جمال نيكول كيدمان لم يفلح في إنهاء الجدل حول «غريس أوف موناكو»

انطلاق «كان» بفيلم عن غريس كيلي

1 يناير 1970 03:31 م
كان (جنوب فرنسا) - وكالات - استقبلت مدينة كان الفرنسية على بساطها الأحمر نجوم وصناع السينما في العالم، لتبدأ رحلتها مع النجوم والصراع من أجل الفوز بـ «السعفة الذهبية». وتحولت المدينة إلى شريط سينمائي أبطاله صحافيون ونقاد من مختلف العالم، تجاوز عددهم أربعة آلاف صحافي وناقد، فيما احتشد عشاق السينما من أهالي وزوار المدينة أمام قصر المهرجانات لمشاهدة النجوم، بينما اصطف عدد آخر للبحث عن تذاكر لمشاهدة الأفلام التي خصصت للصحافيين والسينمائيين.

ولم يفلح جمال نجمة فيلم الافتتاح «غريس أوف موناكو» الأسترالية، نيكول كيدمان، في إنهاء حال الجدل الدائر في أروقة المهرجان في دورته الـ 67، ولم يخف النقاد من إطلاق صيحات الاستهجان لمستوى الفيلم، واتهموه بأنه تزوير للتاريخ في مرحلة مهمة وحساسة من تاريخ فرنسا ورئيسها شارل ديغول.

ويروي الفيلم حياة زوجة ممثلة هوليوود وأمير موناكو غريس كيلي، التي رحلت عام 1982 في حادث سير. وبسبب هذا الفيلم رفضت العائلة الحاكمة في إمارة موناكو حضور الفيلم، وقال الأمير ألبرت وشقيقتاه الأميرة كارولين والأميرة ستيفاني في بيان لهم إن «الشريط الدعائي للفيلم مهزلة على ما يبدو ويؤكد الطبيعة الخيالية تماماً لهذا الفيلم». وأضافوا أن «العائلة لا تريد بأي حال الارتباط بهذا الفيلم الذي لا يعكس الواقع، كما تبدي العائلة أسفها لسرقة تاريخها لأغراض تجارية محضة».

وعلى المستوى الفني، شهد الفيلم حالاً من الجدل فالبعض يرى أنه جاء دون المستوى، ولم يكشف أي تفاصيل جديدة أو منتظرة في قصة، غريس كيلي، بينما يرى البعض الآخر أن الفيلم كان موفقاً في رصد المرحلة التي اتجهت فيها كيلي للتمثيل وسط اعتراضات كثير من أفراد العائلة.

وعلقت النجمة نيكول كيدمان خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أول من أمس قبيل حفل الافتتاح بأن تجربتها في هذا الدور كانت تحديا كبيرا، وأنها قامت بتحضيرات كبيرة للتعامل مع هذه الشخصية.

وأضافت كيدمان: «لم أقصد إطلاقاً تقليد أميرة موناكو، وكنت أتعامل مع الشخصية، وكأنني أقدم دور ممثلة حيث إن كثيراً من تفاصيل الدور كنت أواجهها في حياتي العادية أمام الكاميرات وفي الكواليس».

من جانبه، دافع النائب العام للمهرجان، تيري فريمو، بقوة عن المخرج وعن الفيلم ووصفه بالفيلم «الجذاب بفضل حضور نيكول كيدمان وتيم روث وكذلك بفضل موضوعه. إنه فيلم قريب من كان، بما أن الأمر يتعلق بموناكو فيحمل نكهة خاصة كفيلم افتتاحي».

يذكر أن غريس كيلي التقت زوجها الأمير رينيه في كان. وإن كانت كان شاهداً على بداية قصة حب تاريخية بينهما فإن المنطقة كانت كذلك قبر الأميرة التي فارقت الحياة وهي تقود سيارتها الروفر 350 أس على أحد طرقات الكوت دازير.

وعلى غرار الأقدار الساخرة كان هيتشكوك قد صور في فيلم «يد على العنق» غريس وهي تقود بسرعة فائقة على نفس الطريق التي شهدت وفاتها بعد 28 سنة.

لكن محاولات فريمو لم تمنع القاعة من التصفير استياء بعد العرض الصحافي. وحتى أداء نيكول كيدمان لم ينقذ سحر الأسطورة، فكانت شديدة التصنع في تقمصها دور إحدى أكثر الممثلات إغراء. ولم يغتنم المخرج داهان حتى مأساة غريس كيلي لخلق ديناميكية تتنافس فيها الحياة والسينما في سباق على الرواية حيث انتظر النقاد هذا المشهد وكيف تم تنفيذه، إلا أن الفيلم انتهى دون الإشارة إليه، فظلت إيحاءاته إلى تراجيدية الحياة فاترة لا يدق لها قلب. أما إحالاته إلى مرجعية أفلام هتشكوك فبقيت كذلك سطحية ومنها محاولات عادية للتذكير بسيناريو «لا ربيع لمارني» الذي كان سبباً في تمزق غريس كيلي بين نداء التمثيل وعرش موناكو.

ودافع المخرج أوليفيه داهان بقوة عن الفيلم مؤكداً أن «السينما» وأن الخيال في مفهومه الأولي يخالف الواقع. لكن الواقع في قصة غريس كان أكبر من الخيال، فحتى الأمير رينيه الذي عرف بضعف شخصيته أثار فينا التعاطف بفضل أداء مقبول لتيم روت.