استبعاد أيّ من مرشحي «الفئة الأولى» للرئاسة

سليمان يودّع الحوار اليوم بـ «وصية» لخلَفه

1 يناير 1970 01:12 ص
تنعقد اليوم في قصر بعبدا الجولة الأخيرة من جولات الحوار التي دعا اليها رئيس الجمهورية ميشال سليمان على حقبات متقطعة خلال ولايته وذلك قبل ثلاثة أسابيع من انتهاء هذه الولاية في 25 مايو الجاري.

وتتخذ الجلسة الأخيرة أبعاداً ودلالات مثقلة بواقع الانقسام الذي يسود البلاد في عزّ السباق الى الرئاسة الاولى الذي يبدو امام تعقيدات يتصاعد معها الخوف لدى الكثير من الجهات الداخلية من فراغ رئاسي حتمي ما لم تطرأ «أعجوبة» في اللحظة الاخيرة تشكل مفاجأة غير محسوبة لانتخاب رئيس جديد.

واذا كانت جلسة الحوار الاخيرة ستشكل مناسبة وداعية لسليمان من جانب المشاركين اليوم فيها، فان ملامح الانقسام ستظهر بقوة مع غياب ممثلي «حزب الله» وحزب «القوات اللبنانية» عنها كلٌّ لاعتبارات مناقضة للآخر، فالاول يكرس مقاطعته رئيس الجمهورية الا ضمن مجلس الوزراء في حين ان «القوات» ملتزمة بخيارها عدم جدوى الحوار مع الحزب في ظل ما تعتبره عدم جدية الحزب في مناقشة مصير سلاحه، فيما ينتظر ان تكون كلمة الرئيس سليمان في الجلسة بمثابة «وصية» للرئيس العتيد المقبل في موضوعيْ الحوار والاستراتيجية الدفاعية التي قدم الرئيس سليمان تصوّره لها كورقة صالحة لتكون منطلقاً لإكمال الحوار في العهد الجديد.

غير ان ما يثقل الواقع الداخلي في الاسابيع الثلاثة المقبلة بات يفوق الخشية على الاستحقاق الرئاسي الى طرح مخاوف من نوع أوسع خصوصاً على المستوى الدستوري من ناحية شغور المنصب الاول المسيحي في لبنان وسط تفاقم عجز القوى المسيحية عن فرض إنجاز هذا الاستحقاق بفعل انقساماتها من جهة وصراعات القوى الاخرى وارتباطاتها بتوازنات المحاور الاقليمية من جهة اخرى.

وفي هذا السياق، قالت مصادر وثيقة الصلة بالمشاورات الجارية في الشأن الرئاسي لـ «الراي» انها تستبعد نشؤ أي تطور مهم وبارز من شأنه إحداث اختراق خلال الفترة الفاصلة عن الخامس عشر من مايو الحالي وهو الموعد الدستوري لاعتبار مجلس النواب منعقداً بصورة دائمة كهيئة انتخابية لإنجاز انتخاب الرئيس الجديد في الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية. ولفتت الى ان ثمة رهاناً، ولو ضعيفاً جداً، لدى بعض الجهات السياسية الداخلية على إمكان التوصل خلال الايام العشرة الاخيرة الى تمرير مرشح توافقي من خارج فريقي 14 آذار و8 آذار بعدما بدأت امكانات انتخاب أي مرشح من هذين الفريقين تتراجع بقوة بما فيها فرصة انتخاب العماد ميشال عون. ذلك ان عون الذي يرمي بكل ثقله في حواره المفتوح مع الرئيس سعد الحريري لم يبلغ بعد حد انتزاع اي تعهّد من الحريري بالموافقة على انتخابه كما تثبت كل المعطيات الموثوقة، وثمة استبعاد تام لبلوغ عون ما يريده خلال ما تبقى من المهلة الدستورية. كما ان ترشيح قوى 14 آذار لرئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وصل بدوره الى منتهى الحدود التي يمكن معها بقاء قوى 14 اذار متماسكة وراءه بدليل ان مرشحيْن آخريْن هما الرئيس امين الجميل والنائب بطرس حرب شرعا في تحريك قنوات اتصالاتهما مع افرقاء عديدين ايذاناً بطرح ترشيحهما. وعاد الكلام بقوة في اليومين الاخيرين الى فئة المرشحين المستقلين وفي مقدمهم الوزير السابق جان عبيد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة وآخرين أقلّ تداولاً من منطلق ان يأس اي جهة من تمرير مرشحها سيدفعها في النهاية الى التسليم بمرشح ثالث تعمل على ان تكون عراباً له.

واضافت المصادر نفسها ان رهان بعض الجهات المعنية على تجنب الفراغ الرئاسي في اللحظة الحاسمة يستند اساساً على تكرار تجربة استيلاد حكومة تمام سلام بدفع خارجي في لحظة لم يُحسب لها بعد طول تعقيدات ومخاض عسير. وأُدرجت في هذا السياق مؤشرات أنعشت أصحاب هذا الرهان من أبرزها عودة السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري الى بيروت وزيارة السفير الاميركي ديفيد هيل للسعودية والاتصالات التي شرع فيها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعدد من الشخصيات اللبنانية بعضها معلن وبعضها الآخر مكتوم.

ومع ذلك فان اي معطى عملي لم يرتسم بعد حيال الخط البياني العريض لهذه المؤشرات التي تقول المصادر انه في حال كان لها ان تدفع الاستحقاق قدماً نحو انتخاب رئيس جديد فيستبعد ان يحصل ذلك الا في اللحظة الاخيرة الحاسمة وعلى قاعدة بات يرددها معظم المعنيين وهي انتخاب رئيس توافقي غير صدامي. وهو امر لن يتبلور تالياً الا في الايام العشرة الاخيرة من المهلة الدستورية ما يعني ان جلسة الانتخاب الثالثة بعد غد ستشهد تكرار سيناريو تعطيل فريق 8 آذر للنصاب بانتظار اختراق ما داخلي او خارجي.

لبنان رحّل إلى سورية 49 فلسطينيا حاولوا السفر بتأشيرات مزورة



| بيروت – «الراي» |

أعلنت المديرية العامة للامن العام اللبناني أنها رحلت ليل السبت - الاحد المجموعة الفلسطينية السورية المؤلفة من 49 شخصاً كانوا أوقفوا أول من امس في مطار رفيق الحريري الدولي أثناء محاولتهم مغادرة البلاد دفعة واحدة بموجب تأشيرات سفر مزورة إلى احدى الدول العربية.

وقد رافقت قوة من الامن العام الموقوفين حتى جديدة يابوس حيث سلمتهم الى الجانب السوري.