وفقاً لدراسة ماجستير حصلت عليها باحثة يمنية
القات يضعف «خصوبة» الرجال
| صنعاء - من طاهر حيدر |
1 يناير 1970
06:21 م
حصلت باحثة يمنية على درجة الماجستير بامتياز من جامعة يمنية عن رسالتها البحثية التي وصفت بالجريئة، وحملت عنوان (تأثير القات على الحيوانات المنوية لدى متناولي القات).
وذكرت منى احمد سعد الكبري انها عكفت على دراستها البحثية طوال ثلاثة اعوام، حيث جمعت العينات بطريقة صعبة للغاية، نظراً للرفض الاجتماعي الذي قوبلت به، حتى توصلت إلى نتائج بفضل إجراء فحوص مخبرية داخل اليمن وخارجها، وكشفت تلك النتائج عن التدهور الكبير لحركة الحيوانات المنوية، وكذا ارتفاع نسبة الأشكال غير الطبيعية فيها، بالإضافة إلى ضعف حركة الحيوانات المنوية، مما يؤثر في خصوبة الرجال.
وأردفت ان لجنة التحكيم شهدت بأن هذه الدراسة العلمية تعد من أهم الدراسات التي توصلت إلى نتائج سلبية خطيرة يعانيها معظم المتعاطين لمادة القات.
وأعربت الباحثة منى عن فرحتها العارمة بعدما أوصت اللجنة التي ناقشتها بتوزيع دراستها على الجامعات اليمنية والعربية والمكتبات العامة، لاحتوائها على معلومات مهمة نظريا وعمليا، مستندة إلى فحوص من اليمن وخارجها.
وكشفت الباحثة انها توصلت من خلال دراستها إلى ان هناك اكثر من 20 نوعا من المبيدات المحظورة يتم ادخالها إلى اليمن عن طريق التهريب لاستخدامها في رش نبات القات اثناء زراعته، ما يلقي بآثار سلبية اضافية على الصحة العامة للمتعاطين.
من المعروف ان اغلبية اليمنيين، جنوبا وشمالا، خصوصا الرجال يتعاطون القات بصورة يومية إلى حد انه يعد احدى اهم السلع الاستهلاكية المطلوبة يمنيا على الاطلاق حيث يعتبره اليمنيون منشطاً كالشاي والبن، ويعدونه وسيلة لمساعدتهم على تحمل العمل والتواصل الاجتماعي والظهور بمزاج مرح!
وذهب الاستاذ بكلية التربية البدنية والرياضية في جامعة الحديدة الدكتور فتحي احمد السقاف إلى ان زراعة القات تطغى على حظوظ المحاصيل الاخرى من الارض الصالحة للزراعة، وان تقديرات منظمة الأغذية والزراعة، تقدر المساحات المزروعة بالقات في اليمن بأكثر من ثلث مساحة الأراضي الزراعية، أما عن حجم الانفاق عن تعاطي القات فيبلغ - بحسب الإحصائيات الرسمية - قرابة 25مليار ريال يمني سنويا، أي ما يقارب (156 مليون دولار اميركي تقريبا). كما أن أكثر من85 في المائة من الابار الجوفية تستخدم في زراعة القات.
وأضاف «يضيع القات على الدولة اليمنية عشرين مليون ساعة عمل يومياً مهدورة على الأقل كما جاء في دراسة أجرتها الحكومة اليمنية اوضحت ان كثيراً من الفقراء يتعاطون هذه المادة المخدرة، في حين يعجزون عن سد احتياجاتهم الاساسية، حيث يأتي الانفاق على القات والتبغ في المرتبة الاولى بين مجموعة السلع الغذائية وسط السكان الحضر، بينما يحتل المرتبة الثانية بعد الحبوب في الريف.