على من ستنادي أم ناصر بعد رحيل أطفالها الثلاثة؟

من يطفئ لهيب قلب أم غدرت النار بفلذات أكبادها الثلاثة؟

على من ستنادي أم ناصر عندما تسترد عافيتها ويمن الله عليها بالشفاء، على من... على كبير أطفالها ناصر أو فهاد أو محمد علي، ستنادي وستنادي ولكن لا حياة لمن تنادي.

أعان الله أم ناصر على مصابها.

أم ناصر التي تقطن في سرداب كائن في مبنى بمنطقة العقيلة دهمت النيران شقتها، وجعلتها اسيرة للأدخنة واللهب، هي وصغارها حتى وصل رجال اطفاء مراكز المنقف والفحيحيل والقرين بقيادة الرائد فيصل العربيد والرائد فهد الوهيب، وقاموا بمكافحة ألسنة اللهب، وتمكنوا من اخمادها وانتشال الأطفال الثلاثة ووالدتهم وتسليمهم لرجال الطوارئ الطبية وبعد ان ادخل الصغار فائقة مستشفى العدان غادرت ارواحهم الوجود بعد ساعات من محاولات انقاذهم من قبل الطاقم الطبي، متأثرين بالأدخنة التي ملأت اجسادهم.

ومازالت والدة الأطفال طريحة فراشها في مستشفى العدان في الوقت الذي سجلت فيه قضية «حريق ووفاة» في مخفر منطقة الرقة وجار التحقيق لكشف ملابسات الحريق والاستعانة بتقرير الادارة العامة للاطفاء.

كانت غرفة العمليات - وفقاً لمصدر امني - تلقت بلاغاً عند الساعة 11:40 من صباح اول من امس، عن اندلاع حريق في سرداب منزل بمنطقة العقيلة، فانتقل الى المكان أمنيون من مخفر الرقة بقيادة الملازم اول فيصل النصار، بالتزامن مع الاطفائيين من مراكز المنقف والفحيحيل والقرين، الى جانب عناصر من الطوارئ الطبية، وفيما سارع الاطفائيون بمكافحة النيران، واخراج الأم وابنائها الثلاثة (اكبرهم في السادسة واصغرهم في الثالثة)، حيث تسلمهم الطبيون وانطلقوا لاسعافهم الى عناية مستشفى العدان، وبينما اختطفت المنية الاطفال الثلاثة بعد وصولهم المستشفى، لاتزال الام المكلومة تتلقى العلاج في حال صعبة.

المصدر اكمل «ان الأمنيين انتدبوا خبراء الادلة الجنائية بقيادة العقيد عدنان المرزوقي والمقدم محمد العجمي، في حين حضر عملية المكافحة قائد منطقة الصباحية الأمنية العقيد حمود العازمي».

وفي سياق الواقعة اعربت ادارة العلاقات العامة والإعلام في الاطفاء عن اسفها لوقوع الحادث المؤسف، ومعبرة عن عزائها لذوي الضحايا في حين ناشدت (الادارة) جميع المواطنين والمقيمين تركيب اجهزة كشف الدخان، واقتناء مطفأة حريق، للتقليل من خطورة النيران، وحفاظاً على الأرواح والممتلكات.