«أجنحة مواسم» ترفرف على تركيا التي يملؤها السحر ويسكنها التاريخ ولا يوجد لها في الجمال شبيه إلا نفسها (2 من 3)

«عروس العثمانيين» بين «مرمرة» جرير و «أولداغ» الفرزدق

1 يناير 1970 06:52 ص
يقال ان جرير يغرف من بحر مرمرة والفرزدق ينحت من صخر جبل اولداغ او هكذا تخيل بعض الشعراء بعد زيارتهم للعاصمة العثمانية بورصة «عروس الاناضول» التي تفرد زراعيها ما بين الجبل الاشم بكل سحره ومرفأها مودانيا على خليج جمليك التركي وهو جزء من الساحل الجنوبي لبحر مرمرة بكل اشجانه.

و إذا كان الجبل أب بورصة فان البحر أمها، وكلاهما توأم... فالاول «الاعلى» رمز الجمال ورمز الصبر ورمز القسوة وبين حناياه يختزل الكون عبر مسالك الحياة، ونسيمها العليل، وعلى سفوحه ترتقي الآمال نحو العلا، وفي أسفله تنام الأماني على أمل الشروق،..اما الثاني بحر مرمرة فهو صاحب الالحان المبهمة، و رائحته الموشحة بالهيبة الهادرة و عندما تكلمه يأتيك الجواب من ألف فمٍ عبر ثرثرة الأمواج المتوالية.

وبما ان البحر يكمل كل أحلام الجبل، والجبل يؤسس كل قصائد البحر، كان لابد ان تضع اجنحة مواسم للسياحة والسفر والقائمون عليها من العاملين فيها وعلى رأسهم الرئيس التنفيذي يوسف الكندري والمدير العام لها خالد عبدالرحيم في برنامجها للموسم السياحي الصيفي والذي اختارت محطتي اسطنبول وبورصة نقطتي ارتكاز في تركيا التاريخ ضمن العديد من المدن الاوربية ان تضع ضمن محطة بورصة برامج زيارات للبحر والجبل علاوة على فنادق من مختلف الدرجات، ومطاعم متنوعة ومتاحف ومزارات ومنتزهات عامة، وشاطئ جميل ممتد ومسابح خاصة وجبال تريح العين حيث ابدع الخالق ولون جبل اولداغ بألوان الطبيعة وأنبت فوقه العشب الأخضرُ ومنحه قمماً خضراء إلى ذرى شاهقة تطول الغيم لتكتب بامطارها الدائمة على سطح الارض بمداد الجمال والعراقة والشموخ اسم بورصة وعلى كل هضبةٍ وشجرة قصةُ عشقٍ مضيئة، تبقي الضياء في المكان لاخر الزمان.

اما مودانيا «البحر» فهي منعشةٌ تستفز الخيال وتحفزُ الكلام و تتمتع بجاذبية خاصة تبهر بسحرها الأخاذ الممزوج بين الجمال والأحاسيس، حيث الظل يلامس الضياء فتذوب العيون بألوان زاهية تعكس زرقة البحر وخضرة حدائقها، وجمال عمرانها.

ومودانيا هي مدينة من مقاطعات بورصة على بحر مرمرة، خدمت كميناء مهم لعدة قرون ولا تزال، تبعد قرابة نصف ساعة بالسيارة عن مدينة بورصة (32 كم) ويربطها بها طريق جبلي معبد تنتشر على جنباته أشجار الفاكهة والزيتون.حيث تتمتع بالطبيعة الخضراء الساحرة، والإطلالة البحرية الرائعة، والهدوء والاسترخاء والجو النقي العليل.

تعد مودانيا بمثابة ريف مدينة بورصة الجميل الذي تنتشر فيه البيوت والشوارع التاريخية و الكورنيش البسيط الذي تنتشر على جنباته المقاهي ومطاعم الأسماك الطازجة.

إنها مركز سياحي يتميز بأشهر الصيف الباردة، و أفضل وقت لزيارتها بعد العصر حيث تكون الشمس أقل حرارة.

وتشتهر مودانيا تقع التي على ساعة وخمسٌ وأربعون دقيقة من مطار «أتاتورك» الدولي، وعن «بورصة» بـ 15 دقيقة بانتاج الزيتون وزيت الزيتون ولديها ميناء يعتبر النبض والمركز الرئيسي لاقتصاد المدينة حيث يربطها بمدينة استنبول، كما تشتهر بجوها الصافي النقي المناسب لمرضى الصدر والحساسية،ولكل من يريد الاسترخاء واستنشاق هواء الجبال الصافية و البحر المنعش.

وتم تأسيس المدينة من قبل كولوفونيون في القرن السابع قبل الميلاد. في البداية سميت ميرليا ثم سميت أباميا بعد ذلك تبدلت إلى مونتانيا، و إن اسم مودانيا جاءت من تسمية مونتانيا.

واصبحت في القرن التاسع عشر مودتنيا ناحية حيث تمتد غربا من كاراجابي وجنوبا بورصة و شرقا تجاور جمليك ومن الشمال خليج جمليك بمساحة 346 كيلو متراً مربعاً. ترتبط بمودانيا بلدتين (زيتون ياغي، كوزاب يالي) و 36 قرية.

وتتميز مودانيا في كل اسبوع بسوقين شعبين واحد منهما يوم الاثنين لبيع الفواكه والخضروات الطازجة والاجبان والثاني يوم الأربعاء لبيع الملابس من المنتجات التركية باسعار مناسبة.

ويوجد في موادنيا الكثير من الاماكن التاريخية مثل قصر بافلا التاريخي بجوار متحف موتاركسي وهو من القصور الرائعة في القرن التاسع العشر، ومن المناطق الرائعة التي تستحق المشاهدة محطة قطار مودانيا والتي تستعمل اليوم كفندق والتي تمتاز بمعماريتها الجميلة جدا. كما توجد هناك العديد من المساجد منها جامع تكائي الاثري وهو مستطيل الشكل باتجاهين الشمالي والجنوبي، سقفه مصنوع من الخشب ومغطى بالقراميد والمحراب مربع الشكل ملونة بالالوان بيضاء وزرقاء ومغطاة بألواح من القرميد. وكان يستخدم الجامع كمكان للعبادة والصلاة. وجامع جامه حسن بي و بني في عام 1715، وبالرغم من ترميمات العديدة التي شهدتها مئذنته 3 ينابيع و7 كنائس من عهد الرومانيين، وحمامين الاول اسمه حمام أغا التاريخي الذي بناه احد وجهاء بورصة وهو طاهر أغا في عام 1870 وفق نموذج الحمامات المزدوجة، ومازال الحمام يحافظ على اصالته ونفذت اعمال الترميم بكل دقة والاخلاص... و حمام حسن بي الذي بني من قبل حسن بي في عام 1652، وقد استخدمت لفترة طويلة من الزمن كمحل للنجارة. اما في وقتنا الحالي فقد اعيد الحمام الى وضعه الاصلي وذلك بالتعاون مع مركز الثقافي.

اما جبل الأولوداغ ( الجبل الكبير ) سمي بذلك ليس لارتفاعه، فهو يعتبر متوسط الارتفاع 1900 متر تقريباً و هناك الكثير من الجبال تفوقه ارتفاعاً بكثير و لكن هذا الجبل مختلف عنها بحجم مساحته الكبيرة، حيث يمتد طولاً لمسافة كبيرة جداً الى الجنوب من بورصة و بعرض ايضاً لا يستهان به. و يتميز ايضاً بالغطاء الأخضر الذي يكتسي به الجبل بالغابات و الأشجار و الذي يتحول شتاءً الى رداء ابيض على الجبل ويبقى الثلج لفترة طويلة على قممه حتى انك تستطيع مشاهدة ذلك حتى صيفاً و يوفر هذا الثلج الذي يغطي مساحة الجبل الكبيرة مصدر مياه مهماً في تركيا و يكفي منطقة مرمرة قاطبة بالمياه عند ذوابانه صيفاً

و يعتبر الجبل مركزاً سياحياً مهماً صيفاً لانخفاض درجات الحرارة الى مستوى لطيف ومنعش ولوجود الأشجار والغابات ليكون منتزه ولا اجمل، وشتاءً لا يقل عنه أهمية حيث يتحول الى احد اشهر مراكز التزلج في تركيا و مكان مفضل للممارسة الرياضات الشتوية و التمتع بالثلج وتوجد اكثر من و سيلة للوصول اليه اما بواسطة حافلة ( باص) او التلفريك فإن الصعود إليه متعة جميلة لا توصف للمشاهدة و الاستمتاع ايضاً بالمنطقة في منتصف الجبل بين مرحلتي التلفريك وهي منطقة جميلة بسهلها الأخضر انصح بالتوقف فيها و الاستمتاع بمناظرها الحلوة و مشاهدة الغابة من حولها قبل اكمال طريقكم الى اعلى الجبل بركوب المرحلة الثانية. الى المدينة تحتضن الجبل و أفضل أحيائها هو الذي على سفح الجبل.