في الصفاة مقابل البريد والبرق والهاتف، وقد استوحى فكرة هذا المنزل من خلال وجوده في الهند فقد كانت هناك صالة للأفراح، وقد كان ذلك في الأربعينات تقريبا ً، وخصص محمد الشايع أثاثاً وفرشاً وأواني الطبخ وخلافه، تعار لمدة أسبوع الزواج، لذا كان يسمى المنزل (بيت المعاريس).

عبداللطيف علي حمود الشايع وطرف من خبر

ولد عبداللطيف علي بن حمود الشايع – رحمه الله - في منطقة المرقاب سنة 1920 م، له من الأبناء : خالد وعبدالله وشايع ومحمد وأيمن ويوسف وثماني بنات.تعلم في المدرسة المباركية، وتربى في كنف عمه محمد بن حمود الشايع وذلك لغياب والده في الهند، وتقلد عدة مناصب.

عين عضوا في المجلس البلدي في 1952/8/16م، وأبناء عبداللطيف الشايع هم : خالد وعبدالله شايع ومحمد وأيمن ويوسف. صالح وعبد اللطيف الشايع في بومباي سنة 1935م. وأما العم عبد العزيز محمد الشايع فالكلام عليه في زاوية «حكايات كويتية».

وأما أحمد صالح الشايع فهو الابن الأكبر للحاج صالح الشايع، وقد كان عضواً لعدة دورات في مجلس إدارة بنك الكويت الوطني، وعضواً في غرفة تجارة وصناعة الكويت لعدة دورات، وعضواً في عدة مؤسسات خاصة.

ثانياً - فرع الدخيل:

ومنهم عبدالله دخيل أحمد الشايع - رحمه الله - صاحب الجود والمعروف والفضل والإحسان، ونقل ذلك إلى ذريته، وقد أوردت سيرهم الكريمة في زاوية «مساجد أهلي».

حملة الشايع ولاجتماع الكلمة دور في البركة والشهرة

ثالثا - فرع الأحمد: حملة الشايع إحدى أشهر وأرقى حملات الحج الكويتية، وهم ليسوا بحاجة إلى دعاية وشهرة من مثلي، فتاريخهم الحافل، وذكرهم الطيب، وخدماتهم الراقية شاهدة بذلك. فهل لرقي الخدمات وحدها سبب في هذه الشهرة والتميز؟!

لا شك انه سبب، لكن أدب المعاملة، وجمال الخلق، وأمانة الكلمة كل ذلك له دور، والأهم من هذا بداية نشأتها. فقد أحب الأخ أحمد عبد الرحمن الشايع أن يجمع إخوانه معه في عمل تجاري مشترك يكونون فيه جميعا، فكانت فكرة إنشاء حملة حج باسمه سنة 1988م، ثم أسسوا حملة ثانية باسم محمد وبعد ذلك أسسوا شركة مشاعر فتابعها أحمد وكان رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب. ثم ساهموا بعدة شركات من ضمنها النقل والخدمات الغذائية وحتى بارك الله بعملنا وتطور وتوسع،وهم على قلب رجل واحد بارك الله فيهم.

وأصحاب حملة الشايع هم أبناء عبدالرحمن أحمد عبدالرحمن علي الشايع، وُلدِ سنة 1906م في المملكة العربية السعودية بمدينة الزلفي، وعندما بلغ الخامسة عشرة، ذهب إلى الكويت عند عمه محمد حمود الشايع – رحمه الله -، تلقى تعليما أوليا ثم ذهب إلى الغوص ثم ارتحل ما بين الكويت والسعودية للتكسب وطلب الرزق فاستمر على ذلك، ثم أنشأ حملة حج مصغرة فكان يخدم الصغير والكبير، وبعد ذلك عمل مؤذناً في مسجد أبي بكر الصديق بمنطقة الشامية لمدة خمسة عشر عاماً ثم تقاعد.له من الأولاد أحمد ومحمد وعلي وشايع، اكتسب أحمد حب التجارة من والده منذ الصغر، فساعده والده، ثم فتح محلا ً للعطورات سنة 1981م تقريبا. ولعبدالرحمن الجد أخوه محمد الذي بقي في الزلفي أساساً، ولم يحضر إلى الكويت.

فرع العبد المحسن الشايع

رابعا ً- فرع العبدالمحسن: ومنهم عبدالرحمن عبدالعزيز محمد عبدالعزيز العبدالمحسن الشايع - رحمه الله، ولد في مدينة بريدة بالقصيم، ووصل إلى الكويت في الثلاثينات، وسكن عند أبناء عمومته محمد حمود الشايع بالتحديد في ديوان الشايع في المرقاب، ودخل شريكاً مع سليمان الرهيماني في أعمال مواد البناء، وعمل في تجارة العقارات وتوفي رحمه الله تعالى وهو شاب. سكن المرقاب ومن ثم الخالدية، وتزوج من عائلة التويجري، وأبناؤه عبد العزيز وصالح. ومنهم كذلك : عبدالرحمن صالح عبدالرحمن عبدالعزيز العبدالمحسن الشايع - رحمه الله، ولد في مدينة بريدة بالقصيم، ووصل إلى الكويت في أواخر الأربعينات، ثم ارتحل إلى منطقة الجوف بالمملكة العربية السعودية، وافتتح هناك محلاً تجارياً ثم رجع إلى الكويت وعمل في تجارة الأراضي ثم عمل في تجارة الساعات وتجارة المواد الصحية، وعمل موظفاً في البنك التجاري، وأبناؤه هم : يوسف، وصالح ويحيى وناصر وسليمان وأحمد وفيصل وغازي.

ومنهم محمد عبدالعزيز العبدالمحسن الشايع، ولد في مدينة بريدة بالقصيم، ووصل إلى الكويت في أواخر الأربعينات وسكن عند أخيه عبدالرحمن، ودرس في الكويت وهو صغير وعمل في التجارة، ثم غادر الكويت إلى السعودية وتزوج هناك وهو مستقر هناك - أطال الله في عمره. وأولاده هم : خالد وفهد وأحمد وعبد اللطيف. وإخوانهم (بقية أبناء محمد العبدالعزيز) في السعودية هم : عبدالعزيز، وإبراهيم، وعبدالرحمن، وفيصل.

ومنهم : عبد الله عبدالكريم محمد عبد العزيز العبد المحسن الشايع - رحمه الله.

ولد في مدينة بريدة بالقصيم، ووصل إلى الكويت في الأربعينات، وعمل موظفاً في شركة محمد حمود الشايع، ثم انتقل إلى رأس مشعاب بالمملكة العربية السعودية ثم رجع وصار شريكاً مع ابن عمه عبد الرحمن عبدالعزيز الشايع وسليمان الرهيماني لمواد البناء، وعمل في تجارة العقارات، وأبناؤه أحمد وشايع، وكذلك أخواه محمد وصالح. أما أخوهم عبداللطيف، فيعمل موظفاً في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل. وكذا الحال بالنسبة لإخوانهم عبدالرحمن وعبدالعزيز، حيث يعمل كلاهما في مجال الأعمال الحرة.

فرع الجار الله الشايع

خامساً- فرع الجار الله: فقد استقر كل أفراده في المملكة العربية السعودية في الزلفي والرياض وغيرها، ولم يستقر منهم أحد في الكويت.

خبرة ابن حمود (الشايع)

أشهر خبرة في مدينة الكويت، ويعرفها كل كبار السن، فما هي قصتها؟!

ذكر الأستاذ فرحان الفرحان في خبرها أنها كانت عبارة عن منخفض كبير كان موجودا أمام ديوان أسرة الحمود الشايع مقابل دائرة السلكي واللاسلكي يمتلئ بالمياه عند نزول الأمطار، وقد يبقى سنة كاملة لا يجف، وعندما تمتلئ الخبرة بالماء يسعد الأطفال باللهو في الماء والتخوض بالماء والوحل ويعتقدون أن مياه الأمطار إذا خوّضَ فيها تُطَهّر الأرجل من المشق!! كما يأتي أصحاب السيارات لغسل سياراتهم في تلك الخبرة وتشاهد خمس أو ست سيارات يغسلها أصحابها في وقت واحد. وهذا المنخفض يتحول في فصل الشتاء إلى بحيرة بمعنى الكلمة، ويصل عمقها إلى متر واحد، وتمتد أطرافها إلى أكثر من كيلومتر تقريبا، وكانت تقع هذه البحيرة أو الخبرة وتطل عليها بيوت الشايع من جهة الشرق وأجهزة اللاسلكي والبلدية من جهة الغرب، ومرتفع محمد الرجيبة التاريخي من جهة الشمال والطريق المؤدي إلى الدروازة الشامية من جهة الجنوب، وقد ردمتها البلدية عام 1954 م بعد مشقة!