د. تركي العازمي / وجع الحروف

حكاية قيادي «سابق»!

1 يناير 1970 04:50 ص
كنت أنصح صديقي القيادي بأن يحيط نفسه (مركز اتخاذ القرار) بمجموعة تصدقه القول وتوفر له الرأي النير المبني على أسس علمية... نصحته ولم يستمع ذلك القيادي!

القيادي، أي قيادي? بعد تسلمه مهام المنصب الحساس يتطلب منه مراجعة فورية للقياديين التابعين له ممن يفترض ? حسب الهيكل التنظيمي? تنفيذ رؤية القيادي الجديدة ومن الطبيعي جدا أن يدرك القيادي العقبات التي سيواجهها ومنها رفض البعض منهم تنفيذ الأهداف التي لم يعتادوا عليها!

حكاية صديقنا القيادي بدأت مع ظهور مجموعة لم تكن لها كلمة مسموعة... تحدث معهم وتابع سياسة الباب المفتوح التي لم يعمل بها كثيرا فترك المشاكل التي ترد إليه لمن هم السبب في وجودها وبالتالي «كأنك يا بو زيد ما غزيت».... قلت له «يا عزيزي لا يجوز أن يكون الخصم هو الحكم... هؤلاء لم يأتوا لك من فراغ لذلك أدعوك أن تستعين بخبرات من خارج المؤسسة لتقييم الوضع واتخاذ القرار المناسب... فأنت مطالب بتحقيق الإنجازات لا أن تشغل نفسك بترتيب أمور يستطيع غيرك ممن تثق بهم ولم يتلوثوا بفكر قيادي المؤسسة القدامى»!

لم يستمع والنتيجة كما توقعت... تحالف قياديو الفساد و«حفروا له الحفرة» التي انتهت بخروجه بمسمى «قيادي سابق» ومازالوا يعبثون من دون رادع! هذه الحكاية نهديها للقياديين في الجهاز التنفيذي... وزير التربية? وزير الصحة? وزير الداخلية? وزير الأشغال والوزير المعني بترشيح ممثلي الحكومة في الشركات التي تساهم فيها الحكومة!

في التربية يقال بأن إدارات المدارس تطلب من إولياء الأمور التبرع في إصلاح أجهزة التكييف ويقال بأن العقود يشوبها ما يشوبها ناهيك عن «كارثة» التعليم العالي والتعليم الخاص... وفي الداخلية وغيرها من الوزارات «الهم» الكبير الذي لم يجد من يستطيع «زحزحته» للسقوط في حفرة المحاسبة لينعم خلق الله بحياة أفضل!

أنت عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة وأنا بحاجة لقيادة أنفسنا أولا... ومن ثم المحيطين بنا... وبعدئذ القريبين من سكننا والعاملين معنا ومجاميع المجتمع المتباينة أرائها وهذا هو التدرج الإصلاحي اجتماعيا!

وأنت عزيزي متخذ القرار في اختيارك لقيادي معين فأنت بحاجة لمكاشفة «هوى نفسك» وميولها وزحزحة الضغوط الآتية منها والاعتماد على الكفاءة كمعيار للاختيار، فالقيادي الذي يبدي لك الطاعة والولاء وهو مجرد من المفاهيم القيادية هو في الحقيقة الطريق الموصل لنهايتك المحزنة كقيادي سابق!

الطريف في الأمر ان أحد الزملاء أبلغني بأن وزيرا في الحكومة استعان بمستشار لدراسة إستراتيجية/وثيقة وهو? أي المستشار? لا خبرة له في المجال وزد على ذلك إنه معلوم عنه «التيه الإداري» في منصبه الحالي!

أشعر بأن ما تخفيه الأيام المقبلة يشكل قلقا بالنسبة لبعض المجاميع الإصلاحية وهم معذورون في تمسكهم بالقلق لأن كل المجريات تشير إلى ان الخطوات الإصلاحية وإن «زان» لنا بريق عناوينها تبقى مجرد عناوين مثيرة إنشائيا لكنها لن تحسن من واقع الأحوال لأن القياديين في واد وتنفيذ الرؤى الإصلاحية المتسمة في رسم الإستراتيجيات والأهداف في واد آخر ولا يوجد توافق بين قدراتهم ومتطلبات الخطط الإصلاحية ولو بنسبة ضئيلة ففاقد الشيء لا يعطيه إلا ما ندر!

قلت في مجلس الأمة قبل أيام إن الكويت بحاجة إلى اعادة هياكلها التنظيمية وطريقة تنصيب القياديين وميكانيكية التدرج في اتخاذ القرار عبر حوكمة صارمة... فغياب هذه الأركان نتج عنه التجاوزات الكثيرة منها «الداو» و«الكويتية» و«الزور» و«جامعة الشدادية» ومستشفى جابر وغيره من القضايا التي ما أن تشرق علينا شمس يوم جديد إلا ويظهر معه «حدث» جديد يؤكد استمرارنا في التيه القيادي والــ « الشخبطة» الإدارية التي نعيشها... والله المستعان!

[email protected]

Twitter : @Terki_ALazmi