إبراهيم أديب العوضي / اجتهادات

إللي يحب النبي يضرب

1 يناير 1970 07:14 م
في الوقت الذي شهدت فيه الكويت الأسبوع الماضي انقلابا آخرا على الديموقراطية من خلال شطب استجواب رئيس مجلس الوزراء وما تبعه من تقديم استقالات نيابية متتالية اختلفت أسبابها وأهدافها لتزيد من حدة تفاقم الأزمة الحالية ولتستمر معها فصول مسرحية تعطل التنمية وتأخر المشاريع، احتفلت المملكة العربية السعودية بافتتاح ملعب الجوهرة المشعة بجدة، والذي يعتبر إحدىِ منشآت المدينة الرياضية العملاقة التي أمر خادم الحرمين الشريفين ببنائها قبل أقل من سنة ونصف.

وأيضا، احتفلت قطر بافتتاح مطار حمد الدولي الجديد أمام حركة المسافرين وذلك بعد أن تم الإعلان عن هبوط أول رحلة طيران تابعة للخطوط الجوية القطرية على المدرج الشرقي للمطار. وقبلها بأسابيع قليلة، فازت الإمارات العربية المتحدة بشرف استضافة معرض أكسبو 2020 والذي يعد ثالث أهم تجمع عالمي من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي، بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية.

تابعت وبشغف غير مسبوق مواقع التواصل الاجتماعي كالتويتر والانستغرام والفيسبوك، بالإضافة إلى بعض الصحف المحلية وحتى الخليجية منها وذلك في ما يتعلق بالأحداث الأخيرة. فالجميع اليوم بات يتحسر على كويت الماضي وإنجازاتها ومشاريعها ودورها القيادي في المنطقة، فها هي الدول الأخرى تتقدم وتنجز وتعمر ونحن في الكويت نعيش على وقع المثل الشعبي القائل ( اللي يحب النبي يضرب ). خلافات مستمرة بين أفراد الأسرة أصبحت معروفة لدى الجميع، ومشاحنات وتجاذبات بين القوى السياسية المختلفة، وسب وقذف وكلمات بذيئة وتبادل للتهم بين أطراف اللعبة السياسية، وادعاءات لمخططات انقلابية لا نعرف واقعها، وكل ذلك من أجل المال والسلطة والجاه.

المحزن في الموضوع، أن طيور الظلام والأبواق ما زالت تدافع وبشراسة عن الأخطاء المتكررة وتكرر مقولة رئيس الوزراء في أحد الاستجوابات ( يا كويت عزج عزنا ). يتحدث البعض عن عظمة ملعب الجوهرة بالسعودية، فنجد الرد السريع ( تحدث عن ذل العيش لديهم ). يتحدث الآخرعن مطار حمد، فيقولون ( خل يطلع ابن الذيب من السجن بالأول). نتحدث عن إنجاز استضافة الإمارات لمعرض أكسبو، لنسمع ( لو فيهم خير لمنعوا الخمور ). ألم يفكر هؤلاء، أننا يمكن أن نجمع ما نتمتع به من ديموقراطية وحرية رأي وتعبير وبين ما تميزت به ووصلت له الدول الأخرى لطالما وجدت لدينا المادة والعقل اللازم لتنفيذ هذه المشاريع والخطط!

واقع الحال يقول ان الشعب وحده هو السبب، فلا النحيب ينفع ولا الصراخ يفيد. فنحن من جلس موقف المتفرج العاجز، يشاهد أحداث هذه المسرحية الهزلية التي يتغير أبطالها بين لحظة وأخرى، لكن الوحيد الذي ظل صامدا في هذه المسرحية منذ زمن طويل ولم يتغير هو تنمية الوطن والانسان في الكويت. كل شيء يقول ان هذه المسرحية ستستمر إلى أن يشاء الله ولن تنتهي إلا بحالتين لا ثالث لهما، فإما أن يقول الشعب كلمته وإما أن نصل إلى مرحلة لا ينفع معها البكاء!

[email protected]