الحريري يرفض أن يتولى «نجيب ميقاتي ماروني» سدة الرئاسة
الرئيس اللبناني العتيد متروك لتفاهم «الفرصة الأخيرة» وإلا... الفراغ
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
01:12 ص
يقترب «فخامة الفراغ» من سدة الرئاسة الاولى في لبنان مع تآكل المهلة الدستورية لإنتخاب رئيس جديد، والتي لم يتبق منها سوى 14 يوماً مرشحة لأن تشهد تنافساً محموماً بين المحاولات الحثيثة المنتظرة لإحداث كوة في جدار الإنقسام الحاد الذي أفضى حتى الآن الى «تطيير» ثلاث جلسات إنتخاب، وتالياً تتيح التفاهم على الرئيس الجديد ولو في الربع الساعة الاخير، وبين استمرار لعبة «عض الأصابع» بين طرفي الصراع (8 و14 اذار)، والذي من شأنه ان يؤدي الى بلوغ 25 الجاري من دون انتخاب رئيس واقتياد البلاد الى فراغ يضج بسيناريوات متناقضة، يتحدث بعضها عن خطر الذهاب الى «مؤتمر تأسيسي» يعيد توزيع «كعكة السلطة» التي أرساها «إتفاق الطائف».
وتنطلق «الفرصة الأخيرة» لإمكان التفاهم على رئيس جديد، بعدما أدى التقابل السلبي الى تعطيل اللعبة الديموقراطية تحت قبة البرلمان، من مجموعة حقائق كرّسها المخاض الرئاسي على مدى الأسابيع الأخيرة، ومن أبرزها:
* إستبعاد إحتمال بلوغ مسامع بيروت اي «كلمة سر» أقليمية او دولية في مرحلة ما قبل الفراغ في شأن تسوية خارجية ترجح كفة هذا المرشح او ذاك بعدما نأى الخارج عن التدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني، مكتفياً بحض اللبنانيين على إنتخاب رئيس جديد ضمن المهلة الدستورية، على غرار ما قالت واشنطن وباريس والرياض.
* إنتظار الحراك المسيحي، ترشيحاً او تفاهماً، وإمكان ان يفضي إما الى تكوين أحد المرشحين الأقوياء لغالبية كافية لإيصاله الى رئاسة الجمهورية، لا سيما مرشح «14 اذار» سمير جعجع، او المرشح المضمر لـ «8 اذار» العماد ميشال عون، وإما الى تفاهم صعب بين «الأربعة الكبار» من الموارنة (اي جعجع وعون والرئيس امين الجميل والنائب سليمان فرنجية) على مرشح واحد يتقدمون به الى حلفائهم المسلمين لضمان وصوله الى الرئاسة.
* اذا لم يحصل لا هذا (فوز جعجع او عون) ولا ذاك (الإجماع المسيحي على مرشح واحد)، فإن الفراغ سيحل ضيفاً على القصر الرئاسي الى امد مجهول في ظل لحظة اقليمية لاهبة ترتسم فيها المعادلات على وقع مواجهات بـ «صناديق الرصاص» لا صناديق الإقتراع، بين مشروعين يحظيان بإستقطاب حاد في لبنان، وتالياً فإن إندفاعهما قدماً نحو المواجهة سيؤدي الى إستمرار لبنان بلا رئيس لأمد طويل، اما تفاهمهما فربما يؤدي الى «صفقة» تشمل الرئاسة وتتعداها الى مسائل اخرى كالحكومة وقانون الانتخاب.
وفي موازاة ذلك، تبدو «ورقة» الفراغ هي «الخط البياني» الذي يتحكّم بمقاربات طرفيْ الصراع للاستحقاق الرئاسي، وسط اقتناع قسم وازن من قوى «14 آذار» بان الفراغ «مقتل» مؤسساتي ومساس بدور المسيحيين وحضورهم وينبغي تفاديه ولو اقتضى الامر السير بمرشح تسوية، في مقابل تعاطي فريق «8 آذار» مع الفراغ على قاعدة «أهلاً وسهلاً» مستفيداً من عدم قدرة المسحيين على توحيد موقفهم من احد مرشحيهم الاقطاب او اي مرشح بديل آخر، ما يضع هذا الفريق في موقع قوة يمكّنه من فرض شروطه لـ «الإفراج» عن الاستحقاق.
وتتقاطع المعلومات في بيروت عند الاشارة الى ان الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري يتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي تحت سقف ثابتتيْن هما: رفض ان يتولى «نجيب ميقاتي ماروني» سدة الرئاسة اي رئيس لا يمثل المسيحيين انطلاقاً من توافق هؤلاء على انهم يريدون رئيساً قوياً بمفهومهم، واعتبار الفراغ «خطاً احمر» ولا سيما في ظل اللحظة الاقليمية الساخنة والانكفاء الدولي عن الملف اللبناني ما يضع لبنان امام خطر رهن الانتخابات الرئاسية بعد 25 مايو لموازين القوى الداخلية التي تميل على الارض لـ «8 آذار» وايضاً لانعدام الوزن الخارجي حيال الوضع اللبناني وهو ما يمكن ان يجعل ايران تسعى الى ملء الفراغ الاقليمي - الدولي بـ «توافقات الضرورة».
لكن البارز في هذا السياق، التباين في هذه النقطة بين الحريري ومرشح «14 آذار» جعجع الذي اعتبر ان الفراغ أسهل من تسليم لبنان الى «حزب الله» عبر مرشح «بلطجة»، من دون ان يعني ذلك خلافاً في الإدارة المشتركة للمعركة الرئاسية، علماً ان جعجع يكرر انه مستعد لفتح الطريق امام مرشح آخر من 14 آذار يحمل المبادىء التي تضمّنها برنامجه الرئاسي.
وفي غمرة استمرار الحوار بين الحريري وفريق عون الذي يحرص على تقديم نفسه كمرشح توافقي، لفت كلام النائب عمار حوري (من كتلة الحريري) امس، والذي كشف فيه أن زعيم «المستقبل» أكد خلال لقائه عون والوزير جبران باسيل أنه «غير مرشح لرئاسة الحكومة والموضوع خارج أي بازار»، في اشارة الى قطع الطريق على محاولة مقايضة مجيء عون الى الرئاسة الاولى بتسهيل عودة الحريري الى رئاسة الحكومة، ما يؤشر الى ان خلاصات الحواربين الطرفين لا تشي بامكان الوصول الى تفاهم على عون للرئاسة ولا سيما بعدما ربط رئيس تيار»المستقبل» هذا الامر بموافقة حلفائه المسيحيين.
وثمة مَن يعتقد ان الريبة المتعاظمة من خطر الإنزلاق نحو فراغ رئاسي، قد ينعكس سلباً على حكومة «ربط النزاع» برئاسة تمام سلام، وهو ما يبرر في رأي اوساط سياسية الانجاز غير المسبوق للحكومة التي حققت في خمسين يوماً من عمرها ما أنجزته حكومتان سابقتان في خمس سنوات ولا سيما في ملف التعيينات التي سجّلت اول من امس الافراج عن دفعة ثالثة هي الأكبر وشملت 14 مركزاً في الفئة الاولى ضمن آلية الترشيحات المعتمدة لملء الشواغر في مراكز ادارية وجمركية وهيئات الرقابة والتفتيش المركزي.
واعتُبرت هذه الدفعة التي يرجّح ان تُستكمل قبل انتهاء عهد سليمان في اطار الرغبة في الاستفادة من التفاهمات القائمة قبل اهتزازها في مرحلة الفراغ الرئاسي ولا سيما مع انتقال صلاحيات رئاسة الجمهورية الى مجلس الوزراء مجتمعاً.
«نسختان» من كلام مستشار المرشد الأعلى بالعربية والانكليزية
سليمان طلب من باسيل التحقيق في كلام صفوي واستدعاء السفير الإيراني
| بيروت - «الراي» |
لم تنته في بيروت تفاعلات كلام مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية للشؤون العسكرية يحيى الصفوي عن أن تنامي نفوذ قدرة بلاده يمتد من الخليج الفارسي الى البحر المتوسط، وعن أن «حدودنا الدفاعية وصلت الى جنوب لبنان مع اسرائيل».
فبعدما أثار الرئيس اللبناني ميشال سليمان موقف صفوي في «الجلسة الوداعية» لهيئة الحوار الوطني مطلع الاسبوع اذ عبّر عن استيائه لتوقيت هذا الكلام وشكله ومضمونه، تطرّق اليه مجدداً في الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اللبناني (عصر اول من امس) حيث طلب من وزير الخارجية جبران باسيل التحقيق بهذا الملف وإفادة المجلس بنتائج هذا التحقيق.
وحسب المعلومات، فقد أجاب باسيل رئيس الجمهورية أنّه لم يجد خلال متابعاته للصحف الإيرانية ما يدل على تحديد صفوي اسم لبنان في تصريحه «إنما تحدث عن امتداد نفوذ إيران نحو المتوسط من دون أن يخصّ بالذكر الحدود اللبنانية». الا ان سليمان تمنى على باسيل «التحقيق بهذه المسألة بالاستناد إلى الكلام الإيراني الذي نُشر في معظم وسائل الإعلام اللبنانية وتناول تحديداً الحدود اللبنانية»، مشدداً على «وجوب اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستيضاح الجانب الإيراني بما فيها استدعاء وزير الخارجية السفير الإيراني غضنفر ركن أبادي لتبيان حقيقة الموقف الإيراني الرسمي من هذا الموضوع وتوضيحه أمام الرأي العام».
وكان بارزاً ان صحفاً قريبة من 14 آذار حرصت امس على نشر «نسختين» من كلام صفوي الاولى اقتطع منها اسم لبنان ووردت على الصفحة العربية لوكالة «فارس» الإيرانية، اما الثانية فهي التي نُشرت على الصفحة الإنكليزية للوكالة نفسها وجاء فيه ما حرفيته إنّ «خط دفاع إيران الأول أصبح في جنوب لبنان ذلك ان عمقنا الاستراتيجي تمدّد الى سواحل المتوسط حتى شمال اسرائيل».
أبو فاعور سأل سليمان: مين اللي زاعجك حتى أنقل إليه الـ«كورونا»؟
| بيروت - «الراي» |
مع وضْع لبنان على خريطة الدول التي دخلها فيروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية الذي يؤدي إلى التهابات رئوية حادة، «استنفرت» بيروت لمواكبة هذا الملف رافعة «حال التأهب» في مطار رفيق الحريري والمستشفيات في محاولة لمنْع تفشي هذا الفيروس الذي اعلنت منظمة الصحة العالمية انها ستعقد اجتماعا طارئاً بشأنه بعد غد.
ومن خلف «غبار» الملفات السياسية «الساخنة» التي يزدحم بها المشهد اللبناني، اقتحم «كورونا» الاهتمامات والهموم في بيروت وسط تلقُّف مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الفيروس بطريقة ساخرة، وصولاً الى تحوُّل «كورونا» من «عُدة» العمل السياسي «مجازياً».
فالجلسة التي عقدها مجلس الوزراء اللبناني عصر الجمعة «استضافت» فيروس «كورونا» من زاويتين: الاولى طمأن من خلالها وزير الصحة وائل ابو فاعور الى ان الموضوع تحت السيطرة، اما الثانية فـ «استعار» فيها ابو فاعور الفيروس وقام بإسقاط الواقع السياسي عليه، اذ بادر مع دخوله الى مجلس الوزراء لسؤال رئيس الجمهورية ميشال سليمان: «مين اللي زاعجك حتى أنقل إليه فيروس الكورونا؟»، فأجابه سليمان: «بعدين اخبرك بذلك».