فرق بين القراءة عن بلد أو إقليم أو قومية وبين معاينة ما قرأت عنهم وعن بلادهم - صحيح أن القراءة تستوعب واقع الشعوب وتاريخ الأمم وجغرافيتها أكثرمن المشاهدات العابرة، إلا أن المعايشة تتيح للزائر ذي الاهتمام والتأمل والملاحظ بغية المعرفة والمقارنة... مالا تتيح له المعلومات المتراكمة في الكتب.
قضيت أيام الأسبوع الماضي متجولاً في عدة محافظات صينية فكنت وبصحبتي مدير عام لجنة مسلمي آسيا التابعة للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبدالرحمن العوضي الذي يعرف الصين أكثر مني وله زيارات سابقة. وبصحبتنا المترجم الصيني والناشط الاستاذ عبدالرحمن يوشي. كنت أسأل عن كل شيء يلفت نظري وأطلب مزيداً من المعلومات التاريخية. وكانت ثقافة عبدالرحمن يوشي تسعفه على الاجابة والاسهاب. فمثلاً لاحظت أن بعض الاسماء يتكرر كثيراً في عالم النساء فبين لي أن أكثر الاسماء انتشاراً بين الأسر المسلمة فاطمة وعائشة وصفية ومريم، ولفت نظري اهتمام الصينيين في وجباتهم بالخضراوات التي لا حصر لها وكانوا يعرفون فائدة كل نوع وآثاره الصحية على البدن فسألت من أين هذه الثقافة الطبية الغذائية فقالوا ان التلفزيون الصيني يقوم بتوعية مكثفة للناس فيما يخص الغذاء الصحي... لذا ندرت عندهم السمنة وما يصاحبها من أمراض، رأيت سيارات عديدة يربط حول مرآتها الجانبية وعلى مقابض الأبواب وفي الأسفل خيوط حمر معقودة بإحكام بدرجة تلفت النظر، فبين عبدالرحمن الصيني ان هؤلاء المواطنين البوذيين يضعون هذه الخرق للحماية والبركة!!!
ومن الأمور التي فاجأتني ان الصينيين لا يتقنون اللغة الانكليزية ذات الصلة بالمعاملات العامة بل إن الكلمات العملية لا تدور على لسانهم ولا يعرفون معانيها وما عرفته من الصينيين أنهم يكرهون الأميركيين كرهاً شديداً لم يكن بهذه الحدة قبل عشر سنوات فناقشتهم في ذلك فذكروا لي سبعة أسباب فقلت صدقتم وأضفت إلى أسبابهم ذرائع اخرى سأشرحها في المقال القادم بعنوان «لماذا تكره الكائنات أميركا»...
في الصين بما في ذلك العاصمة بكين المنفتحة المتحررة... لم أشاهد عري الصور كالذي يشاهده أحدنا في عواصم عربية... فذكرت هذه الملاحظة للأخوة الصينيين. وبعد دقائق ونحن في السيارة في مقاطعة نينغشيا واذا بصورة نسائية استعراضية فقلت هذه نقطة عليكم فقال انتظر إنه إعلان عن محل تجاري لبيع الأدوية والأعشاب الجنسية!! علق أحد المرافقين هذا تخصص العرب واهتمامهم!! عندها ذكرت زميلاً يعمل بالتجارة المقطعة دعاني على عشاء وبعدها اطلعني مع الضيوف على بضاعة صينية ومتنوعة وملابس وتحف وأدوات كهربية وغيرها جمعها من إحدى الصالات ثم ذهب بنا إلى الزاوية واذا بدرج طويل عليه علب وأكياس عديدة فلما سألناه عنها قال هذه مقويات جنسية وكل علبة شكل ولها وظيفة خاصة يخجل الإنسان من التلفظ بها فضلاً عن كتابتها وكلها تشترك في صفة واحدة وهي تحقيق السرعة في المطلوب!!!
قلت في نفسي حتى الصين لم نأخذ منها الا الجنس المبذول في كل العالم... وعلمت ان الهوس المحموم تجاه استخدام هذه المقويات سواء كانت دهونا او حبوبا او شرائط تلزق على (...)... كل هذا عمل انتحاري تجاري يفتقر لأبسط شروط الرقابة الصحية.
أرجوكم لا تكونوا ضحايا أي نوع من أنواع الجنس!!
محمد العوضي