«النيشان» في لهجتنا الجميلة هو العلامة او الدليل، ويقولون «نشن يابو واردي»، كي تصيب الهدف، وعلامات الانسان كثيرة، والسمات الانسانية متعددة، ولكن ما يهمنا ان نذكره في هذا الصدد امر مهم يدل على الانسان، وان الانسان بأصغريه قلبه ولسانه. وربما ما يخفى في القلب فانما يبدو على صفحات الوجه او فلتات اللسان، وقد قيل ايضا لسانك حصانك ان صنته صانك او هنته هانك.
وان العبارات والحروف التي تنطلق من القلب على فلتات اللسان، انما هي النيشان لقائلها، فطالما تكون العبارات ساخنة كالنيران وقد قيل:
«جراحات اللسان لها التئام
ولايلتام ما جرح اللسان»
ان بعض العبارات التي تنطلق من بعض الالسن تكون كالقنابل المدوية واخرى تنطلق من ألسن، وهي حروف باسمة في عبارات تترقرق من اللسان، كالنسيم العليل او كالماء البارد في محيط الرمضاء من يذقه يكن له بلسما شافيا، ويحقق صاحب هذه الحروف والعبارات اهدافا سامية، ونحن اليوم في مجال نشاهد فيه العبارات الصعبة والحروف الرمادية والافكار التي توقع الالم، وقد تكاد تكون هذه الصورة في مجتمعنا ظاهرة وللاسف الشديد، فأين الباحثون وأين المتخصصون في مجال علمي النفس والاجتماع من عمل دراسة تفسر اسباب هذه الظاهرة ومن المسؤول عن احداث هذه الصورة في هذا المجتمع الطيب؟
وقرأنا قديما ان هناك شاعرا كان يهجو جميع من حوله فآذى الناس من كثرة العبارات الصعبة وتعدى ذلك إلى ان وصل الطشار إلى والديه، ما ادى إلى حبسه في بئر كي يقي الناس من شر لسانه، فعندما نظر إلى صورته في الماء انشد قائلا:
«ابت شفتاي اليوم الا تكلما
بسوء فما ادري لمن انا قائله
ارى لي وجها قبح الله شكله
فقبح من وجهه وقبح حامله»
اعتقد عزيزي القارئ ان هذه صورة من صور المرض النفسي وقانا الله شرها وكذلك وقى الله الكريم هذا المجتمع الطيب وهذه الارض الاصيلة من هذه الصور البعيدة كل البعد عن اصالتنا.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي