عون يتبنّى «نبش» الملفات ضده

ترشيح «الحرب» بوجه... جعجع

1 يناير 1970 11:31 م
نحو 40 دقيقة كانت كافية لتصويت النواب اللبنانيين في الجلسة الاولى من الانتخابات الرئاسية التي انعقدت فقط دورتها الاولى.

وبدأت الجلسة عند الساعة 12 و3 دقائق حين رنّ جرس القاعة العامة في البرلمان معلنا افتتاج الدورة الانتخابية الأولى، في ظل حضور نيابي سجّل رقم 124 من اصل 128 (غاب الرئيس سعد الحريري والنائبان عقاب صقر وخالد الضاهر والنائب ايلي عون بداعي المرض). وكان الافتتاح بتلاوة المواد من الدستور اللبناني التي تتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، ثم تم توزيع الاوراق البيض مع المظاريف (عليها ختم البرلمان اللبناني) على النواب لوضع الاسم الذي يختارونه (دون ذكر اي لقب او صفة او ضوع اي علامة وإلا اعتُبر الصوت ملغيا).

وبرزت سبع اوراق ملغاة، واحدة كانت عبارة عن مغلّف بلا ورقة داخله، وواحدة حملت اسم «جيهان طوني فرنجية» وهي شقيقة النائب سليمان فرنجية التي قُتلت مع والدها زعيم «تيار المردة» حينها طوني فرنجية ووالدتها في مجزرة اهدن التي وقعت العام 1978 وأعطى الامر بارتكابها قائد «القوات اللبنانية» آنذك بشير الجميل الذي كلف جعجع بالهجوم على معقل فرنجية الصيفي لكن جعجع أصيب قبل الوصول إلى إهدن.

وقد اعلن النائب زياد اسود (من كلتة العماد ميشال عون) انه هو مَن وضع هذه الورقة.

وحملت ورقتان اسم طارق داني شمعون وورقة ثالثة اسم داني شعون وهو رئيس حزب الوطنيين الاحرار الراحل الذي اغتيل مع عائلته العام 1990 ودين جعجع في الجريمة (قبل صدور العفو عنه) في اطار حكم وصفه رئيس «القوات» بالسياسي. علماً ان الرئيس الحالي لـ «الأحرار» النائب دوري شمعون صوّت لجعجع امس في الجلسة وهما من الحلفاء ضمن قوى 14 آذار، بينما تتهم ابنة شمعون تريسي التي ترشحت رمزيا في وجه جعجع، الاخير بقتل والدها.

كما تم اسقاط ورقة باسم الرئيس الراحل رشيد كرامي (وضعها النائب احمد كرامي) الذي اغتيل العام 1987 وتمت ادانة جعجع في ملفه بعد توقيفه العام 1994 ابان عهد الوصاية السورية، فيما كُتب على ورقة اسم رئيس الأركان في القوات اللبنانية الياس الزايك العام 1990.

وفي حين لوحظ في جلسة الانتخاب ان النائب محمد كبارة (من تكتل الرئيس سعد الحريري) لم يصوّت لجعجع (على الارجح وضع ورقة بيضاء) مراعاة لما قال انه ملف الرئيس رشيد كرامي، فان الرئيس نجيب ميقاتي ايضاً (نائب طرابلس) اختار التصويت لمصلحة حلو وعلى الارجح فعل النائب محمد الصفدي فيما صوّت نائبا طرابلس الاخرين سمير الجسر وروبير فاضل لمصلحة جعجع.

وكانت الجلسة التي حضرها السفير الفرنسي باتريس باولي بدات بسؤال الرئيس نبيه بري عمن هم المرشحون؟ وبعدما قال بري: العرف المتبع، لا يفرض تعداد المرشحين، لأن الكلمة هي للصندوق، عاد وأوضح ان المرشحين الظاهرين هم سمير جعجع وهنري حلو ونادين موسى الموجودة هنا، وترايسي شمعون التي حضرت الجلسة.

وأوضح عون ملابسات انسحاب تكتله من جلسة الانتخاب الرئاسية قبل افتتاح الدورة الثانية ومساهمته مع «8 آذار» في تطيير النصاب، لافتاً الى ان الأرقام التي أفرزتها الجولة الاولى أظهرت ان لا قدرة لأي مرشح على نيل اكثرية النصف زائد واحد الضرورية للفوز (65 نائباً).

واذ اشار عون، الذي سبق ان اعلن انه ينتظر التوافق عليه لاعلان ترشحه، الى ان «رئيس البرلمان نبيه بري من يعين الجلسة المقبلة لانتخاب رئيس للجمهورية»، اكد «اننا بانتظار التوافق قبل اعلان مرشحنا» معتبراً ان «من المبكر الحديث عن الاتفاق على مرشح توافقي غيري».

وعن الاوراق التي تم إسقاطها لضحايا اتُهم الدكتور سمير جعجع باغتيالهم سأل عون: «اتُهم؟ هناك احكام قضائية، وثمة فئة لديها ذاكرة وعبرت عن رأيها بموضوع ترشيح رئيس حزب القوات».

واعتبرت اوساط سياسية تبني عون لأسلوب التعاطي مع جعجع في الجلسة عبر «أوراق الحرب» بمثابة «سقطة» باعتبار ان زعيم «التيار الوطني الحر» يسعى الى تقديم نفسه مرشحاً توافقياً لا أمل بفوزه بلا دعم «تيار المستقبل» برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي لن يكون في وارد تبنيه اذا كان الثمن فرط قوى 14 آذار والتخلي عن حلفائه المسيحيين فيها.