مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

لم يعد السكوت من ذهب

1 يناير 1970 08:00 ص
منذ أيام صرح أمين عام ائتلاف المعارضة النائب السابق مسلم البراك بأمور خطيرة، وادعى أن هناك تحويلات مليارية للخارج ووعد بأن تيار المعارضة لن يصمت على ذلك العمل.

ثم تحدث السيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة بأن هناك مؤامرة تحاك لتقويض مؤسسات البلد، وإسقاط الحكومة والمجلس، وأن هذه المؤامرة يتزعمها من أسماه بـ «العراب»، وتعهد بأنه لن يقف مكتوف الأيدي عن هذه المؤامرة، واتهم الغانم البراك بعدم الصدق وطالبه برفع ما لديه من أدلة اتهام للنيابة، ولكن للأسف لم يكشف الغانم ما لديه من أدلة للنيابة أيضاً.

ثم جاء رئيس مجلس الأمة السابق والنائب المستقيل علي الراشد وصرح بحديث مشابه، وحذر من كوارث ستدمر البلد وطالب الغانم بتقديم ما لديه من أدلة للنيابة، ولكنه كالبراك والغانم لم يرفع ما لديه للنيابة العامة.

وفي مقابلة صحافية حذرت أستاذة العلوم السياسية وأول وزيرة وأول نائبة كويتية د. معصومة المبارك من خطر فوضى عارمة وأن السلاح منتشر بين الأيادي، وأتمنى عليها أن تكشف ما لديها من أدلة للنيابة العامة، ولا تكون سلبية كالباقين.

عندي وعند الكثيرين أمثالي أن هؤلاء الأربعة من المخلصين والمطلعين على الأمور العامة ولا يشكُّ في وطنيتهم وحرصهم على أمن البلد، ولكن التحذير من أمور دون الكشف عن تفاصيلها والمتورطين بها والسعي الجاد للقضاء عليها أدى إلى أثر سلبي في اقتصاد البلد، وشبه انهيار في البورصة أما التحويلات النقدية للخارج فهي على أشدها، والاستثمار في البلد شبه متوقف، والإقبال على شراء منازل وأراض في دول الجوار يتزايد. لذا على حكومتنا أن تخرج عن صمتها المعتاد وتبين لنا مدى جدية هذه المخاطر التي تحيط بالبلد وماذا أعدت لتجنيب الكويت هذه المخاطر.

اليوم لم يعد السكوت من ذهب بل هروب من المواجهة وعجز عن تحمل المسؤولية.