«الشيخ سعد رمز وقدوة وقيمة والكويت عاشت في قلبه»

محمد الصباح افتتح ملتقى الطيران: أطالب الكويتيين بالحفاظ على قيم النواخذة

1 يناير 1970 10:05 ص
وصف وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح سمو ولي العهد الراحل الشيخ سعد العبد الله بـ«الرمز والقدوة والقيمة» مؤكدا ان «الكويت كانت تعيش في قلبه وهو بدوره كان يعيش في قلوب الكويتيين».

واستشهد الصباح ببعض الكلمات الشهيرة للشيخ سعد في الذكرى السادسة لوفاته، مشيرا إلى انه كان يقول ان «هناك اثنين لايمكن مجادلتهما ليس خوفا وانما احترام وثقة لها وهما الدكتور الجراح في غرفة العمليات وقائد الطائرة في قمرة الطائرة وذلك لأننا نضع أرواحنا بين أيديهما ونثق في قدراتهما».

وأضاف الصباح خلال افتتاح الملتقى الأول للطيران الذي أقامته جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية أمس في مقر الجمعية «لم نأت اليوم للاحتفال بتدشين مبنى جديد في مطار الكويت أو استلام طائرة جديدة وإنما اتينا من أجل الاحتفال بشيء أهم وأعمق من ذلك وهي المبادئ والقيم التي تمثل التسامح والأخلاق وقيم الولاء والتضحية والعطاء والانفتاح والفداء.

ودعا أهل الكويت للحفاظ على قيم قيم النواخذة التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم من خلال الثقة والالتزام في العمل.

وتطرق الى بعض المشاكل التي كان يتغلب عليها الطيارون في بعض الأحوال مثل حادثة مرت عليه أثناء سيرهم فوق المحيط الأطلسي وكذلك حادثة تعرضوا لها في مطار بغداد وكان قائد الطيارة آنذاك الكابتن النائب الحالي خليل الصالح، مشيرا إلى ان الطيارين يتفاعلون بكل احتراف والجميع خلية نحل في العديد من المواقف.

ومن جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية الطيارين ومهندسي الطيران الكويتية الكابتن ابراهيم العريج ان الهدف من انعقاد الملتقى الأول للطيران هو تبادل الخبرات مع مختلف المؤسسات والجهات الأجنبية والعربية والمحلية في مجالات التدريب والتعليم وعلوم الطيران المختلفة وذلك عبر استضافة رموز تلك المؤسسات وخبرائها لإلقاء المحاضرات وإقامة ورش العمل والدورات وإلقاء المحاضرات وتوقيع بروتوكلات التعاون.

وأضاف «يهدف الملتقى الى دعم المشروعات الوطنية المتميزة في مجال علوم الطيران ومنها مشروع «عيالنا» ونشر ثقافة الطيران وتشجيع الشباب على الانخراط في هذا المجال، بالإضافة إلى تسليط الضوء على انجازات الطيارين والمهندسين في مختلف المجالات وتكريم المتميزين منهم».

وثمن العريج «دور مجالس الإدارات السابقة والحالية للنهوض بالدور الاجتماعي لجمعية الطيارين ومنهدسي الطيران الكويتية ليس لخدمة أعضاء الجمعية ومنتسبيها وهذا حق أصيل ولكن أيضاً لخدمة جميع فئات المجتمع وفي مقدمهم أبناؤنا الشباب والفتيات».

ولفت إلى ان الدور الاجتماعي للجمعية هو أحد مهامها وأولوياتها التي نتشرف بالقيام على إنجازها، حيث وضع النظام الأساسي للجمعية إطاراً للأهداف وآليات العمل التطوعي وفي مقدمها خدمة أعضاء الجمعية كافة والحفاظ على حقوقهم وتوطيد روابط الصداقة بينهم وكذلك رفع المستوى المهني والأدبي والثقافي للأعضاء وتزويدهم بالمعلومات المتعلقة بتطورات علم الطيران وتشجيعهم على تبادل المعلومات في ما بينهم في اجتماعاتهم ومؤتمراتهم.

وقال «من أولوياتنا التي حددها النظام الأساسي للجمعية العمل على تثقيف المواطنين بشؤون الملاحة الجوية بجميع وسائل النشر المصرح بها من قبل الدولة وكذلك تشجيع الشباب الكويتي على الانخراط في مجال الطيران عموماً في الكويت».

وتابع «انطلاقاً من هذه المبادئ فإن مسار رسالتنا يمكن تحديده في محورين أساسيين الأول منه هو محور عملنا الاداري والنقابي في شأن الدفاع عن حقوق الاعضاء وتبني قضاياهم العادلة والثاني يتعلق بمجتمعنا الكويتي المحيط بنا فجمعيات النفع العام تمثل كل نسيج المجتمع الكويتي الواحد».

وأشار إلى ان الجمعية وقعت مذكرة تفاهم مع شركة «كي اتش ام لينك» دعما لها وللقائمين على ادارتها على ماتم طرحه كدراسة لرفع المستوى العلمي والفني لبناء المجتمع الكويتي والذي سيكون له دور بارز.

وأشار إلى أن الجمعية وفرت أماكن مخصصة للدورات التي ستعقد من قبل الشركة كداعمين لأفكارنا وبرامجها والتي يأتي في مقدمتها مشروع «عيالنا» فليس لدى الشعوب والأوطان أغلى من فئة الشباب.

وكشف العريج انه تم الاتفاق مع وزارة التربية على وضع جدول زيارات يومية للمراحل الابتدائية لزيارة مقر الجمعية وخوض تجربة الاستمتاع بخيال استخدام اجهزة الطيران التشبيهي ضمن جدول أنشطة طلبة مدارس وزارة التربية اعتباراً من العام الدراسي المقبل بواقع مدرستين يومياً كنوع من تشجيع أبنائنا على الانخراط في العمل بمجالات الطيران المختلفة مستقبلاً.

ومن جانبه، أكد المهندس مرزوق الشريفي ان الهدف من مشروع «عيالنا» هو تطوير وتنمية ثروتنا البشرية ممثلة في قطاع كبير من المجتمع وهم فئة الشباب والفتيات فهم شركاء الحاضر وأمل المستقبل.

وأضاف ان شركة «كي أتش إم لينك» لتنظيم الدورات والمؤتمرات تسعى دائماً إلى التكامل والتعاون مع الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والجهات الحكومية كافة، إيماناً بأهمية التدريب المستمر من أجل الارتقاء بالكفاءات الوطنية في إطار التنمية الشاملة والمستدامة التي تعتمد في المقام الأول على الثروات البشرية المدربة والمؤهلة للقيام بدورها على أكمل وجه.

وأكد ان الملتقى الأول للطيران هو بمثابة البوابة التي ننطلق من خلالها نحو تنمية حقيقية للثروة البشرية والارتقاء الى مستويات أكثر خبرة وأوسع انتشاراً بين الشباب في مجالات علوم الطيران المختلفة.

ومن جهته، عبر مدير عام أكاديمية الطيران الملكية الأردنية الكابتن محمد فياض الخوالدة عن سعادته لحضور ملتقى الطيران الأول ووجوده وسط نخبة من الطيارين ومهندسي الطيران خاصة ممن رافقوه في عمان في السلاح الجوي الملكي أو أكاديمية الطيران الملكية.

وقال الخوالدة «انه لمن دواعي سروري ان أتواجد بالكويت لحضور هذا الملتقى الذي يضم نخبة من أفضل الخبرات التي أسعد بلقائهم ومتابعة أخبارهم وأسعد عندما يعتلون أرفع المناصب وأفضلها مشيرا إلى ان هذا الملتقى تأكيد واضح على العطاء المتواصل للجمعية والأفكار النبيلة التي تتبناها فقد قال أجدادنا «ازرعوا لنأكل ونزرع ليأكلوا» فالمعلومات والأفكار ان لم تعط للأجيال القادمة فهي كالعدم وعليه أرى ان هذا الملتقى الذي تتبناه شركة «كي اتش ام لينك» من خيرة الأفكار الجيدة والمبدعة».

وأشار الخوالدة إلى ان «أهل الكويت وأبناءها «يستاهلون» ان نعطيهم خبراتنا ومعلوماتنا خاصة في قطاع الطيران فلقد جئت إلى هنا بدعوة كريمة من شركة «كي اتش ام لينك» وسعيد جدا بهذه الدعوة حيث أمثل أكاديمية الطيران الملكية التي وضع بذرتها المغفور له الملك حسين بن عبدالله طيب الله ثراه في العام 1966 عندما كان الطيران من أصعب الأمور في بلادنا وفي الوطن العربي كله حيث أسس نادي الطيران وكبر مع مرور الوقت وأصبح أكاديمية وكانت تهدف إلى نشر ثقافة الطيران في الأردن والوطن العربي».

وبين الخوالدة «استلمت ادارة الأكاديمية منذ 20 عاما كان بها 11 طالبا و3 مدربين والآن يوجد بها 1400 طالب منهم 400 طيار و1000 طالب قي مجال الصيانة وهندسة الطيران لذا اتوقع خلال العقد المقبل ان يكون للملتقى مستقبل مشرق ومن جانبنا لن نبخل عليهم بالخبرات والمعلومات لأن الكويت هي سند للأردن»، مضيفا «أن نبدأ متأخرين خير من لا نبدأ من الأساس».

وثمن الخوالدة كلمة وزير الخارجية السابق الشيخ محمد الصباح الذي أكد خلالها على القيم العربية الأصيلة خاصة في العمل في مجال الطيران والأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم.