أطلقت أغنية «دين أبوكم اسمو ايه» ومُنحت لقب سفيرة لحقوق الإنسان في الخليج والشرق الأوسط

«شمس» من بيروت: هُدر دمي وقد لا أكون موجودة غداً

1 يناير 1970 03:34 م
حَشَد المؤتمر الصحافي الذي رعته شركة «العنود للانتاج الفني» في بيروت نخبة من الصحافيين ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بالإضافة الى شخصيات سياسية وديبلوماسية ومجموعة من الفنانين العرب الذين حرصوا على ان يساندوا الفنانة الكويتية شمس في الحملة التي تتعرض لها بسبب أغنيتها «دين ابوكم اسمو ايه» والتي وصلت الى حد تكفيرها وهدر دمها، رغم أن الكليب الخاص بالأغنية لم يُسمح بعرضه على كل الفضائيات وفي كل الدول العربية مع أنه يدعو الى محاربة الإرهاب ونبذ التطرف والتمييز بجميع اشكاله، وهو حصد نسبة مشاهدة عالية جداً على «يوتيوب» اذ شاهده نحو مليون شخص بعد مرور شهر واحد على إطلاقه.

الحشد الكبير الذي تجمْهر في فندق «فينيسيا» مساء الجمعة لحضور إطلاق الفيديو كليب الخاص بالأغنية، لفتته اللوحات الثلاث التي علقت على جدران قاعة «بيبلوس» والتي ترمز الى كمّ الأفواه والعيون والآذان التي تمّ قطعها بسيف الإرهاب مرفقة بعبارة «الله أكبر» في اشارة الى القتل الذي يعتمده التكفيريون تحت مسمى الدين، قبل ان تنضمّ الفنانة شمس الى الحضور للترحيب بهم وشكرهم على الوقفة التضامنية معها.

من الجزائر حضرت فلّة، ومن سورية ريم نصري ومجموعة من صنّاع الدراما العربية والسورية، ومن مصر حضر شعراء وملحنون وفنانون، بعضهم شارك في صناعة أغنية «دين أبوكم اسمو ايه» وفي طليعتهم جمال بخيت الذي كتب كلامها ومحمد المهدي الذي لحنها وشارك الفنانة شمس في غنائها كما في الفيديو كليب الذي أخرجه جميل المغازي في مصر بمشاركة مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وفي لفتة من المخرج وفي محاولة لدقّ ناقوس خطر الإرهاب، عمد إلى الاستعانة بمشاهد انفجارات، لخدمة فكرة الأغنية التي تدعو الى مكافحة التطرف على أنواعه في جميع الدول العربية.

المؤتمر الصحافي افتتحته عنود معاليقي صاحبة شركة «العنود للانتاج الفني» بكلمة قالت فيها: «نحن نجتمع في جلسة تجمع إعلاماً نحبه وفنانين جيدين، وفكرت في هذه المناسبة بالتحدث عن الأغنية الملتزمة لكن لا مكان لها في إعلامنا، ومن بينها أغنية «دين أبوكم إسمو ايه»، وايضاً فكرت في أن أتكلم عن المافيا المتحكمة في العالم الفني وفي سوق الانتاج والتي تقف وراء الهبوط الفني».

ولفتت معاليقي الى «الأصوات المهمة التي حوربت بسبب اصوات (لحمها رخيص) تقدم فناً رخيصاً»، وقالت: «ايضاً فكرت بالتحدث عن صحافة مأجورة أبرزت هذا النوع من الفن، «لأن هيك فنانين بدن هيك إعلام». واضافت: «عندما شاهدتُ الكليب شعرتُ بالصدمة، لأن الأغنية استفزتني كثيراً، نظراً للحن الجميل الذي ألفه محمد المهدي من مصر والكلام الجميل والمعبّر الذي كتبه الشاعر جمال بخيت».

ثم جرى عرض ريبورتاج عن مسيرة شمس الفنية، مع الإشارة الى القضايا التي عالجتها من خلال أغنياتها، كقضية المخدرات وقيادة السيارة وسياسة بوش في الشرق الأوسط وغيرها، وصولاً إلى أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» التي تحمل رسالة ضد التطرف والإرهاب، كما تم تسليط الضوء على الجوائز التي فازت بها.

بعدها تم عرض ريبورتاج عن محمد المهدي، تناول مجمل مسيرته الفنية وهو الذي بدأ في عمر مبكر، ثم اعتلت فرقة «الفيحاء» الطرابلسية المسرح وقدمت الأغنية، قبل ان تعيد غناءها مع الفنانة شمس، ليعلن بعدها «المايسترو» بأن الفرقة ستعمل على تقديم أغنية «دين ابوكم اسمو ايه» في كل الحفلات التي ستقوم بها في جولتها الأوروبية، قبل ان تعود الفرقة الى الغناء مجدداً وتقدم أغنية فيروز «زهرة المدائن».

الملحن محمد المهدي، وبعد أن غنى مقطعاً من أغنية وطنية، تطرق الى ما وصفه بـ«التخلف العربي»، واعتبر «أننا متخلفون 100 مليون سنة ضوئية الى الوراء»، ثم تحدث عن كيفية تنفيذ الأغنية مع شمس التي انطلقت من فكرة نبذ التطرف، مشيراً الى أنها «اغنية انسانية بحتة ولكن تم تكفيرنا بسببها كما أنها حوربت ومُنع عرضها على الشاشات».

سفير المنظّمة الدوليّة لحقوق الإنسان علي عقيل خليل، الذي رأى أن الفنانة شمس تناولت في اغنياتها مواضيع انسانية واجتماعية مهمة من بينها مشكلة تعاطي المخدرات، والسماح للمرأة بقيادة السيارة، اعتبر منع عرض اغنيتها «دين ابوكم اسمو ايه» مناقضاً للمادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان، مشيراً الى انه سيتبنى هذا العمل وسيقوم بعرضه في المؤتمر العالمي لحقوق الانسان الذي سيُعقد قريباً، ومن ثم قام بتكريم شمس من خلال منحها لقب سفيرة لحقوق الإنسان في منطقة الخليج والشرق الأوسط.

شمس التي عبّرت عن سعادتها بالتكريم، أشارت الى انها حرصت منذ بدايتها على ان تحمل كل اغنياتها رسالة، فهي غنت لمقاومة المخدرات، وحقوق المرأة كما شدّدت على ان الأغنية العاطفية التي قدمتها كانت تحمل رسالة فنية خاصة.

وقالت شمس: «انا مكفرة ودمي مباح في أكثر من دولة عربية، من قيادات وإسلاميين، لمجرد أنني عبّرت عن رأي حرّ ضد التطرف الديني، المسيحي والمسلم واليهودي، ولكن مَن له الحق بمحاسبتي؟ الله وحده سبحانه وتعالى له الحق بمحاسبة الانسان.. للأسف وصلنا الى هذه المرحلة وحياتنا صارت عبارة عن تطرف». واضافت: «أنا سعيدة باللقب وأعرف أنني سأدفع الثمن و«يمكن اليوم موجودة وبكرة مش موجودة».

كما أكدت شمس أن الأغنية تدعو إلى التعايش وتقول للإرهابيين «دين ابوكم اسمو ايه»، منتقدة الصحافة لأنها لم تكتب شيئاً عن أغنية مُنعت لأنها ضد التطرف، ثم تطرقت الى ما يحصل في الدول العربية ورأت «ان سورية تحولت الى كازينو، بعد ان دخلها مسلحون من كل الجنسيات»، معلنة «نحن ضد أي رأي يقول «لا»، لأننا كلنا مخلوقون من رب واحد».

وختمت شمس قائلة: «في لبنان، احترت ماذا ارتدي، حتى اللون يحاكون عليه، فإذا ارتديت اللون البرتقالي يقولون انني مع هذه الجهة (السياسية)، وإذا ارتديت اللون الأحمر يقولون انني مع جهة أخرى، ولذلك قررت ان ارتدي هذه الملابس لأن لونها لا يمثل جهة سياسية معينة».

شمس التي وعدت «الراي» بحديث مطول، قالت انها تفضل ان تركز كلامها على كليب «دين ابوكم اسمو ايه» والمحاربة الكبيرة التي يتعرض لها، في كل الدول العربية، مستغربة «كيف يتم منع عملها في لبنان الذي يتباهي بأنه بلد الحريات».