مرجعة السبب إلى غياب المزايا الجاذبة وصعوبة العمل

«التربية»: تسرّب الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للعمل في جهات أخرى

1 يناير 1970 11:49 ص
• إقرار كادر المعلمين أحدث هزة لدى الباحثين الذين لا يقل دورهم عن المعلم
كشف مدير الأنشطة التربوية بمنطقة مبارك الكبير التعليمية عيسى بورحمة عن تسرب عدد من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين للعمل في جهات حكومية أخرى، مرجعا السبب إلى غياب المزايا الجاذبة وصعوبة العمل المنوط بهم داخل الحقل التربوي، وهو الأمر الذي أحدث نقص الكوادر البشرية لهذه المهنة في المدارس.

وأكد بورحمة في تصريح للصحافيين تأهيل نحو 60 باحثة اجتماعية ونفسية للتعامل الأمثل مع الطلبة الذين يعانون من التعثر الدراسي. وقال، ان مشكلة نقص الكوادر المختصة في الخدمة الاجتماعية والنفسية أزلية، مبينا أن نسبة تسرب الذكور من المهنة كبيرة نظرا لصعوبة التعامل مع الحالات في مدارس البنين لاسيما منهم الدارسون في المرحلة الثانوية ذوو المشاكل الخاصة، إلى جانب غياب الحوافز الجاذبة.

وأضاف أن التسرب يحدث نتيجة غياب المزايا الجاذبة لهذه المهنة، موضحا أن الكادر الخاص بهم لا يقارن بكادر المعلمين، الأمر الذي دفع الباحث إلى البحث عن العمل في الجهات الحكومية الأخرى باعتبار أن الجهد الذي يبذلونه في تلك الجهات أقل بكثير من العمل في وزارة التربية وبما يوزاي الراتب.

وأشار بورحمة إلى صعوبة الحالات التي طرحت من قبل الباحثين خلال الملتقى وكيفية التعامل معهم والتواصل مع أكثر من طرف بين الادارة المدرسية والمعلم والطالب وولي أمره، وتردد الحالة ومتابعة الباحث لها طوال العام الدراسي، مؤكدا أن مشروع «رؤية تربوية لمستقبل أفضل» عبارة عن تهيئة عدد من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في كيفية الوصول إلى الحالات التي تعاني التعثر الدراسي واضطراب الهوية الجنسية والتشرد الدراسي والمشكلات السلوكية والحالات النفسية ومنها الاكتئاب والقلق.

وأوضح أن تأهيل كوكبة من الاخصائيات الاجتماعيات والنفسيات تعتبر المجموعة الثالثة على مدى ثلاث سنوات متتالية، منوها إلى أن خلال الملتقى تم عرض 5 حالات لخمس باحثات اجتماعيات ونفسيات كانت الحالات تحتوي على الاكتئاب والهوية الجنسية والهروب والتسرب والتعثر الدراسي، مؤكدا أن الباحثات تمكن وتميزن في خوض هذه التجربة والتعامل معها وتوصيل هذه التجربة للحاضرين في الملتقى.

من جانبها، أكدت مراقبة الخدمة الاجتماعية والنفسية بدرية الوهيب أن ظهور كادر المعلمين واقراره أحدث نوعاً من الاهتزاز لدى الكثير من الباحثين النفسيين والاجتماعيين، موضحة أن دورهم مهم جدا ولا يقل عن دور المعلم لاسيما ليس هناك من يقوم بدورهم.

وقالت ان أكثر ما يعاني منه الانسان هو الحالات النفسية والاجتماعية، كما أن مشاكل الآباء والمعلمين جميعهم، تأتي بكيفية التعامل مع الطلاب ذوي الحالات النفسية والاجتماعية وايجاد الحلول لمشاكلهم، مؤكدة أن دور الاختصاصي الاجتماعي والنفسي ينصب بالدرجة الاولى لتحقيق هذا الهدف وتحقيق التكيف الاجتماعي والنفسي للطالب، مضيفة أنه بغياب هذا الهدف لهؤلاء الأبناء ستفشل جميع الخطط التي تقدمها الوزارة في دفع عجلة العملية التعليمية الى الامام.

وأضافت: «نؤكد أن دور الاخصائي الاجتماعي كبير كونه يواجه الكثير من التحديات المجتمعية والأسرية المختلفة، مستدركة أننا ركزنا في دورنا كيف ننتشل الباحثات من هذا الاحباط الذي يواجههن في الجانبين المعنوي والمادي من خلال تسليم الشهادات وابراز عمل فرق التميز لكي يحققن كما من الدافعية نحو العمل في الميدان التربوي.

وطالبت الوهيب بضرورة مساواة كادر الباحث الاجتماعي والنفسي بكادر المعلم، خاصة وأن المستوى العلمي للباحث يوازي المستوى العلمي للمعلم ودراسته في هذا التخصص ليس بالأمر السهل، مشددة على أهمية النظر في هذا الجانب وتنصب الاهتمامات لوقف التسرب الحاصل في الميدان التربوي، حيث أصبحت المهنة طاردة ويكاد العنصر الذكري في هذا التخصص معدوما، ونحن بحاجة إلى الباحث الكويتي للتعامل مع عدد كبير من الطلبة.

وأكدت أنه بدأت تظهر لديهم شواغر للباحث النفسي والاجتماعي في المدارس، وهو الأمر الذي دفعهم إلى العمل على تغطية هذه النقص من خلال ترحيل مجموعة من مرحلة الرياض إلى المراحل الأخرى، كمحاول لتغطية العجز»، مطالبة في الوقت نفسه ضرورة تقليل نصاب الباحث، حيث وصل نصابه حتى هذه اللحظة في المدارس التابعة لمنطقة مبارك الكبير التعليمية 400 طالب، وهو ما يخلق عبئاً كبيراً عليهم.

ولفتت إلى أن هدف الملتقى ينصب في التركيز على تنمية وتطوير الباحثات الاجتماعيات والنفسيات ويعمل على تأهيلهن وتعزيز مهاراتهن للتعامل مع مختلف الحالات بين الطالبات في محاولة معرفة الأسباب والظروف الأسرية والمدرسية وكيفية استثمار الطاقات الايجابية لديهن.