مقابلة / المدير العام لشركة «توتال» في الكويت أكد أن زيادة الإنتاج بحاجة إلى تقنيات أكثر تعقيداً

ليفا لـ «الراي»: حقول الكويت الكبيرة دخلت طوراً جديداً انتهى فيه زمن النفط السهل

1 يناير 1970 11:41 م
• الكويت بحاجة إلى تنمية مكامن النفط الثقيل واستخراج النفط من الحقول المتقادمة واستثمار المصادر غير التقليدية

• قطاع النفط المحلي يضم كفاءات عالية جداً في الفرق الإدارية
وفي الحقول

• تواجدنا في الكويت ليس بمستوى تواجدنا في البلدان الخليجية... ولكن سنبقى شريكاً ملتزماً للكويت
أشار مدير شركة «توتال» الفرنسية في الكويت ليونيل ليفا إلى أن الكويت من أكبر منتجي النفط في العالم، لافتاً إلى أنها تمتلك حقولاً جبارة مثل حقل «برقان»، وقد طال عليها الزمن اليوم وهي مستمرة في عملية الإنتاج هذه.

وبين ليفا في مقابلة خاصة مع «الراي» أنه «بالرغم من أن هذه الحقول لاتزال تحتوي على احتياط سخي، فإن استخراجه يتطلّب تقنيات أكثر تعقيداً».

ورأى ليفا أن «بنية قطاع النفط الكويتي سليمة، وقد التقينا بكفاءات عالية جداً أكان في الفرق الإدارية أو في الحقول، ولكن حقول الكويت الكبيرة تدخل طوراً جديداً انتهى فيه إنتاج النفط السهل المنال، وستستلزم زيادة الإنتاج المزيد من التقانة والمعرفة»، مشدداً في الوقت ذاته على أن هدف إنتاج أربعة ملايين برميل يومياً بحلول العام 2020 الذي وضعته مؤسسة البترول الكويتية طموح جداً، وقد تكون مشاركة شركات النفط الدولية عاملاً مساعداً في هذا الخصوص».

من ناحية أخرى، أقر ليفا أن «تواجد (توتال) في الكويت ليس بمستوى تواجدها في باقي البلاد الخليجية المجاورة»، معتبراً أن هذا الأمر يرجع أساساً إلى نوع العقد المتاح لنا حتى الآن، والذي لا يتسم بالفوائد الجذابة نفسها التي نتمتع بها في سائر المنطقة، ولكن «توتال» كانت وستبقى شريكاً ملتزماً للكويت.

وأوضح أن «توتال» توفر سبعة مقاعد لكويتيين شباب ليحضروا حلقة الريادة الدراسية، ومقعداً لأستاذ من جامعة الكويت للاشتراك في حلقتنا الدراسية للطاقة والتعليم المخصصة للأساتذة الرفيعين والعمداء، ومقعداً لزمالة تدريبية داخلية لمدة ستة أسابيع في أحد مرافقنا العالمية، ومقعداً لمنحة دراسية لمدة سنة في المعهد الفرنسي للبترول.

وفي ما يلي نص المقابلة:

• في البداية، كيف يمكنك وصف تطور القطاع النفطي الكويتي؟ في الواقع الكويت من أكبر منتجي النفط في العالم، وهي تمتلك حقولاً جبارة مثل حقل «برقان»، وقد طال عليها الزمن اليوم وهي تنتج. وبالرغم من أنها لا تزال تحتوي على احتياط سخي، فإن استخراجه يتطلّب تقنيات أكثر تعقيداً، وقد دخلت مؤسسة البترول الكويتية الآن في برنامج فيه كثير من التحديات، هدفه إنتاج 4 ملايين برميل نفط يومياً بحلول 2020. واعتقد أن هذا البرنامج واعد جداً ومليء بالتحديات وأن مساهمة الشركات المعنية في هذا المجال، بما يتضمن شركات الخدمات النفطية وشركات النفط الدولية، قد تكون عاملاً مساعداً لأهداف مؤسسة البترول الكويتية الوطنية، وبما أن الكويت قادرة على اقتناء مستوى معين من التقانة، فقد وصلت إلى مرحلة المهارة والمعرفة الفنية ويستلزم الأمر تدعيم نقل المعارف الذي يعتبر مفتاحاً تكتسبه من خلال خبرة شركات النفط الدولية التي واجهت المسائل نفسها في العالم، مثل تنمية مكامن النفط الثقيل، واستخراج النفط من الحقول المتقادمة، واستثمار المصادر غير التقليدية.

• من وجهة نظركم إلى ماذا يحتاج القطاع النفطي الكويتي؟ أود أن أؤكد أن بنية قطاع النفط الكويتي سليمة وقد التقينا بكفاءات عالية جداً أكان في الفرق الإدارية أو في الحقول، ولكن حقول الكويت الكبيرة تدخل طوراً جديداً انتهى فيه إنتاج النفط السهل المنال، وستستلزم زيادة الإنتاج المزيد من التقانة والمعرفة. وإن هدف إنتاج أربعة ملايين برميل باليوم بحلول العام 2020 الذي وضعته مؤسسة البترول الكويتية طموح جداً، وقد تكون مشاركة شركات النفط الدولية عاملاً مساعداً، كما نوهت سابقاً.

• ما حصة «توتال» من المشاريع النفطية في الكويت؟
تعود شراكة «توتال» مع مؤسسة البترول الكويتية إلى سنة 1997 حيث تم إبرام اتفاقية خدمات تقنية أتاحت لمؤسسة البترول الكويتية استشارة خبراء «توتال» وكذلك طلب دراسات خاصة. وقد انتدبت «توتال» منذ 1997 أكثر من 170 شخصا/سنة في مختلف مجالات الخبرة مثل الحفر العميق ومجال الصحة والسلامة والبيئة، وجيولوجيا المكامن، والإنتاج والتنمية. ويقوم منتدبونا بعملهم الاستشاري ضمن فرق عمل مؤسسة البترول الكويتية، وكانت هذه المساهمة فرصة مواتية لنا للتعرف على المسائل الخاصة المرتبطة بإنتاج النفط في الكويت، وكذلك لتفهم تنظيم مؤسسة البترول الكويتية وطرق عملها، لقد قدمنا الخبرة والمعرفة لأكثر من 15 سنة حتى الآن، ونأمل في العمل إلى جانب مؤسسة البترول الكويتية في مشروع صناعي هام في إطار عقد على الأمد الطويل مفيد للطرفين.

• ما أبرز نشاطات «توتال» على الساحة الكويتية؟ أولاً، وكما سبق وشرحت ذلك، تنشط «توتال» في صناعات النفط الأولية (الاستكشاف والإنتاج) من خلال انتداب مهندسينا إلى مؤسسة البترول الكويتية. واشتركت «توتال» أيضاً مع عدة شركات كويتية خارج الكويت، مثل الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبيك) وشركة بترول الكويت العالمية. ووجود شركتنا في الكويت، في مجال توزيع مواد التشحيم عبر عميلنا (مجموعة البابطين)، التي أنجزت عملاً باهراً في ترويج العلامة التجارية خلال السنوات الأربع المنصرمة. ويمكن مشاهدة بعض محطات الاستبدال السريع للزيت التابعة لعلامتنا التجارية في مدينة الكويت، وسيتم إنشاء المزيد منها. ونساهم أخيراً في ترميم تراث الكويت برعاية حملة الحفريات الأثرية في جزيرة «فيلكا» كل سنة. وإننا نفتخر بهذه الحفريات الأثرية وبحماية تاريخ الكويت وتراثها في جزيرة «فيلكا» الذي نأمل في أن يصبح يوماً ما جزءاً من تراث اليونسكو العالمي.

• أين تضعون أداء «توتال» محلياً (الكويت) مقارنة مع الأسواق الخليجية الأخرى؟ صحيح أن تواجدنا في الكويت ليس بمستوى تواجدنا في بقية البلاد الخليجية. ويرجع ذلك أساساً لنوع العقد المتاح لنا حتى الآن، والذي لا يتسم بالفوائد الجذابة نفسها التي نتمتع بها في سائر المنطقة، ولكن «توتال» كانت وستبقى شريكاً ملتزماً للكويت، ونأمل بأن التزامنا سيتيح لنا إثبات الإمكانيات التي يمكننا توفيرها لمؤسسة البترول الكويتية في تنمية احتياط النفط في الكويت.

• هل هناك مشاريع مرتقبة ستوقعها «توتال» مع الحكومة الكويتية؟ يتوجب طرح هذا السؤال على مؤسسة البترول الكويتية، وكما سبق وقلت إننا متواجدون في الكويت، حيث نقدم المساعدة التقنية لمؤسسة البترول الكويتية، كما أننا مستعدون للقيام بالمزيد. ونأمل بأن التزامنا يكون ملحوظاً، عندما تُقرر دعوة شركات النفط الدولية إلى توسيع عملها في قطاع النفط والغاز من قِبَل الحكومة.

• ماذا عن مذكرة التفاهم التي وقعتها «توتال» مع كلية الهندسة والبترول في الكويت؟ هل يمكنكم التوسع في هذا الموضوع؟ إن مهمة «توتال» هي السماح بشكل مسؤول لأكبر عدد ممكن من البشر في الحصول على الطاقة في عالم يتزايد فيه الطلب. ويعني ذلك عملياً أن نضع مسؤوليتنا الاجتماعية في صميم عناصر امتياز عملياتنا وأعمالنا. وفي هذا الإطار، تبذل «توتال» قصارى جهدها لتكون شريكاً في المجتمع المدني في جميع البلاد التي تعمل فيها، وتستجيب المجموعة لهذا الهدف بطرق شتى. وإننا نولي أهمية كبيرة للمشاركة في الحياة التربوية في جميع البلدان التي نعمل فيها، كما أن إتاحة الفرص للشباب مسألة جوهرية في أكثر بلدان العالم، وتأمين النمو هو المفتاح لنجاح الاقتصاد واستدامة التنمية. وتحتاج جميع البلدان إلى إيجاد حلول تتيح تنمية شبابها وتوفر لهم فرص العمل، وانطلاقاً من هذه الاعتبارات، طوّرت «توتال» عدة برامج تركز على تعليم شباب البلدان المستضيفة التي تعمل فيها. ويتجسد التزام «توتال» تجاه الجامعات في العالم عادة من خلال برامج تمتد على ثلاث سنوات، وتختار الجامعات العناصر التي تريدها ضمن تشكيلة واسعة من البرامج والأدوات التربوية التي توفرها «توتال»، من أبرزها أساتذة يلقون دروساً حول مواضيع نفطية خاصة، وزمالات تدريبية داخلية ودورات تدريبية ومنح وعمليات رعاية مختلفة. كما توفر «توتال» أيضاً فرصاً للحضور والمشاركة في مؤتمرات وحلقات دراسية مثل حلقة «توتال» الدراسية للطاقة والتعليم، ومدرسة «توتال» الصيفية في باريس، أو المبادرة الإقليمية «الريادة: تواصل القادة الشباب»، التي تجمع مرة في السنة نحو 40 طالباً واعداً من جميع دول الخليج من العمر نفسه ومن نفس المستوى التعليمي ليحضروا حلقة دراسية تنظمها «توتال»، حيث تناقش جميع المواضيع المرتبطة بالطاقة. وقد عقدت الحلقة هذه السنة في أواسط شهر أبريل في الدوحة. وفي إطار الاتفاقية الموقعة مع جامعة الكويت السنة الماضية، توفر «توتال» سبعة مقاعد لكويتيين شباب ليحضروا حلقة الريادة الدراسية، ومقعداً لأستاذ من جامعة الكويت للاشتراك في حلقتنا الدراسية للطاقة والتعليم المخصصة للأساتذة الرفيعين والعمداء، ومقعداً لزمالة تدريبية داخلية لمدة ستة أسابيع في أحد مرافقنا العالمية، ومقعداً لمنحة دراسية لمدة سنة في المعهد الفرنسي للبترول.

• في أي سياق يأتي توقيع مذكرة التفاهم، وهل تعتقدون أنه سيكون لها تأثير على تنمية الخريجين من الكويتيين؟ إننا نعمل حالياً وفق البرنامج الذي اتفقنا عليه مع جامعة الكويت لسنة 2014، وتم اوفدنا سبعة طلاب للمشاركة في حلقة دراسة الريادة 2014، وكذلك اختيار الأستاذ الذي سيشارك في حلقة دراسة «توتال» للطاقة والتعليم. ونقوم حالياً بإتمام عمليات الاختيار للزمالة التدريبية الداخلية لمدة ستة أسابيع في «توتال» وللمنحة الدراسية في المعهد الفرنسي للبترول. وكما ترى، إننا نشطون جداً مع جامعة الكويت ويمكنني أن أضيف أننا قابلنا هناك محاورين من مستوى رفيع جداً، مما سمح لنا بالتقدم بسرعة في خطة عملنا المشتركة.

• كيف تصفون خطوة تقديم خبراء من «توتال» محاضرات في جامعة الكويت؟ إنها مبادرة نعتزّ بها جداً، فهؤلاء الأساتذة هم خبراء معترف بهم في مجالهم. وتشكل المبادرة فرصة فريدة للطلاب الشباب لحضور دروس لمدة أسبوع حول مواضيع تقنية معقدة جداً وفي الوقت ذاته لمشاطرة خبرة الأساتذة التقنية كمهندسين عاملين ميدانياً. وقد وصلتنا ردود فعل ممتازة من الطلاب والأساتذة على حد سواء، وأعرف أن معهد الهندسة والبترول مسرور جداً من الدرسين اللذين ألقيا في يناير، وأنهم يريدون تجديد المبادرة السنة المقبلة.