وثيقة وتاريخ

حين حدّث الزمان عن عجائب نواخذة العثمان ... رؤوس قوم منذ قدومهم من سدير

1 يناير 1970 04:46 م
تحتل عائلة العثمان مكانة متقدمة في تاريخ السفر الشراعي الكويتي، وهي من العائلات الكويتية التي ظهر فيها الكثير من نواخذة السفر، وأصبح بعضهم من أشهر النواخذة الذين ظهروا في الكويت. ولم يكن كبار هذه العائلة «رجال بحر»، بل أتوا في الأصل من منطقة نجد من سدير (في وسط الجزيرة العربية)، ولكنهم ركبوا السفن في الكويت، وأصبحوا بحّارة ثم نواخذة ثم ملاك سفن وتجّار، كما أصبح بعضهم من أفضل وأشهر «خشّابة» الكويت والخليج.

يرجع أصل عائلة العثمان إلى قبيلة بني تميم، من الوهبة من آل أبو حسين من بني العنبر بن عمر بن تميم جنوبية سدير في نجد، وهي المدينة التي ولد فيها عبد العزيز بن عثمان كبير عائلة العثمان في الكويت.

نواخذة العثمان... كرام بررة ونواخذة مهرة

أنجبت عائلة العثمان 21 نوخذة جابوا سواحل الهند واليمن وأفريقيا، لهذا ليس بغريب أن يتعارف الناس على تسمية عائلة العثمان باسم «العثمان النواخذة»، وذلك لكثرة من ظهر من بينهم من كبار نواخذة السفر الشراعي في تاريخ الكويت منذ بداية قدومهم من نجد إلى الكويت واستقرارهم فيها. وأيضاً تمييزاً لها عن العائلات الأخرى التي تــشتهر بالاسم نفسه فقط.

وقبل ذكر نواخذة العثمان، لا بد من الإشارة إلى بعض الأسماء المهمة لشخصيات عاشت العصر البحري من عائلة العثمان، وكان لهم دور مهم من خلال ركوب البحر أو التجارة في ذلك الوقت وهم:

1 - عبدالله إبراهيم العثمان: مساعد للنوخذة (نوخذة شراع ).

2 - عبدالله غانم العثمان: عمل بالتجارة البحرية، وسافر بالباخرة إلى الهند في الشؤون التجارية للعائلة.

3 - بدر عبدالوهاب العثمان: سافر بالباخرة إلى كراتشي مرات عدة في بداية الخمسينات، حيث عمل بتجارة الذهب.

ولضيق المقام هنا، فمن الصعب الوقوف على السير العطرة لنواخذة العثمان، وقد جمع أخبارهم المشرقة، ومواقفهم المضيئة المحب الفاضل الدكتور عبد المحسن الجار الله الخرافي، ولذا سأقتصر على إيراد الأسماء مع الاحتفاظ بالألقاب ولهم كامل التقدير والاحترام لدينهم وصلاحهم وعظيم ما صنعوه من أثر كريم في الكويت، وهم أشهر من نار على عَلَم، وأبين من نبراس على ظَلَم.

ورثوا المكارم كابرا عن كابر

إن الخيار هم بنو الأخيار

لو يعلم الأقوام علمي كله

فيهم لصدقني الذين أماري

قوم إذا حوت النجوم فإنهم

للطارقين النازلين مقاري

ونواخذة العثمان هم:

عبد الله بن عثمان، عبد العزيز بن عثمان، عبد اللطيف سليمان العثمان، محمد سليمان العثمان، عبد الله عبد العزيز العثمان، عثمان عبد العزيز العثمان، عبد الرحمن دواد العثمان، عبد الرحمن ابراهيم العثمان، غانم علي العثمان، عبد الوهاب عبد العزيز العثمان، يوسف محمد العثمان، علي سليمان العثمان، إبراهيم عبد الرحمن العثمان، أحمد عبد اللطيف العثمان، عيسى عبد الله العثمان، سليمان غانم العثمان، داود عبد اللطيف العثمان، عبد الرزاق محمد العثمان، عثمان عبد الوهاب العثمان، عبد الله محمد العثمان، وغانم عبد الله العثمان.

حسن جوار وديوان مفتوح

ليل نهار

بعد أن امتلك النوخذة عبد العزيز بن عثمان السفينة «مساعد» في العام 1879، أسس البيت العام 1885 تقريباً، وكان ذلك هو تاريخ بداية تأسيس فريج العثمان بمنطقة القبلة، وموقعه حالياً مشغول بمبنى مجلس الأمة الذي احتل موقع فريج العثمان في أجزاء كثيرة منه.

فريج العثمان يحده من الشرق بيت المبارك وبيت العبد الجليل الذي اشتراه غانم العــــثمان ومدرسة عمر بن الخطاب ثم بيت ثنيان الغانم وفريج الصقر (البدر). ويحده من الغرب بيت فهد المرزوق الــــذي اشــــــترى جزءاً من بيت حــامد النقــــيب، ثم يليه بيت أحمد العبد الله الصقر ثم خالد الزيد ثم بيت أحمد الخرافي. أما من الجنوب، فيحده بيت سيد محمد سيد أحمد سيد صالح الرفاعي وبيوت عبد العزيز ويوسف ومحمد الحميضي وبيت الصانع، وبيت محمد عبد الرحمن البحر وبيت بورحمه وبيت المزيد وبيت المديرس.

تعارف الناس على تسمية الحي (الفريج) تبعاً لاسم العائلة التي تسكن أكثر مجموعة من البيوت في هذا الحي، أو أكبر البيوت حجماً وأكثرها سكاناً بما يجعلهم هم الأغلب بين سكان هذا الحي. ولعل هذا يفسر ببساطة تسمية ذلك الحي باسم «فريج العثمان.

وغدا ديوانهم العامر ثم دواوينهم المفتوحة مرتاداً للطيبين، ورغبة للمحتاجين، لا يذكر الناس من جوارهم إلا كل خير، ولا رأى الناس منهم أي سوء أو ضير، عمار للأوقاف والمساجد، وصناع لطيب العوائد، حسنو الجوار، وخيرهم مدرار.

نقعة العثمان

ترتبط النقعة غالباً بالفريج (الحي) لناحية كونها الامتداد البحري لها لذلك الحي؛ لأنها في العادة متاخمة للحي الذي تشغل معظمه بيوت أفراد العائلة التي تسمى النقعة باسمها، والنقعة هي حوض ترسو به السفن لحمايتها من الأمواج أو لإصلاحها أو صيانتها.

نقع العثمان:

1 - نقعة عبد اللطيف ومحمد سليمان العثمان.

2 - نقعة عبد العزيز العثمان.

3 - نقعة آل عبد الجليل (نقعة غانم العثمان فيما بعد ).

أسس الحاج النوخذة عبد العزيز بن عثمان نقعة العثمان في العام 1859 تقريباً بالتعاون مع ابني أخته عبد اللطيف ومحمد، وتقع هذه النقعة في طرف منطقة القبلة بمدينة الكويت، مقابل مبنى مجلس الأمة الحالي، وقريبة من نقعة العبد الجليل و نقعة الصقر، التي أعيد صيانتها وتأهيلها لاستقبال السفن، وكانت أبعادها 800 ذراع طولاً و800 ذراع عرضاً.

كانت النقعة تضم بين صخورها والشاطئ أكثر من ستين سفينة مملوكة لعائلة العثمان عبر التاريخ البحري لهذه العائلة، منذ حكم الشيخ عبدالله بن صباح بن جابر (1866-1892م) حاكم البلاد آنذاك، وقد خصص النوخذة عبد العزيز بن عثمان مبلغاً كبيراً من ماله الخاص لإنشاء هذه النقعة وصيانتها.

استمرت العائلة بصيانتها لأكثر من 70 عاماً على حسابها الخاص. ويحد النقعة من الشرق نقعة المبارك، أما من الغرب فتحدها اليسرة ونقعة الخرافي. أما من الجنوب فيحدها عماير العثمان ثم فريج العثمان. وهي حالياً النقعة المقابلة لمسجد عبد العزيز بن عثمان بجانب مجلس الأمة الكويتي والتي أعادت صيانتها الحكومة الرشيدة.