إن الله سبحانه وتعالى بحكمته قد ميز الرجل بخصائص وميز المرأة بخصائص أخرى مختلفة، بهذا التفاوت تكتمل عناصر الحياة الإنسانية الصالحة بينهما.
فميز الله الرجل وفضّله بمزيد بسطة في الجسم والقوة العضلية وبمزيد قدرة على المحاكمة العقلية التي تضبط نظام ومنظومة الحياة وكيفية تطبيقاته في الأسرة والمجتمع، وميز المرأة وفضّلها بمزيد من العاطفة والرأفة والرحمة... وغير ذلك. فلو تساويا لانتفت الرحمة والصبر والحنان، ولانتفى الحزم والانضباط، لكي يتعاونا على اجتياز مرحلة الحياة الدنيا لأن أعباء الحياة كثيرة وكبيرة، وطوارئها ومطباتها لا تعد ولا تحصى، فبالتعاون البشري بين الأفراد والجماعات تذلل الصعاب وتهون الأهوال، ويجد كل إنسان عند الآخر ما يكمل حاجته، ولكي تتحقق الحياة الكريمة الهانئة اللائقة بالإنسان.
ومن الخصائص التي فضل الله بها الرجل على المرأة خصيصة القوامة، هذه الخاصية التي أرهقت وأتعبت كثيراً من النساء والرجال وهذا يعود للفهم الخاطئ لهذه الخاصية التي ميز الله بها الرجال، القوامة ليس من شأنها إلغاء شخصية المرأة في البيت ولا في المجتمع الإنساني ولا إلغاء وضعها المدني وإنما هي وظيفة، داخل كيان الأسرة، لإدارة هذه المؤسسة الخطيرة وصيانتها وحمايتها. ووجود القيّم في مؤسسة ما لا يلغي وجود ولا شخصية ولا حقوق الشركاء فيها، والعاملين في وظائفها.
الزواج... مؤسسة مديرها الرجل وتحكمها قوانين هي أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فاعلم أيها الزوج أن المؤسسات لا تلغي شخصية مرؤوسيها بل تستفيد من خبراتهم وتشجعهم على التقدم وتمنحهم العلاوات، والقوامة تعني الإرشاد والمراقبة والملاحظة، وأن يقوم الرجال على النساء بالحماية والرعاية، فكيف يظلمها وهو حاميها ودافع الظلم والبأس عنها!.
إن طبيعة النفس البشرية تميل إلى الانطلاق وتكره القيود هذا في طاعة العبد لربه، فكيف بطاعة العبد للعبد! أي المرأة لزوجها، البنت لوالديها، الخادم لوليه... فالهوينا الهوينا أيها الرجال على النساء والرفق الرفق أيتها النساء على أنفسكن.
twitter: @mona_alwohaib
[email protected]